[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم |

بعد غياب ثماني سنوات متواصلة عن الدراما ، يعود اسماعيل الى التمثيل هذا العام مع المخرجة سهير سرميني عبر مسلسل “رائحة الروح”، الذي شارف على الانتهاء من مرحلة التصوير ليكون جاهزا للعرض الرمضاني.
وغيابه هذا عن الدراما لم يكن اختياريا، بل كان تغييبا متعمدا من قبل شركات الانتاج، كما يرى الفنان بشار اسماعيل، وظلما له.

وفي حديثه ل”شاشات” يشير اسماعيل إلى أنه يجسد في العمل شخصية مركبة لإنسان بسيط يحب أسرته كثيرا، ويعمل في مسلخ للعجول رغم أنه يمتلك حسا ثقافيا عاليا، ويحب القراءة بشدة، ولكن ظروف الفقر التي تحيط به تجعله مجبرا على ذلك العمل. وانطلاقا من مبادئه، يكشف لاحقا عن حالة فساد في المسلخ، ما يعرضه لمشكلات تضطره لترك ذلك العمل، ليصبح “قاطع كروت” على باب ملهى ليلي. ومع تصاعد الأحداث تحبه إحدى بنات الليل فيتزوجها.

ويشيد اسماعيل بالتعامل الراقي للمخرجة سرميني، التي تحول أجواء العمل يوميا الى جو عائلي يجمع بين جميع افراد كادر العمل.

واسماعيل كان بدأ مشواره الفني منذ أكثر من ثلاثين عاما، من خلال برنامج للكاميرا الخفية، لاقى رواجا كبيرا كأول شخص في الوطن العربي يقدم كاميرا خفية من دون تمثيل. ومن ثم كان مشواره بطريق شائك وصعب، فهو يصف نفسه بانه رجل صاحب تفكير خاص تقوم العلاقات لديه على الندية، وهذا ما لا يرغب به الكثيرون، كما يبني علاقاته على الحب والفرح بعيدا عن الرياء والتسلق على أكتاف الغير. ولكنه يعترف بأنه إلى اليوم لم يستطع اكتشاف مفتاح العلاقات التي تجعل الفنان بمصاف كبار النجوم، وسبب عدم اكتشافه لذلك المفتاح هو أنه ما زال على طبيعته.

وعن رأي الفنان اسماعيل بفن الكوميديا، وهو الذي طالما قدم كوميدية حقيقية لسنوات طويلة عبر “مرايا” مع عراب هذه السلسلة ياسر العظمة، ينوه بأن الكوميديا منذ انطلاقتها في المسرح مع أريستوفان اليوناني تقوم على التطرق إلى “الجنس والدين والسياسة”، وهذه الأعمدة الثلاثة للكوميديا غير مسموح بها في سوريا. لذلك انزوت الكوميديا، لتبقى بحدود النكتة الشعبية، أو في اطار ما يجعل البعض مقبولين من الجمهور كشخصيات ظريفة قادرة على تركيب صورة ضاحكة تدخل الى قلوبهم وعقولهم. وينسب اسماعيل نفسه الى هذه الفئة، مؤكدا بأن الكوميديا هي الفرح، وحتى في حالات الحزن يجب أن يكون هناك فسحة من ذلك الفرح.

أما عن الكوميديا التي تقدمها الأعمال السورية الحالية، فيلفت اسماعيل الى أنها محاولات تسول للضحكة، وتحمل تهريجا واضحا، وهذه سقطة من سقطات الكوميديا، التي كانت بدأت بشكل رائع على حد تعبيره مع ياسر العظمة في “مرايا”. ويرى بأن كل ما قدم بعد “مرايا” من هذا النمط “كبقعة ضوء” و”عربيات” وغيرها أعمال خرجت من معطفها وعباءة ياسر العظمة، ولم يستطع أحد منافستها محليا أو عربيا.

وحول سر النجاح الذي حصدته “مرايا”، يوضح اسماعيل بأن سرها هو بتقديمها لأوجاع الناس بطريقة فنية هائلة، قدمها العظمة ودخل بها قلوب الجمهور بموهبة عالية ينفرد بها. ورغم اختلافه مؤخرا معه، فهو لا ينكر بأن العظمة فنان بكل معنى الكلمة، ويعتبره الأول عربيا في مجال الكوميديا ومعه يضحك من قلبه.

وفيما يتعلق بمفهوم النجومية، يفرق اسماعيل بين الهواية والاحتراف، فمن يحترف الفن بنظره ليس فنانا، فالفنان مهما بلغت قدرات أدائه وتفوقه لا يستأهل أن يكون نجما إن لم يكن بداخله هاو حقيقي للفن.

في هذا المقال

شاركنا النقاش