القاهرة : دعاء حسن |
أهدى الفنان التونسي رؤوف بن عمر، الفائز بجائزة أفضل ممثل في الدورة الـ 39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم “تونس الليل”، جائزته إلى “كل جيلي.. جيل الاستقلال وكل مثقفي ومبدعي هذا البلد، الأحرار الذين تعرضوا للظلم والقهر من السلطة منذ عهد بورقيبة وبعدها بن علي، هذا الجيل الذي عانى من القهر والاضطهاد”.
والفنان التونسي الذي قام بتجسيد شخصية الإذاعي المثقف ضمن أحداث الفيلم قال لـ”شاشات” أن أكثر ما جذبه في سيناريو الفيلم رصده لكل التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها تونس قبل الثورة، مؤكدا أن شخصية “مسيو يوسف” التي قدمها في الفيلم تعكس آلام المثقف التونسي وطموحاته وآماله وإحباطاته وإقصائه، لذلك اعتبر تقديمها ردا لاعتباره وثأرا له”.
وأضاف: “عندما قرأت سيناريو “تونس الليل” وجدت كأنني أقرأ مسيرة حياتي فى خمسين عاما، حيث تذكرت كل أولئك الذين تعرضوا للقهر من مبدعين فى بلادي. وأعتقد أن هذا الفيلم بمثابة تحية لأرواح كل المبدعين التونسيين الذين فقدناهم، ولمن يواصلون العمل والإبداع نساءً ورجالا”.
ورداً على الانتقادات التي وصفت اداءه في الفيلم “بالمسرحي” قال: “لا استطيع أن أنكر أنني ابن المسرح، ولا شك أنه أثر في شخصيتي جدا، ولكن شخصية “مسيو يوسف” كان يجب تأديتها كما اديتها، وخاصة في مشهد الخطبة التي يلقيها خلال الحلقة الأخيرة من برنامجه الإذاعي، وهو المشهد الذي استغرق وقتا طويلا وجهدا أيضا، واعتبره من أهم وأصعب المشاهد في الفيلم، لكونه كتب بعمق شديد ولغة عربية فصحى ويتضمن رسالة لكل الوطن العربي”.
وعن سبب غيابه عن السينما وتوجهه للمسرح في السنوات الأخيرة، أكد بن عمر أنه يعشق المسرح ويعتبره فنا شاملا قائما على الاتصال المباشر مع الجمهور، في حين أن السينما والدراما أكثر سهولة من العمل بالمسرح، ولكنهما يستهلكان الفنان، لافتا إلى أن المسرح بالنسبة له تجديد للطاقة والحيوية.
وعن رأيه في السينما التونسية، أكد “أن السينما التونسية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرا إلى أن انتاج الأفلام في العام وصل الى 20 فيلما، فضلا عن الأفلام القصيرة، بالإضافة إلي التقينيات السينمائية الحديثة، كل هذه الأمور تجعلنا نتنبأ بمستقبل باهر للسينما التونسية”.
شاركنا النقاش