القاهرة: دعاء حسن |
“أهدي جائزتي لكل شخص يناضل في العالم ليكون موجودا ويحافظ على حياته، ليس في بلاد الحرب فقط ، وإنما في كل الظروف الإنسانية” هكذا بدأت دياموند بو عبود حديثها لـ “شاشات” عقب حصولها على جائزة أفضل ممثلة في المسابقة الدولية في الدورة 39 من “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي”، وذلك عن دورها في فيلم ” في سوريا” للمخرج البلجيكي فيليب فان ليو. وقد قدمت من خلاله شخصية حلمية التي تلجأ إلى جارتها بعدما اختفى زوجها لتعيش في مكان آمن معها، وعندمت يقتحم القناصة المنزل تتصدى لهم حلمية لتضحي بنفسها لحماية المنزل والاسرة وابنها الرضيع، وتتعرض للضرب والاغتصاب في سببيل حمايتهم.
وأكدت بو عبود أن مشهد الاغتصاب يعتبر من أصعب المشاهد التي قدمتها في الفيلم، ووصفته بانه “قاس”، وخاصة أنه يأتي بعد تسلسلل درامي للأحداث والضغوطات التي تتعرض لها حلمية. ولفتت الى أنها كانت تخشى هذا المشهد قبل تصويره، ولكن تم التحضير له جيدا، حيث استعان المخرج بخبير في مثل هذه المشاهد جاء من بلجيكا خصيصا. واشارت إلى أن المشهد خرج بشكل مدروس من خلال تعبيرات الوجه التي تعكس ما يحدث معها دون عناء، وهو ما زاد من صعوبة المشهد.
وعن شعورها بعد حصولها على الجائزة قالت: “سعيدة بالطبع ولكني أشعر أيضا أنني أديت واجبي كممثلة وإنسانة بشكل صحيح، وأعتبر أنني استطاعت أن أوصل الرسالة الإنسانية التي يحملها الفيلم، وخاصة أنني لمست بنفسي ردود الأفعال، حيث تفاعل الجمهور مع الفيلم لدرجة البكاء مع القضية التي يطرحها والشخصيات”.
وأشارت بو عبود الى أن أكثر ما جذبها إلى الفيلم هو الطرح والمعالجة من الزاوية الإنسانية، اذ يرصد يوما في حياة أسرة سورية تحت الحصار، لافتة إلى ان هدف الفيلم هو التركيز على عمق الشخصيات ويومياتهم.
وعن رأيها في اختيارها كونها لبنانية لتقديم معاناة إمراة سورية قالت: “أرى أن دور السينما والفن هو تناول قضايا العالم، من منطلق انساني، بغض النظر عن الجنسيات والسياسيات، ولاحظنا ان الفيلم لم يتطرق لمشاهد الحرب وانما للمعاناة الانسانية للاسرفي ظل ظروف الحرب”.
وتابعت: “أنا شخصيا عشت تلك الظروف خلال مرحلة طفولتي أثناء الحرب في لبنان، حيث كنا لم تستطع الخروج من المنزل كما حدث في الفيلم، الأمر الذي ظل يلاحقني أثناء تصوير الفيلم، حيث تذكرت معاناة أسرتي في تلك المرحلة”.
وفي الوقت نفسه نفت أن تكون قد تأثرت نفسيا باحداث الفيلم على المستوى الشخصي، معتمدة الفصل بين المشاهد والواقع.
وعن كواليس العمل أوضحت أن تصوير الفيلم استغرق 28 يوما، وكان من المفترض أن يتم تصويره في مدينة بروكسل، لكن المخرج قرر في النهاية التصوير في لبنان لتقارب بيئته مع موضوع الفيلم، وكونها مقنعة بشكل أكبر.
وبعيدا عن فيلم ” في سوريا” تحدثت بو عبود ايضا عن فيلم “القضية23 “، والذي تقوم من خلاله بدور محامية، معربة عن فخرها بالعمل مع المخرج زياد دويري. ووصفت الفيلم بأنه عالمي، وبالرغم مما أثير حوله إلا أنه حظي باشادات كبيرة عند عرضه في لبنان ومهرجان “فينسيا”، كما حقق ردود أفعال ايجابية عند عرضه في “مهرجان الجونة”.
وعن علاقتها بالجمهور المصري قالت أنه عرفها من مسلسل “روبي “، ولكنها حتى اليوم لم تتلق اي عروض للمشاركة بالدراما أو السينما المصرية، معربة عن أمنيتها بالعمل في مصر، وخاصة أنها تعشق الأفلام المصرية منذ طفولتها .
شاركنا النقاش