دمشق: آمنة ملحم|
محنية الظهر من ألم الفقد، ومجروحة الفؤاد، هكذا ودعت الفنانة شكران مرتجى والدتها السيدة “عائدة أبو الشامات” التي وافتها المنية بعد صراع مع المرض. وبوداعها يبدو أن الكلام انتهى، وهي التي طالما قابلت ذكر اسم والدتها في حياتها بالدموع، فلم تجد وسيلة اليوم للتعبير عن جرح رحيلها غير الدموع أيضاً، التي رافقتها بلا انقطاع في مراسم التشييع واليوم الأول للعزاء الذي أقيم أمس في دمشق.
لا زالت مرتجى تتحدث بعيونها المجمرتين من كثرة البكاء، واكتفت بوداع أمها بنشر ورقة النعي عبر “السوشيل ميديا” مرفقة بكلمة واحدة مختصرة: “أمي”.
هي السباقة في الأحزان كما الأفراح.. حيث تحرص الفنانة شكران مرتجى على الدوام على أداء واجب العزاء، وكذلك التهاني لكل من تعرفه، وهي الوفية جدا هنا مع زملائها في الوسط الفني، تساند وتدعم وتؤكد بأنها كتف ثابت لا يخيب المحبين. لذا كان من الطبيعي أن تغص مواقع التواصل الاجتماعي بالتعازي الكثيرة من قبل فنانين سوريين وعرب، وأقارب ومحبين، ويتصدر خبر رحيل والدتها المرفق بالتعازي والدعوات بالرحمة لها، تلك المواقع على مدار يومين، ليس بفعل “التراند” الإعلامي هذه المرة بل بفعل “تراند” المحبة والمحبين.. لا سيما بعد أن وجهت العائلة رسالة للإعلام بعدم تغطية مراسم التشييع احتراماً للخصوصية، مرحبة بكل الإعلاميين الراغبين بتقديم العزاء.
ولم يكن أمر استبعاد التغطية الإعلامية عن مراسم التشييع والعزاء غريباً عن مرتجى، فقد صرحت مرارا أنها ضد تحويل أي وفاة “لتراند” إعلامي بغرض جلب المشاهدات العالية على حساب المتوفي وأهله، ولكن رغم ذلك لم تمنع شكران وسائل اعلامية تواجدت في اليوم الأول للعزاء من نقل الأجواء فقط، بعيداً عن أية تصريحات.
شكران مرتجى أثبتت اليوم أن الوفاء لابد أن يقابل بالوفاء، وأن المحبة تعود لمن يستحقها. وحتماً لن تنسى أن رحيل والدتها الموجع، شكل أيضاً مشهداً عظيماً بالمحبة التي أحاطها بها كل من يعرفها، في محاولة منهم لتضميد الجرح الذي نزف بشدة مع دفن حبل مشيمتها.
شاركنا النقاش