[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

إنها المرة الأولى التي يقف فيها الفنان القدير دريد لحام أمام كاميرا المخرج باسل الخطيب مسجلا عودته للسينما السورية بعد غياب طويل. إلا أنها ليست مجرد صدفة، ففيلم “دمشق حلب” وفق صناعه كتب خصيصا له ليكون خطوة جديدة في السينما السورية، تقديرا لقامة فنية تعد جزءا من الإرث الحضاري والمخزون الثقافي الفني السوري.

الفيلم الذي انطلق تصويره منذ أيام في مدينة دمشق، عقدت “المؤسسة العامة للسينما” مؤتمرا صحافيا حوله، قبل مغادرة فريق العمل باتجاه حلب. حافلة ركاب ستعبر باتجاه حلب، وفيها بطل الحكاية والشخوص الذين يحركون الأحداث كل من مكانه، عاكسين مختلف التوجهات السورية.

المخرج باسل الخطيب اعتبر تجربته الجديدة مغامرة كبيرة، حيث يعمل فيها بمساحة وتوجه لم يعمل بهما من قبل، وضمانته هنا هي وجود اسم كبير مثل “دريد لحام”، ما يدفعه لوضع كل ماعمله في مجال السينما بكفة وهذا الفيلم بكفة ثانية. هذا ماقاله بكل فخر. فبعد سنوات معرفة شخصية طويلة، سيسجل التعاون الأول مع لحام، منوها بأن كل عمل فني عادة ينسب للمخرج، وتتوج شارته بعبارة للمخرج، أما هذا الفيلم فهو فعلا “لدريد لحام”.

وعن الفيلم، يلفت الخطيب إلى أنه عمل درامي مستوحى من حياة السوريين، وهو نوع فني صعب جدا يشبه الحياة التي يعيشها السوريون اليوم بتناقضاتها وتجلياتها الغرائبية. فتارة سنرى الشخوص تبكي وتارة تضحك، فهو مرآة تتجلى عبرها انعكاسات الحياة كما سيحمل نفسا كوميديا في طياته.

وعن تفاصيل التجربة، يشير الخطيب إلى أنه عرض الفكرة على الكاتب تليد الخطيب مقدما له ملخصا للفيلم، وعرض الفكرة على الفنان لحام، فأحبها ورحب بها. ثم كتب تليد السيناريو الذي استغرق بين اربعة وخمسة أشهر مقدما نماذج عدة. ومع ملاحظات واقتراحات طرحها لحام تم الوصول الى الصيغة المتكاملة.

ولا يخف تليد الخطيب تخوفه بداية من فكرة الكتابة، ليس فقط لقامة عملاقة في التمثيل، بل لأحد أهم كتاب الكوميديا في تاريخ الفن السوري، كما أن الماغوط كتب له. إلا أنه حول ذلك التخوف الى تحدٍ ليقدم افضل ما عنده.

وأكد تليد بأن “دمشق حلب” يطرح صورة الحياة السورية في الزمن الحالي، عاكسا العلاقات الانسانية العميقة، التي ستقدمها الشخصيات المجتمعة في حافلة متجهة من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال السوري.

بدوره قال الفنان دريد لحام ل”شاشات” بأن الفيلم يعكس الجانب الخير من العلاقات الاجتماعية السورية رغم سنوات الجمر التي مرت بها، وفيه سيظهر بشخصية يعتبرها شخصيته الحقيقية، حيث يجيب على سؤال حول تقاطع الشخصية مع شخصيته الحقيقية “هو دريد نفسه”، وكله أمل بأن يشكل الفيلم فسحة أمل جديدة تترك تأثيرها.

ونوه لحام بأنه لم يغب عن السينما، إنما غاب عنه العمل الذي يقتنع به ويكون محطة تليق بتاريخه الفني، إلى أن جاء “دمشق حلب” المشغول بأسلوب مختلف وكتابة جميلة مع مخرج متميز جدا صاحب عين جميلة وتعامل هادىء ومحب، والعمل تحت إدارته يعده لحام إضافة كبيرة لتاريخه، بالاضافة للعمل مع “المؤسسة العامة السينما” التي تحرص على أن تكون أفلامها جادة، ولو حملت شيئا من الكوميديا.

من جانبها، اعربت الفنانة سلمى المصري عن سعادتها الكبيرة بدخول التجربة الأولى مع المخرج باسل الخطيب، والتي كانت بانتظارها على حد تعبيرها، وأتت بوقتها مع القدير دريد لحام الذي يشكل قدوة لها، فكثيرا ما تعلمت منه في الفن ومعه كانت تجربتها السينمائية الاولى من خلال “مقلب من المكسيك”، لتتوالى بعدها تجارب كثيرة.

وتجسد المصري في الفيلم دور محامية مثقفة تتعرض لظرف يحددها بمكان معين، وتقدم الشخصية حالة إنسانية ومشاعر مختلفة سنراها تبكي وتحمل غصات في قلبها.

يشارك في الفيلم ايضا كل من الفنانين: عبد المنعم عمايري، بسام لطفي، سلمى المصري، صباح جزائري، شكران مرتجى، أحمد رافع، كندا حنا، نظلي الرواس، ربا الحلبي، علاء قاسم، عاصم حواط وغيرهم.

في هذا المقال

شاركنا النقاش