بعيد التغريدة التي رد فيها الاعلامي سامي كليب على رئيس الجزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي هاجم الاعلامي اللبناني من دون ان يسميه مساء امس واصفا ايه بأنه مندس في الثورة، عاد كليب اليوم ورد على النائب السابق ردا مفصلا تضمن رسائل مباشرة وجريئة جدا، وذلك تحت عنوان “آخر الاقطاعيين حين يغضب”. مع الاشارة الى انه ارفق النص بصورة تجمع بين جنبلاط والراحل حافظ الاسد.
وقال كليب في نصه الذي نشره على حساباته على “السوشيل ميديا”: ما أن انتهت مقابلتي أمس على قناة ” أم تي في” اللبنانية، حتى نشر وليد جنبلاط رسالة حاقدة يتهمني فيها بأني نشرت كتابا عن بشار الأسد واني مدسوس في الثورة. احتراما لتاريخ كمال جنبلاط قائد الحركة الوطنية والرجل النبيل الذي استشهد لأجل مبادئه واحتراما لرفاق آخيتهم سابقا في الحزب التقدمي الاشتراكي في عز الحركة الوطنية. يهمني أن أوضح التالي:
أولا: ان هجوم جنبلاط عليّ هو خشيته من امتداد الثورة التي أدعمها الى عقر داره، وهي خشية تفاقمت حين سُئلت على الشاشة هل عُرضت علي وزارة، فهو يعتبر ان الناس من حوله قطيع. هو الذي يختار من يرضى عنه ويسحق من يعاديه، ان لم يقتله، أو يهجّر عائلته. هاله جدا ان يصبح اسمي متداولا، فهو ككل الاقطاعيين يخشى العلم والثقافة، ولا يزعجه اكثر من مثقف لم يقبل يوما بالخضوع لبطشه.
ثانيا: ان كتابي عن سوريا، جاء بناء على قناعاتي بعروبة صادقة، وبأن بلدا عزيزا علينا يُدمّر ويغزوه الإرهاب والحقد وتتقاطع فوقه مصالح العالم، كان يفترض منا كمثقفين ان نكتب حقيقة هذه الحرب التي دمرت قلب العروبة النابض. وهي حقيقة كتبها الكثير من الكتّاب غيري وبينهم مثلا السفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو، والكتاب الغربيين مثل فريديريك بيشون، وجان بيار استيفال وروبرت فيسك وغيرهم… بينما كان جنبلاط يضحك على ناسه وشعبه بأن لديه معلومات من مخابرات عالميا بان النظام السوري سيسقط بعد شهر. لم اجامل في الكتاب ولم احابِ، وانما توقعت ما حصل تماما وما عاد واعترف به معظم رموز المعارض السورية. اتحداك ان تكشف ان لي أي علاقة مع أي دولة عربية غير علاقة عروبية صادقة صافية منطلقة من مباديء ثابتة.
ثالثا: تعلّمنا من القائد كمال جنبلاط ورفاقه في الحركة الوطنية، ان إسرائيل عدوة، وسرنا على هذا الدرب الذي لأجله استشهد والدي في خلال الاجتياح الإسرائيلي واصيبت امي بجروح حملتها حتى وفاتها. وناصرنا منذ شبابنا من يقاوم مُحتلَّ ارضنا، فكان طبيعيا ان يكون هذا خطنا، بينما ضاعت خطوط جنبلاط، وتاه وصار يضيع بين عواصم العالم باحثا عمن يطمئنه بان حزب الله الذي طرد إسرائيل زائل لا محالة. هو وسام على صدري ان أكون الى جانب من قاوم المحتل من فلسطين ولبنان حتى الجزائر والمغرب.
رابعا: حين استشهد كمال جنبلاط، وبطش الأستاذ وليد بمسيحيي الجبل انتقاما وهم أهلنا واخواننا الذين عشنا واياهم حياة هانئة جميلة في قرانا الساحرة، ثم ذهب لعقد تحالف تاريخي مع الرئيس الراحل حافظ الأسد بعد ٤٠ يوما من استشهاد والده، ضاعت البوصلة أكثر، وما عاد الدروز يعرفون من قتل من ومن المسؤول والمنفذ حتى عاد جنبلاط يتهم سوريا حين ضعفت بأنها هي التي قتلت والده.
خامسا: صال البيك وجال في توصيف بشار الأسد بأقسى النعوت في ثورة الأرز، وهو الذي افاد حتى الثمالة من الوجود السوري في لبنان من مصالح تجارية وتعيينات وزارية، لا بل انهم وضعوا له قانونا انتخابيا خاصا به كي تبقى زعامته، وذلك فيما كانت مافيا مسؤولين سوريين ولبنانين تعبث بالبلدين وساهمت في تدمير لبنان وسوريا. وبعد ان نعت جنبلاط الأسد باوصاف من نوع : “يا قردا ويا أفعى”، عاد وذهب مطأطأ الرأس للتصالح معه والاعتذار منه، وحمل له في يده كتابا هدية، وأدلى بتصريحات لا يدلي بها ضابط مخابرات سوري. دائما المصالح اهم من المبادىء عند نجل رجل المباديء. يا رجل، لو فُتحت ملفاتك مع النظام السوري لما اكتفينا على مدى سنوات من نشر ما فعلته وما افدت منه.
سادسا: الأستاذ وليد الذي اعلن وقوفه الى جانب خيار مناهض للمقاومة، روّج كثيرا حبه لأهل الخليج والعرب ولحليفه سمير جعجع، فلماذا اذا راح يصف قادة الخليج ” بالمخرّفين” ويعتبر جعجع في جلساته الخاصة بانه “حاقد تقسيمي”؟ الجواب؟ لأن المصالح اهم من المبادىء.
سادسا: يا وليد جنبلاط المحترم، انا ابن عائلة متواضعة، فقدت أهلي بسبب إسرائيل، تعبت وتعلمت وهاجرت وكافحت في حياة صعبة حتى وصلت الى ما وصلت اليه برضى الله والاهل وبتعبي وعرق جبيني، أنت ماذا فعلت؟ ماذا عملت؟ من أين لك ولمن معك كل هذه الثروة؟ هل تعرف ماذا يعني أصلا عرق الجبين؟ هل تعتقد ان من تحقّرهم كل أسبوع حين تستقبلهم يحبونك فعلا؟ الا تعتقد ان الناقمين عليك داخل طائفتك العريقة الكريمة اهل التوحيد، هم الغالبية اليوم؟ قل لي بالله عليك، كم مصنعا ومؤسسة ومعملا اقمت في منطقتك كي تساعد الفقراء؟ انظر الى ما فعلته مثلا النائبة نايلة معوض في منطقتها للمزارعين…
سابعا: ترفع اليوم شعارات ضد السلطة، كن واثقا ان الرئيس ميشال عون اكثر صدقا وشرفا وشفافية منك. كفاك ضحكا على الناس. وكن واثقا انه لولا اخلاص رئيس حركة امل الرئيس نبيه بري لصداقته معك ودفاعه عنه احتراما لما كان بينكما، لما كان لك اليوم موقع في السياسة، فالجميع فاقد الثقة بك. حبذا لو ان السيد حسن نصرالله الذي راعاك مرارا احتراما لطائفة الموحدين ومنعا للفتنة، يقول يوما ما كنت تقوله له في السر وما تعلنه في العلن.
ثامنا: أنت اقوى مني بطشا. يمكنك ان تقتلني كما كنت تفعل، يمكنك ان تضيّق على اهلي في الجبل، يمكنك ان ترسل لي قطّاع طرق، يمكنك ان “تهوّش” ضد الخائفين منك والمنتفعين منك كي يشتموني على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن تأكد ان كل ذلك لن ينفع، فانت آخر الاقطاعيين الزائلين بثورة الناس. فمن نكّل بالناس مثلك وساهم بإفقارهم، لا يمكنه ان يصبح اليوم ثائرا.”
“لعبة الامم” : من هو البديل؟
الى ذلك، تواصل قناة “الميادين”، الذي استقال منها سامي كليب منذ ايام، عرض برنامجه “لعبة الامم” الذي قدمه لسنوات، وحل محله الزميل كما خلف مفتتحا الليلة الاربعاء حلقته الاولى من البرنامج المذكور.
وتعليقا على الأمر، كتب كليب عبر “تويتر”: أتمنى لزميلي الأستاذ كمال خلف كل التوفيق والتألق في تقديم برنامج لعبة الامم مكاني عبر قناة الميادين العزيزة . مع محبتي الدائمة لكل من تابعني بمحبته وقلبه وعقله ٩ سنوات . واعذروني أن استقلت. فالود والاحترام لا يتغيران”.
شاركنا النقاش