[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

في فندق “صح النوم” بين أحياء دمشق المتفرعة عن شارع بغداد، كان فريق مسلسل “تكات لايت” منشغلا بالحديث عن الاصول العربية لرقصة “الكيكي”، منتقلا الى رقصات “الفلامنكو” و”السامبا”.. انه ليس حديثا جادا بين الكادر، بل هو حوار يدور بين الفنانين رضوان قنطار وعلي كريّم (الضيف الراقص حسان الراكض) ضمن لوحة فنية تصور في اطار العمل الكوميدي، محاولين نقل هموم المواطن السوري وازماته بطريقة طريفة.

إنها إحدى لوحات العمل ضمن حلقات، مدة كل منها ربع ساعة زمنية وفق حديث مخرج العمل قتيبة غانم ل”شاشات”، لافتا إلى أن الحلقة قد تطرح لوحتين أو أكثر حسب وقت اللوحة المشغولة .

ولفت غانم إلى أن اللوحات عموما ناقدة ساخرة، يعتمد في تقديمها بالدرجة الاولى على إدارة الممثل والارتجال لإيصال الفكرة المرجوة انطلاقا من النص الأساسي، من دون الاتكاء عليه بشكل كلي، فهو يكشف هنا بأن الكوميديا في الوقت الراهن تعاني أزمة نصوص حقيقية، متمنيا أن تمر هذه التجربة بسلام.

ويبذل غانم، القادم الى الاخراج بعد عمله كمخرج منفذ لاكثر من عشر سنوات، ما بوسعه لتلافي الصعوبات المتمثلة بالورق وتوفر الممثل المناسب، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان وارتباط أغلب الممثلين بعدد من الاعمال، وذلك لتقديم تجربة تعتمد على ايصال الفكرة بطريقة جديدة للمشاهد الذي بات سابقا للدراما، ولا يمكن توقع مدى تقبله لعمل من آخر، إلا بعد العرض على حد تعبيره.

ويحمل غانم مسؤولية تجاه ما يقدمه، حيث يدرك تماما بأن الاخراج ليس سهلا، بل بحاجة الى نضج بصري وفكري وله علاقة بالزمن وتراكم الخبرات بشكل كبير، ليكون قائدا للعمل، ورغم أن عمل المخرج المنفذ أصعب من الناحية الجسدية وفق تأكيد غانم، الا أن مسؤولية المخرج تبقى أكبر، وبحاجة الى وعي وثقافة أكثر ليصبح قادرا على استخدام أدواته وتقديم فكره كما يجب .

وعقب الإنتهاء من تصوير اللوحة، بدأت التحضيرات للوحة جديدة، ولكنها أيضا تحمل ديكور الاستديو الخاص بتقديم البرامج، وهنا يوضح غانم بأن لوحات تقديم البرامج تعد فقرة ثابتة في العمل، وستعكس أنماطا للبرامج السياسية والاجتماعية والفنية.

والفنان علي كريّم الذي بدا متفاعلا في أداء دور الضيف الراقص وحديثه عن اصول الرقصات وانطلاقها من العالم العربي، ينوه ل”شاشات” بأن لوحات العمل تحاول تقديم مواقف طريفة انطلاقا من نصوص مطروحة حاولوا تطويرها بالأداء، متمنيا ان تصل الى المشاهد بشكل طريف.

وعن تعامله مع مساحة الإرتجال التي يقدمها المخرج للفنان في هذه اللوحات، يؤكد كريّم بأن الارتجال يتطلب من الفنان توفر مستوى من الثقافة والمعلومات في مختلف المجالات، وكذلك التفاعل مع المحيط وهمومه ليكون حقيقيا بما يقدمه، معتبرا أن هذه اللوحات بمثابة “فشة خلق” تجاه ما يواجهه المواطن من أزمات.

بدوره اعتبر الفنان رضوان قنطار أن هذه المشاركة تشكل فرصة له للظهور بأنماط درامية أخرى، خارج اطار برامج الكاميرا الخفية، بطريقة درامية مدروسة، فهنا يجب التقيد بالنص والإخراج، منوها بأن العمل مشروع جديد، متمنيا بألا يحمل أي تقليد لأحد كونه يقدم لوحات سمتها البساطة في طرح هموم المواطن، مشيدا بالكفاءة العالية للمخرج غانم في ادارة الممثل بما يحقق الافضل على حد تعبيره.

و”تكات لايت” عموما مؤلف من لوحات كتبها مجموعة من الكتاب، وهو من انتاج شركة “النورس” لصاحبها علي عبد العال كباكورة لأعمالها الفنية.

في هذا المقال

شاركنا النقاش