فاتن قبيسي|
رحلت الممثلة اللبنانية المعتزلة نهى الخطيب سعادة، مساء امس الأربعاء، عن عمر يناهز 74 عاما، بعد صراع مع المرض. وبرحيلها غابت فنانة كبيرة ساهمت في اغناء ارشيف “تلفزيون لبنان” من خلال عدة اعمال درامية، ومقدمة برامج رصينة ومثقفة.
كانت سعادة من الشخصيات التي الِف المشاهد اللبناني وجهها الهادىء وملامحها الرومانسية، وكذلك صوتها الرقيق الدافىء، في السبعينيات والثمانينيات، حيث عاش التلفزيون الرسمي عصره الذهبي. أما ابرز المسلسلات التي شاركت فيها: مسلسل “النهر” في العام 1975، “الجوال”، “غرباء”، “حتى نلتقي”، “لمن تغني الطيور”، و”الخديعة”. كما شاركت في عدد من الحلقات من اعمال عدة، منها “البخلاء”، “شهيرات في الحب”.
وبرحيلها انعشت ذاكرة جيل كامل واكبها بحب، حيث كان الفن يدخل الى بيوت الناس من خلال شاشة او شاشتين فقط، كمطر ينعش يباس القلوب في زمن الحرب. اذ ساهمت الراحلة في امتاع الجمهور باعمالها الراقية، وقصص الحب التي جسدتها لكسر وحشة التقاتل والصراعات التي كانت تنوء بها البلد.. وفي زمن تفشي الطائفية والقتل على الهوية، تزوجت الفنانة المسلمة من المخرج ايلي سعادة، وتعاونت معه حتى شكلا ثنائيا فنيا ناجحا.
حصلت على شهادة الفلسفة، وإلتحقت بالجامعة اليسوعية لدراسة الأدب العربي. ومارست الراحلة مهنة التدريس، حيث كانت تدرس اللغة العربية في مدرسة “الليسيه”. بينما إلتحقت بالتلفزيون في العام 1962 حين كان عمرها 18 عاما. وادت ادوارها باللغة العربية الفصحى، كما كان رائجا في ذلك الوقت.
وأجادت سعادة في أداء أدوارها في زمن الابيض والاسود، وعملت مع ابطال الشاشة آنذاك من مثل الفنان احسان صادق، سمير شمص، انطوان كرباج واكرم الأحمر ورشيد علامة ونجيب حنكش وآخرين.. واعتزلت الفن بعد حادث تعرضت له في التسعينيات.
وقد نعاها عدد من الفنانين والاعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منهم الفنان سمير شمص ، الذي قال لها “وداعا يا زهرة تلفزيون لبنان”، والاعلامية غابي لطيف التي وصفتها ب”سيدة الشاشة الفضية” واضافت: “صديقتي وملهمتي وزميلتي. مبدعة، راقية، مثقفة ومتواضعة. هي فاتن حمامة لبنان! كبيرة سيدات الشاشة اللبنانية. أرست قواعد الأعلام التلفزيوني الرفيع…”
(الصورة المرفقة مأخوذة من كتاب “أسعد الله مساءكم” للزميل زافين قيومجيان. وهي من مسلسل “النهر” والى جانب نهى الخطيب سعادة، الممثلة القديرة مادونا غازي. الرسم بريشة حنان قاعي).
شاركنا النقاش