[sam_zone id=1]


فاتن قبيسي|

“شارع الحمرا خلطة لبنانية”، هذه إحدى عبارات الأغنية الإفتتاحية لمسرحية غنائية كوميدية بعنوان “شارع الحمرا”، وهي جملة تختصر الكثير  لجهة دوافع اختيار هذا الشارع البيروتي الشهير ليكون مادة مسرحية جذابة تجمع الناس من كل المشارب والطوائف، سواء من لبنان أو من خارجه، باعتبار ان هذا الجزء من بيروت كان مقصدا لكثيرين من العرب والخليجيين والأجانب في فترات معينة.

المسرحية التي تتضمن الكلمة القريبة من الناس، والموسيقى، والرقص، واللوحات الفنية، رسم تفاصيلها كاملةً مؤلفها ومخرجها راني ابو حدبة، أما عّرّابها فهو المنتح الشيخ نايف آل ثاني، صاحب شركة U EVENTS. وهي ستففح ستارتها في 26 ايلول الجاري على مسرح U VENUE في قطر، لثلاثة ايام، ثم تعرض في عدة دول عربية وأجنبية، لتنتقل بعدها الى لبنان. وهي من بطولة بديع ابو شقرا، ايفون الهاشم، لمى مرعشلي، أسامة العلي، باسل ماضي، زياد الأحمدية، وناي أبو فياض.

منذ ستة اشهر، يواظب أبو  حدبة على تحضيرات المسرحية، التي حرص على ان تلعب الفرقة الموسيقية الألحان والموسيقى “لايف” على المسرح، ليتفاعل الجمهور معها بصورة اكبر .

“سيكون العمل أشبه بمهرجان احتفالي”، هذا ما قاله راني ابو حدبة لـ”شاشات”، وهو الذي ينفذ بنفسه ايضا السينوغرافيا لتكون المشهدية “مهرجانية استعراضية” على حد قوله ..

ويعرّف ابو حدبة عمله بالقول: إنها مسرحية غنائية كوميدية، تتناول قصة غرام بين شاب وفتاة في شارع الحمرا في فترة السبعينيات. وتتضمن اغنيات “اوريجينال” لأول مرة من الحان زياد الاحمدية. وهي متنوعة بين الشرقي والغربي، وفيها ايضا استعراضات راقصة من تصميم ساندرا عباس، وأسادور أورجيان، وتتنوع بين الرقص الشرقي والغربي مثل الرومبا، السامبا، السالسا، الجاز، الدبكة… الى جانب كوميديا الموقف، من خلال ممثلين محترفين .

زخم فني قوي

ما الهدف من هذا العمل المسرحي؟ يقول ابو حدبة “همنا إضفاء البسمة على وجوه الناس في ظل الظروف القاسية التي يمر بها في الجنوب وغزة، فنحن كمسرحيين مطالَبون بالاستمرار بالعمل، وهذا نوع من المقاومة. والمنتج الشيخ نايف كان همه الأول ان نقدم عملاً كوميدياً يجمع العائلة ويفرحها. وانا متأكد ان ثمة مشاهدين سيعيدون مشاهدة المسرحية مرة اخرى. لأن فيها زخماً فنياً قوياً جدا”.

وعن موضوع المسرحية والعودة الى فترة السبعينات، يقول ابو حدبة: أنا من محبي شارع الحمرا، وهو صورة مصغرة عن لبنان، على اختلاف طوائفه وطبقاته الاجتماعية والثقافية. وقد كان عاصمة بيروت في السبعينات. وكان كبار الفنانين يقصدونه امثال صباح وداليدا. وهناك حوالى سبع صالات سينما في هذه الرقعة الصغيرة. وكنتُ كغيري من الفنانين والشعراء والمثقفين اقصد مقهى “الويمبي”، والـ”كافيه دو باري”. وفترة السبعينات ترمز الى الزمن الجميل لهذا الشارع ولبنان عموما قبل الحرب. وبعدما تغيرت هوية الشارع اليوم، احببتُ إعادة صورته المشرقة بناسه، وبأشكالهم المناسبة لتلك المرحلة، مع جهود المصممة ميسون هلال التي اجادت في رسم الشخصيات .

ولا يفوت ابو حدبة أن يذكر بأن صاحب فكرة العمل أساساً هو المنتج الشيخ نايف آل ثاني الذي كان يزور لبنان و”شارع الحمرا” تحديدا في السبعينات. ولديه ذاكرة جميلة عنه وعن مقاهيه، وقد اقترحه كموضوع للمسرحية، والفكرة مسّتني كثيرا، وقد وفّر لنا احتياجاتنا رغم الظروف الصعبة من حولنا، واصرّ على استقدام أفضل فريق عمل”.

-هل يشكل امراً ضاغطاً كونك الكاتب والمخرج وكاتب الأغاني ومنفذ السينوغرافيا بنفس الوقت، أم انه يساعدك على الإمساك أكثر بمفاصل العمل؟ يرد ابو حدبة قائلاً: انه أمر متعب جدا، ولكن بنفس الوقت هذا يحقق انسجاما بين كل هذه العناصر، لأن شخصا واحدا ينفذها. فاثناء الكتابة كنتُ ارى المشهدية الكاملة كمخرج، وكنت ارسم كل الصور في مخيلتي. مما يسهل عليً الاخراج.

ضخامة الإنتاج

-الى اي حد يشكل العمل تحدياً في ظل ندرة العمل الاستعراضي العربي؟ يرد ابو حدبة: “المسرح يحتاج امكانيات مادية ضخمة، ونحن لدينا 35 شخصا على المسرح بين موسيقين وراقصين وممثلين، و20  شخصا في الكواليس، مما يدل على ضخامة الانتاج. من ناحية ثانية، واجهنا صعوبة ايجاد المكان لإجراء البروفات، حيث اننا نحتاج مسرحاً كبيرا (25-12 مترا)”.

وابو حدبة الذي قدم سابقاً عدداً من المسرحيات الناجحة منها “روميو وجوليتان”، و”الدب” ونال جوائز عدة، انضم في العام 2006 الى “المؤسسة الاعلامية للاعلام” في قطر، كمخرج لقناة “الكأس”، حيث أنتج وأخرج برامج تلفزيونية ناجحة، حصد بعضها الجوائز ايضاً، وها هو اليوم يستفيد من هذه الخبرة ليضفي على مسرحيته اليوم رؤية تلفزيونية تزيدها غنى. وأحد تجلياتها وجود شاشة عملاقة (20-6 امتار)على المسرح لتعرض انيميشن 3D، مما يعطي أبعادا اخرى للعمل.

وبعد سنوات من العمل التلفزيوني، يعود ابو حدبة اليوم الى “عشقه الأول” أي المسرح، ويعرب عن سعادته بالأمر، ويضيف: “فضلتُ ان تكون عودتي الى المسرح قوية. وهمنا ان يكون العمل قريب من الناس، فكلام الاغاني بسيط، وهي سهلة، خفيفة الظل، وترنّ في الأذن. ومسرحية “شارع الحمرا” تعنينا جميعاً، لأنها آتية من قلب بيروت، من قلب “الحمرا” وتعكس هويتها الحقيقية”.

وعن سبب اختياره بديع ابو شقرا بطلاً للمسرحية، يوضّح أبو حدبة بأن بديع له جمهوره، وانا أعرفه سابقا وأعرف انه يكنّ حنينا كبيرا لشارع الحمرا حيث انه كان من ساكنيه. كما لديه تجربة راقصة في برنامج “الرقص مع النجوم”، ولديه تجربة غنائية ايضا، من خلال حفلات غنائية كان قدمها بعنوان “كاس ومتراس” في بيروت. وانا كمخرج مسرحية استعراضية كوميدية، من المهم ان اتعاون مع هذا الممثل المتكامل.

أهلاً بكم في .. “شارع الحمرا” 

(يذكر ان فريق العمل يضم كل من: مساعدة مخرج لين مبارك، تصميم الإضاءة جو سعد، هندسة صوت جورج أبو زيد، تصميم الأزياء راوية هلال، تصميم الشخصيات ميسون هلال، تصميم الغرافيك 3D جورج صوما، وتنفيذ الديكور U EVENTS).

أهلاً بكم في .. “شارع الحمرا” 

من هوالكاتب والمخرج راني أبو حدبة؟

منتج ومخرج وكاتب في المسرح والتلفزيون. مقيم في قطر منذ 2006. حاصل على دبلوم دراسات عليا في التمثيل من الجامعة اللبنانية 2001، المرتبة: الأولى. وماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة القديس يوسف 2006.

اخرج العديد من المسرحيات في لبنان، وشارك في مهرجانات دولية (مصر، تونس، بلجيكا، المغرب، سوريا) كما نالت مسرحيته “روميو و جوليتان” جائزة افضل اخراج في المهرجان الدولي الجامعي في كازابلانكا، وجائزة افضل عمل شبابي في مهرجان الشباب في تونس، ومثلت لبنان في المهرجان التجريبي في مصر، ونالت جائزة افضل عمل في مهرجان “شمس” في بيروت. وقد اختير الى جانب الكبير روجه عساف ليكون على لائحة المسرحيين بعمله corde du savoir في البرنامج الثقافي في الدورة الفرنكوفونية 2001 بيروت .

في التلفزيون، عمل كمنتج ومخرج في “المؤسسة القطرية للإعلام” منذ 2006 ، قام بإخراج وانتاج العديد من البرامج والفعاليات الترفيهية والرياضية والفنية والمهرجانات، بالإضافة الى المناسبات العالمية قبل وخلال كأس العالم في قطر، ونال جائزة افضل اخراج عن برنامجي SPEED، FOLLOWERS في مهرجان التلفزيون والإذاعة العربي .

من هو المنتج الشيخ نايف ال ثاني؟

محب للفنون والثقافة، وخاصة الموسيقى والمسرح، وهو مالك لشركة الإنتاج الفني U EVENTS التي انتجت العديد من الاعمال الفنية، والتي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، وهو مالك مسرح U VENUE  الذي استضاف العديد من الفعليات الثقافية والفنية وآخرها مهرجان الدوحة المسرحي 2024 . وقد اعيد توسيع خشبته، وتطويره بأحدث المعدات والتقنيات الحديثة في عالم الاستعراض المسرحي والغنائي، ليتناسب مع رؤيته، والتي تذهب بعيدا في نقل العروض المسرحية والغنائية والموسيقية من مستوى الانتاجات المتواضعة الى مستوى الاحترافية والاعمال العالمية.

الشيخ نايف ال ثاني من الأشخاص الذين عايشوا وسكنوا واستمتعوا بأجواء ورقي شارع الحمرا في السبعينيات، ففضل اعطاءه حقه من التقدير، من خلال انتاجه لمسرحية “شارع الحمرا” كأول عمل مسرحي غنائي استعراضي هذا العام، بالإضافة الى اعمال أخرى قيد التحضير.

نرشح لك:

أهلاً بكم في .. “شارع الحمرا” 

في هذا المقال

شاركنا النقاش