لم تحتمل الدعوى العاجلة التي رفعتها الدولة اللبنانية (وزارة الداخلية) على برنامج “مرحبا دولة”، الذي يعرض عبر محطة “lbci”، الكثير من الأخذ والرد. فبعدما طالبت الدعوى بوقف البرنامج الذي يقدمه الثنائي الكوميدي محمد الدايخ وحسين قاووق، فقد حسم القضاء القضية لصالح البرنامج (إنتاج “Shoot Productions”).
وكانت الدولة، ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل، قد تقدمت بدعوى عاجلة طلبت بموجبها وقف عرض برنامج “مرحبا دولة”، إحتجاجاً على ما وصفته بـ”إستباحة البرنامج للحرم الأخلاقية المناقبية، نتيجة الإساءة التي يقوم بها تجاه الدولة ومؤسساتها” كما جاء في الإدعاء، لكن القاضية كارلا شواح أصدرت قراراً بردّ الاستدعاء وحفظ الرسوم والنقفات كافة.
“مرحبا دولة” لمحمد دايخ وحسين قاووق عبر lbci
وكانت المحطة قد بثّت حلقة تلفزيونية من البرنامج الساخر “مرحبا دولة”، يسخر من الوضع المزري الذي يعاني منه عناصر المؤسسة. (والبرنامج من تأليف وإخراج محمد دايخ، ومن بطولته الى جانب كل من حسين قاووق، حسين دايخ، وشيرين الحاج، ومحمد عبدو، ومهدي دايخ، وذو الفقار ياسين).
بعدها، اعلن رئيس المجلس الوطني للإعلام، عبد الهادي محفوظ، أنه تلقى شكوى من المديرية العامة للأمن الداخلي موضوعها “طلب النظر بما قامت بهLBCI” “، وجاء في الشكوى ان هذه الحلقة “تضمنت الكثير من التحقير والذم والاساءة للدولة اللبنانية عبر تحقير علمها ونشيدها الوطني، ومن توجيه الاساءات بأسلوب وضيع وسوقي بعيد عن الاخلاق والمهنية، يتضمن حقدا وكراهية تجاه اهم احدى إداراتها المتمثلة بقوى الامن الداخلي، وتفصيلا تم تحقير النشيد الوطني في العديد من مشاهد الحلقة”.
موقف “lbci“
من جهتها، كانت محطة “lbci” قد اصدرت بيانا جاء فيه: “بما أن القاضية يجب أن تتسلم رد الـLBCI، لتتخذ قرارها على أساسه، وعليه فإنLBCI تأسف لأن الدولة اللبنانية نسيت معاناة اللبنانيين الذين فقدوا أموالهم ويعيشون في ظل أزمة إقتصادية مدمرة، هجّرت أولادهم، وقضت على مستقبلهم، كما أنهم نسوا مأساة إنفجار المرفا الذي دمر بيروت وأسقط اللبنانيين بين ضحايا وجرحى”، وتابعت: “الأهم… أنهم نسوا معاناة وضع ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلي”.
وتابع البيان: “أما الحديث عن هيبة الدولة التي يدعون أنه مُسّت من خلال برنامح كوميدي ساخر، فيهدف إلى إلهاء الناس عن المأساة التي يعيشونها، نتيجة غياب هذه الدولة نفسها… فكوميدي بحد ذاته… لأن الدولة، هي من ترك أبناءها وإداراتها ومؤسساتها، وأوصلتها إلى الواقع المذري الذي ترجمه البرنامج”.
واضاف البيان: إن “المشكلة ليست في برنامج “مرحبا دولة”، إنما في عقلية لا تريد إصلاح الدولة وشؤون الناس وترفض حتى إدخال البسمة إلى منازلهم… بينما ما تريده الـLBCI هو إصلاح الخلل في الدولة بإدخال الفرحة إلى منازل اللبنانيين، ومعها الأمل ببناء دولة سقفها الوحيد الحريات الممنوع المسّ بها”.
نرشح لك:
“مرحبا دولة” لمحمد دايخ وحسين قاووق عبر lbci
شاركنا النقاش