[sam_zone id=1]

القاهرة: دعاء حسن|

“سألوني الناس” و “سلملي عليه” و “عندي ثقة فيك” و “كيفك انت” وغيرها مجموعة من ألحان الموسيقار زياد الرحباني التي قدمها للفنانة الكبيرة فيروز. هكذا بدأت السهرة مع الموسيقار اللبناني الذي حل ضيفاً مع الاعلامية منى الشاذلي، في برنامجها “معكم منى الشاذلي”، عبر شاشة “cbc “.

بحضوره المحبب اطل الرحباني في الحلقة، التي كان فيها على تماس مباشر مع الجمهور في الاستديو. مما زاد من وتيرة التفاعل. وتميزت الحلقة التي تراجع فيها منسوب الحوار لصالح الاغنية والموسيقى والمواد الارشيفية القيّمة، فكشف البرنامج النقاب عن مشاهد من حفلات وافلام ومقابلات قديمة مع السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني. مما اغنى الحلقة التي كان فيها الضيف متفاعلا ومرتاحا. وقد بلغ من الظرف ما دفعه الى ان يتكلم احيانا باللهجة المصرية المحببة في جو من الالفة والود.

الرحبانى تحدث في بداية الحلقة عن كواليس زيارته الأخيرة الى القاهرة بهدف احياء حفله في صالة المنارة، لافتاً إلى أنه شعر بجو من السعادة والود من قبل المصريين، ليعترف في الوقت نفسه أن غيابه عن الحفلات في مصر لخمس سنوات، هي فترة طويلة بالفعل، مشيرا إلى انه قام بزيارة دار الأوبرا المصرية مؤخرا للمرة الأولى!

وعن سر غيابه عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية أوضح: “عامان وثلاثة اشهر كنت خلالها في شبه عزلة بسبب الحياة المهنية الصعبة، انه شبه اعتزال فني ولكنني عدت مرة مجددا”.

وأضاف الرحباني الذي قدم مجموعة من أشهر موسيقاه خلال الحلقة، أنه لم يأخذ برأي أحد بشأن قرار الاعتزال المؤقت، لأنه شعر بالاحباط بسبب البطالة وبسبب ما حدث خلال الفترة الاخيرة في المهن الحرة.

وأوضح أن حياته المهنية تسير بشكل يومي ومنظم، وهو حريص على القيام بجزء كبير من عمله بنفسه، مشيرا إلى أنه شخص غير بوهيمي إطلاقا، وحريص على تنظيم “الشغل” وعدم تضييع الوقت، لافتا الى ان نهاره المهني يبدأ منذ الخامسة صباحا، رغم انه فنان حر..

وتابع : “انا استيقظ باكرا، وفى كل غرفة في منزلي يوجد منبه او ساعة، أصبح لدي هوس الوقت. لدينا شعور في لبنان دائما ان وقتا طويلا ضاع منا بسبب الحرب، لذا نشعر دائما اننا “ملحوقين” وليس لدينا رفاهية الوقت”.

ومن ثم تحدث الموسيقار اللبناني عن تعاونه مع والدته الفنانة الكبيرة فيروز، لافتا إلى أن أول لحن قدمه لوالدته كان عمره وقتها حوالى 14 عاما، وكان لحن لأغنية “سألوني الناس”، مشيرا إلى ان عمه منصور الرحباني هو من اقترح عليه ان يبدأ في التلحين، وقام بوضع اللحن في البداية، وبعدها تم تركيب الكلمات عليه .

وهنا قام البرنامج باستعراض مجموعة من الفيديوهات النادرة للحفلات التي قامت بإحيائها فيروز في القاهرة منذ أكثر من 30 عاما، وكانت من بين الأغنيات أغنية “اهو ده اللي صار” للفنان سيد درويش، فوصف زياد هذه الأغنية بأفضل ما غنته فيروز من اعمال الراحل سيد درويش ، مؤكدا أنه محب للفنان المصري الكبير، وتعلم منه، وبعض ألحانه تشبه ألحان درويش.

ولدى سؤاله عن القطيعة التي حدثت بينه وبين والدته، أشار إلى أن السبب وراء الخلاف والقطيعة بينهما ليس فيروز شخصيا، وإنما من دائرة أعمالها كشقيقته ومحامي العائلة.

وأشار إلى ان الخلاف استمر عامين وانتهى بمكالمة هاتفية، حيث قرر استخدام حيلة تستخدمها والدته دائما، حيث كانت تتصل به على الهاتف وتصمت دون أن تلفظ كلمه واحدة.

وأضاف: “قررت أعمل معاها زي ما هي بتعمل، اتصلت بيها وسكت من غير ما أتكلم ولا كلمة، لاقيتها هي بتتكلم، قلت لها “يهنيك السلامة”. ومن ثم اتقابلنا واتصافينا”.

ومن ثم وصف أغنية “حبيتك تنسيت النوم” للشاعر الراحل جوزيف حرب، التي لحنها لوالدته الفنانة فيروز، هي من أكثر الحانه المفضلة والتي حققت نجاحا كبيرا. كما ان “نسم علينا الهوا” هي من اجمل اغانيها الوطنية برأيه، والتي ليس فيها اي ادعاء، على غرار اغان وطنية اخرى صدرت لها خلال الحرب الللبنانية.

من جانب آخر، كشف الرحباني أنه يقدم أغاني الحب بعد فشل قصص الحب والزواج، كأغنية “عندي ثقة فيك”، وقال أنه يفضل الاستمتاع بعلاقة الحب على تقديم الألحان، واصفا المرأة بأنها أفضل من الأغنية. واشار إلى أنه قدم أيضا أغنية “مربى الدلال” لزوجته الأولى بعد وقوع الانفصال بينهما، فضلا عن أنه كان يوجد خلاف مع والدها، وهو الأمر الذي اشار إليه في الاغنية .

كما تطرق أيضا الرحباني الى السياسة، مؤكدا أنه خسر فنيا بسبب آرائه السياسية، متابعا : “آرائي اثناء الحرب خسرتني نصف لبنان، لكن مش ندمان، ومش حابب اني افكر ان عمري كله قضيته في قرار خاطئ”.

وقال: “فيروز تتابع السياسة كل يوم، وتسمع نشرات الاخبار، لكنها لا تحب السياسة وهذا سبب خلافنا. وثمة سياسيون لبنانيون حاولوا تكريمها ولكنها رفضت، مشدداً على أن علاقتها بالسياسيين اللبنانيين صفر” .

كما وصف فيروز بأنها شخصية مرحة جدا، ولكنها جدية خلال البروفات ولا تمزح بتاتا اثناء العمل، مشيرا إلى أنه يحب الأفلام التي قدمتها فيروز، ولكنه يعتبر فيلم “سفر برلك” من أفضل الأفلام التي قدمتها من وجهة نظره .

وفي نهاية الحفل، أطل المايسترو جورج قلته الذي قاد فرقته الموسيقية في حفل زياد الأخير في القاهرة، فعزف داخل الاستديو من الحان زياد الرحباني، وأشاد بالتعاون معه واصفا تجربته معه بالفريدة والصعبة، وخاصة أن الرحباني يحرص على كتابة النوتات الموسيقية بنفسه، فضلا عن أن موسيقاه صعبة للغاية، ولكنها في الوقت نفسه موسيقى متطورة تتعلم معها الأجيال.

زياد مع الشاذلي

في هذا المقال

شاركنا النقاش