دمشق: آمنة ملحم|
في ظل انحسار عدد الأعمال السينمائية بدرجة كبيرة منذ السبعينيات، وتوجه شركات الانتاج الخاصة نحو الأعمال التلفزيونية إلى أن باتت الافلام لا تتجاوز حدود القطاع العام، لاسيما خلال فترة الأزمة، يخوض القطاع الخاص تجربة جديدة شكلا ومضمونا، بروح شبابية حاملة الفكاهة والبساطة مع فيلم “بوط كعب عالي” للمخرج نضال عبيد ومن تأليفه بالشراكة مع الفنان طارق مرعشلي، وانتاج مرعشلي وبسام مطر “جودي مطر”.
الفيلم الذي تنطلق عروضه الجماهيرية اليوم في دمشق وحلب، يندرج في اطار السينما الكوميدية، التي تحث الجمهورعلى الضحك، مع حبكة خفيفة لقضية تعكس هم غالبية الشباب السوري.
وتنطلق الحكاية مع شابين أخوين، أحدهما متخلف عن الخدمة الالزامية “محمد الحمصي” ، والثاني مطلوب للاحتياط “طارق مرعشلي”، ونتيجة مجموعة ظروف يمران بها نجدهما يتنكران بشخصيتي اختيهما المسافرتين خارج البلاد، ويستخدمان هويتهما الشخصية لدخول حرم السكن الجامعي وحدات الاناث. وهنا تبدأ رحلتهما في أجواء من الكوميديا الخفيفة التي اعتمدت احيانا المبالغة في الموقف، واحيانا اخرى على اللهجات المتنوعة للبنات في السكن، وكذلك الحركات لحث الجمهور على الضحك. وذلك من خلال مواقف يتعرض لها الشابان بين الفتيات القادمات من محافظات متنوعة. فنجد الحلبية والحشرية “ميريانا معلولي” ، والفتاة القادمة من الساحل الساعية نحو الفن “هيا مرعشلي”، والمتحفظة “شروق البني”، والغارقة بالحب “جولييت خوري”، والجدية اللبنانية التي تقحم اللغات الاجنبية بين كلماتها “سالي بسمة”، والجريئة المتنفذة بين الفتيات “نور الوزير”، والتي تسمي نفسها “السلطانة هيام” بلافتة تعلقها على باب غرفتها في السكن. وتتصاعد الاحداث حتى تتضح في النهاية رسالة الفيلم .
الفيلم يأتي في اطار اعادة إحياء نمط الافلام التجارية “فيلم شباك التذاكر”، وهي خطوة تحسب لصناعه رغم أنها تعتبر مغامرة لغياب معظم دور العرض السينمائية التي انحسرت في البلد بشكل كبير. ولكنهم يتفاءلون بأن تكون التجربة بادرة خير لخطوات قادمة قد تسهم برفع الستار عن الصالات السينمائية المهجورة، واعادة الضوء لها من جديد.
على هامش العرض الخاص، حدثنا الفنان والمساهم بالانتاج طارق مرعشلي، فقال أن هذه التجربة تراوده مع شريكه في الانتاج بسام مطر منذ سنتين ونيف بديلا عن القطاع العام، ومن دون الاعتماد على السوق الخارحية، فاختارا الخروج من أعمال الأزمة بحالة كوميدية بسيطة قد تمر مرور الكرام على انعكاسات الأزمة على السوريين عموما.
ونوه مرعشلي بأنها خطوة لمحاولة اعادة سينما شباك التذاكر عبر حالة اجتماعية شبابية، متمنيا أن تكون عامل تحريض لاعادة دور العرض السينمائية من جديد.
وكشف مرعشلي الذي ظهر في الفيلم بشخصية جديدة كليا، أن هذا الفيلم هو خطوة في سلسلة أفلام سيصل عددها الى ستة من النمط السينمائي التجاري ذاته، موضحا بأنها “أفلام من النمط الخفيف وهي ليست للنخبة، ولا تشبه أعمال مؤسسة السينما، بل انها بسيطة تعكس حالة شعبية، تحمل الفرح والضحك بعيدا عن الاساءة.”
بدوره المخرج نضال عبيد لفت إلى أن الفيلم كوميدي “لايت”، بعيد عن “الفزلكة” يقدم الكركترات فقط عبر شخصيتي الشابين المتنكرين.
واوضح عبيد بأن السينما السورية ابتعدت عن سينما الشباك، ولكن مع الازمات التسويقية التي تواجه الدراما السورية تحاول هذه الخطوة إعادة الناس للسينما البسيطة التي تحاكي الجمهور، ولا يخف عبيد بأن التجربة تحمل مغامرة لا سيما مع قلة دور العرض، ولكن المغامرة أساس في أي انطلاقة جديدة، علها تسهم بإحياء نمط سينمائي كان موجودا ويجب أن يعود.
الفنان محمد الحمصي أشار إلى أن التنكر وتبني شخصية جنس آخر ليس بالسهل على الفنان، ويتطلب منه شيئا من المبالغة والأدوات الخاصة للاقناع بعيدا عن الطريقة الفجة، متمنيا أن تحظى الشخصية برضى الجمهور.
من جانبها الفنانة ميريانا معلولي أشارت إلى أن الشخصية التي قدمتها حساسة كونها باللهجة الحلبية، وهي تؤديها لأول مرة، فهي تعيش حالة ترقب لردود أفعال الجمهور عليها، مع انطباع ايجابي وصلها بعد العرض الخاص للفيلم، لافتة إلى أن الجمهور السوري اليوم اشتاق للضحك والبسمة وحالات الحب في السينما، وهذا ما حاول الفيلم العمل عليه وطرحه تحديدا في فترة الاعياد.
كما أعربت الفنانة نور الوزير عن سعادتها الكبيرة بدورها، والذي يقدم نمط الفتاة الجريئة، ولكنها جرأة لا تخدش حياء المرأة العربية، وهي شخصيات موجودة بالفعل في الكثير من الاماكن.
ونوهت بأجواء المحبة التي كانت سائدة بين فريق العمل خلال التصوير، وحالة التخوف والحرص الشديد لتقديم المختلف، مؤكدة أن الفريق يعول على الفكرة الجديدة وبعدها عن النمط الاستهلاكي، فهي تجربة وحتى لو تعرضت للنقد، لأن النقد أيضا نجاح برأيها.
وأضفت الموسيقى التصويرية للموسيقي رضوان نصري جوا اضافيا من المتعة، بما يخدم روح الكوميديا فيه. واشار نصري إلى أنه تعامل مع الفيلم بطريقة موسيقية جديدة، تضمنت استخدام آلات غربية مع مؤثرات جديدة تخدم الفكرة.
وتنطلق عروض الفيلم اليوم في دمشق وحلب، لتبدأ في سينما “بلانيت” في السويداء في 29 الشهر القادم. وأوضح مرعشلي وبسام مطر أن العروض مع بداية العام الجديد ستكون في اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، وهناك مناقشات للعرض في سويسرا والأردن ولبنان.
الفيلم بطولة: طارق مرعشلي – محمد حمصي – هيا مرعشلي – ميريانا معلولي – نور الوزير – جولييت خوري – سالي بسمه – اندريه سكاف – سوسن ابو عفار – سوسن ميخائيل – محمد حداقي – جمال العلي – معن عبد الحق – مصطفى المصطفى – محمد خير الجراح – محمد خاوندي – يزن السيد – وائل شريفي – رضوان قنطار – مازن عباس – باسل طه – سامر الزلم – شروق البني – باسل فتال – فاضل وفائي – أحمد عيد- وامير برازي، مع اطلالة خاصة للشاب حازم الصدير مع أغنية “شعراتا ولو”، والتي يؤديها في حفل تحضره فتيات السكن، بدعوة من “السلطانة هيام”.
شاركنا النقاش