دمشق: آمنة ملحم|
يحجز الفنان جرجس جبارة مكانه للموسم المقبل، بحضوره المتنوع من خلال شخصيات طريفة، وأخرى درامية انسانية. يتميز بغزارة الانتاج، وباتقان معظم ادواره على اختلافها. وقد حجز لنفسه مكاناً متقدماً في الكوميديا كما في الادوار التراجيدية. سبعة اعمال يشارك فيها للموسم المقبل، بعضها مسلسلات، واخرى لوحات منفصلة. وعن كل ذلك، وعن رأيه في الدراما السورية، وعن مسلسل “الواق واق” الذي عرض في الموسم الفائت، يدلي جبارة بحديث ل”شاشات”. فماذا يقول؟
ينشغل جبارة حاليا بتصوير بطولة مسلسل “كرم منجل”، تأليف فهد مرعي، واخراج عمار تميم في اللاذقية، حيث الطبيعة تحقق احدى شروط العمل. ويخبرنا بانه يلعب في العمل دور المختار “ابو منجل” وهي شخصية محورية تدور حولها الاحداث، يتزوج من اربع نساء لكي يحظى بإبن ” صبي”، الا انه لا يرزق الا بالبنات، منوها بأن العمل اجتماعي “لايت”، والحدوتة فيه قديمة وحديثة في آن، فقد تكون مطروحة من قبل بشكلها العام، ولكنها حديثة من ناحية آلية الطرح، والنهاية التي يحملها العمل.
وفي الموازاة، يصوّر جبارة لوحاته في “ببساطة”، والذي بدأ عرضه مؤخرا كفواصل عبر قناة “لنا” السورية. وهنا يشير جبارة إلى أنه عبارة عن لوحات تحمل جرعة درامية خفيفة، تطرح موضوعا اجتماعيا مكثفا لتختصر وقتا طويلا من الكلام والمطمطة التي تحملها الأعمال ذات الثلاثين حلقة، والتي تتقيد بالعرض الرمضاني. فهو عمل يومي وليس موسميا، وفكرته تقدم في قالب كوميدي. ومن المقرر مبدئيا تصوير حوالى مئتي لوحة وعرضها على مدى سنة، ليصور لاحقا المزيد من اللوحات، لتكون بمثابة مواكبة يومية للمواطن.
وكذلك حل جبارة ضيفا على المسلسل الكوميدي “كونتاك” اخراج حسام الرنتيسي. كما سجل حضوره في دور انساني عبر مسلسل “ناس من ورق” للمخرج وائل رمضان، والذي أنهى تصويره فيه كعمل اجتماعي يحمل البسمة تارة والدمعة طورا.
كما يستعد جبارة لتصوير دوره في مسلسل “مسافة امان” مع المخرج الليث حجو، وسيؤدي فيه دور رجل مسن في عمر يقارب عمره الحقيقي، يحمل تجاربه الحياتية محاولا ايصالها لجيل الشباب، في قالب إنساني درامي جميل وفق حديثه
وحول تواجده المستمر في أعمال الكوميديا، يوضح جبارة بأنها ليست خيارا له، فالفنان مخيّر بما يعرض عليه وليس هو صاحب القرار الا بما ينتقيه من الَمعروض، وهنا يحاول انتقاء الأفضل من الناحيتين الفنية والمادية.
وبالعودة للموسم الفائت وسؤاله عن الانتقادات التي اثيرت حول مسلسل عن “الواق واق”، يشير جبارة إلى أن صناع الدراما لا يمكن أن يراهنوا على محبة الجمهور، و”الواق واق” يحمل مقولة نخبوية، ويخاطب شريحة معينة تمتلك فكرا قد يكون أرقى من الفكر الشعبي على حد تعبيره، ويمكن ان نعتبر هنا أن العمل لم يستطع تحقيق معادلة العمل الراقي فكريا مع الحالة الشعبية، وليس بالضرورة أن يحقق كل عمل الجماهيرية نفسها. إلا أن الجمهور بات بمجرد معرفته بشراكة الكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو وبعض أسماء الفنانين، يتبادر الى ذهنه المقارنة مع “ضيعة ضايعة” و”الخربة”، هذه المقارنة تظلم الاعمال القادمة والفنانين ايضا
ويتابع جبارة مؤكدا أن “الواق واق” عمل مستقل قدم وجبة درامية جديدة من الفكر والثقافة، ومختلفة عما قدم سابقا من أعمال، وقد يراه المشاهد بعد فترة بطريقة أصح وأفضل. كما ان هذه الأعمال تعرض في زحمة العروض الرمضانية التي تؤثر أيضا على العرض. عدا عن أن المشاهد اعتاد متابعة المسلسل كصوت، بنمط الاذاعة المصورة، مع انشغاله بأمور الحياة، وهذا يؤثر على العمل الدرامي الذي تلعب فيه الصورة دورا كبيرا.
وتمنى جبارة طرح المزيد من الاعمال كما “الواق واق” لترتقي بالفكر اكثر في السنوات القادمة، مع تحقيق معادلة العمل الجماهيري.
والى جانب الاعمال المذكورة، تكتمل خريطة حضور جرجس جبارة في هذا الموسم مع مشاركته في خماسية في مسلسل “عن الهوى والجوى”، ومشاركته في لوحات “ومضات”. وعليه يقول عن حال الدراما للموسم القادم بأن كل هذه الاعمال اذا لم ترتق بالدراما السورية للأفضل، فإنها كفيلة بالحفاظ على وجود دراما جيدة كما كانت سابقا، ويصفها بأنها اعمال محترمة فكرا وصورة، متمنيا أن يكون الموسم القادم افضل من السنوات السابقة التي حملت ظرفا انتاجيا ضعيفا ومطبات وهفوات مع بعض المنتجين الدخلاء.
شاركنا النقاش