إفرج عن “الكندوش” وإلا..!
خاص: “شاشات”
يعيش الفنان المخضرم حسام تحسين بك هذه الايام ازمة كبيرة، لا يعرف كيفية الخروج منها. فهو يشعر بان مشروع العمر الذي يدافع فيه عن ابناء مدينته وتاريخها ضاع! يعيش الما كبيرا ويستغيث بمن حوله ليسترد حقه، وتدمع عيناه وهو يحكي قصته ل”شاشات”. ماذا في التفاصيل؟
كل التدخلات التي جرت لدى المنتج السوري محمد قبنض للإفراج عن سيناريو مسلسل “الكندوش” لكاتبه الفنان حسام تحسين بك باءت بالفشل، فمن وزير العدل نجم الأحمد إلى وزير الإعلام السابق رامز ترجمان، وصولاً إلى مدير غرفة صناعة السينما والتلفزيون بسام المصري.. لم يترك تحسين بك باباً إلا وطرقه، وذلك بعد أن فقد الأمل بالإفراج عن ستين حلقة من مسلسله الذي بذل فيه قصارى جهده ووقته. ولكن كيف بدأت القصة؟
يقول الممثل والملحن السوري العريق ل”شاشات”: ” أثناء تصوير مشاهدي في مسلسل “عطر الشام” أعرب لي المنتج محمد قبنض عن رغبته في إنتاج نص السيناريو، الذي كتبته بماء العين بعنوان “الكندوش”، على أن يخرجه الفنان وائل رمضان. وقد قال الاخير عن النص بعد أن قرأه بأنه أجمل ما قرأ وسمع عن البيئة الدمشقية. وهو سيناريو مؤلف من ستين حلقة قمت بتأليفه وتلحين عشرات الأغاني والمواويل التي ألفتها كجزء جوهري من البنية الدرامية لهذا العمل..”
ويتابع صاحب أغنية “أنا سوري آه يا نيالي” فيقول: “ما دفعني الى كتابة هذا النص هو رغبتي في إطلاع العالم على بيئة دمشق الحقيقية، وليست كما صدرتها مسلسلات البيئة الشامية، وهذا ما كنتُ ولا زلتُ أصرح به مع كل لقاء تلفزيوني أو صحافي منذ تسع سنوات. فأنا ابن دمشق، ولدي دراية تامة بحال مدينتي التي زوروا تاريخها، وهذا ما استفزني لتأليف هذا النص الذي كتبته بعيداً عن مهرجانات الخناجر والسكاكين التي نراها اليوم في أعمال صار الجميع يعرفها. ولقد تناولت في العمل مدنية دمشق في الفترة الواقعة بين عامي 1938 و 1940”.
العمل الذي أشاد به كل من قرأه من الفنانين السوريين من مثل رضوان عقيلي، وعبد الفتاح مزين، صار اليوم في قبضة المنتج وعضو مجلس الشعب السوري محمد قبنض، وذلك بعد أن قام الأخير باستمالة الفنان تحسين بك موقعاً إياه على تنازل خطي لشركته، ودفع له سلفة مالية بسيطة من أجره. لكن أين المشكلة في ذلك؟
يجيب تحسين بك: “اجل وقعتُ تنازلا عن النص لصالح قبنض، ولكن هذا بعد أن أسمعني كلامه المعسول وأطربني بإطنابات وغزليات عن النص، الذي قال لي أنه سيوفر له مليار ليرة سورية لتنفيذه للتلفزيون، لكن ما ان وقعت العقد بيني وبينه منذ قرابة سنة ونصف، حتى صمّ أذنيه عني، وأخضعني للتسويف والمماطلة والتهرب. أصدقائي نصحوني وقالوا لي إنه غير صادق، والنص تم وأده حياً في أدراج القبنض. وعندما لجأتُ إلى وزير العدل نجم الأحمد، طلب منه الإفراج عن النص، لكن قبنض قال بالحرف الواحد بعد أن وعد وزير العدل بتسوية أموري، قال:” فليكن، أنا عضو مجلس شعب وأستطيع أن أطلب أي وزير وأستجوبه تحت قبة مجلس الشعب!”.
تحسين بك لم يقطع الأمل، فلجأ إلى وزير الإعلام السابق رامز ترجمان، لكن الاخير ورغم حماسه ودفاعه عن حقوق الفنان الشعبي، الا انه لم يستطع أن ينقذ نص نجم مسرحية “كاسك يا وطن”. ويضيف الفنان تحسين بك متألماً: “ما كان من القبنض إلا أن قطع وعوده كعادته وأسمعنا معسول الكلام، فلجأتُ إلى بسام المصري رئيس غرفة صناعة السينما والتلفزيون، والذي قطع القبنض وعداً له بأنه سوف ينتج “الكندوش” في مطلع شهر نيسان القادم. لكن حتى هذه اللحظة لا توجد أية إشارة الى ذلك. فلقد فعلها القبنض بي، تماماً مثلما قام ببيع أعمال درامية تلفزيونية من إنتاج “المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني” إلى قناة “الجديد” بأبخس الأثمان ( 500 دولار عن كل حلقة)، وعندما جاءت المؤسسة لتبيع الحلقة ب ( 7000 دولار) قالوا لها في المحطات بأن القبنض باعنا الحلقة بأقل من ذلك بكثير!
ويتساءل: أليس هذا تخريبا للدراما السورية؟ أليس هذا هدرا للمال العام؟ ومن يقوم بذلك عضو مجلس شعب يستقوي بحصانته الدبلوماسية، ويستقوي بأزلامه ويهدد كل من يفتح فمه بأن يرسل له زعران لتأديبه!؟ لكنني سأرفع صوتي وسأجهر بالحقيقة، فقد اصبح واضحا لي بأن هذا المنتج لا يسعى إلا الى تدمير الدراما السورية، وهو ينتج أعمالاً تشوه تاريخ سوريا، وتحديداً مدينة دمشق. ولقد رأى في نص “الكندوش” ما يدحض كل الأكاذيب والأباطيل التي لفقوها عن دمشق، مدينتي التي ترعرعت بين حاراتها، وعايشتُ أناسها بطيبتهم وطرافتهم وغنى شخصيتهم الحضارية والثقافية”.
ويتوقف الفنان تحسين بك عن الكلام دامعاً ثم يستأنف قائلا: “لا أريد مالاً عن نص كتبته بكل جوارحي كي أدافع عن ثقافة وطني وأبنائه، لكن “الحاج القبنض” لا يرحم ولا يجعل رحمة الله تنزل، لا ينتج العمل ولا يخلي سبيله. قلتُ له أعيد لكَ السلفة ولا أريد مالاً منك، فقط أفرج عن “الكندوش”، لكن ومع كل محاولة أعود بكفي حنين، لماذا؟ لأنه نائب في البرلمان؟ أليس حرياً بعضو مجلس الشعب الذي تم انتخابه غيابياً وهو مسافر في ألمانيا أن يكون مدافعاً عن حقوق الناس لا هاضماً لها؟ وأين وزارة الثقافة؟ أين وزارة الإعلام، أين نقابة الفنانين؟ أليس هناك من يجرؤ على كف يد هذا القبنض الذي يظن أنه يستطيع شراء كل شيء بأمواله؟”
شاركنا النقاش