فاتن قبيسي|
لفتت الممثلة اللبنانية برناديت حديب الأنظار من خلال شخصية “المدام” التي لعبتها بإتقان في مسلسل “وأخيرا”، الى جانب الممثلة نادين نسيب نجيم وقصي خولي (انتاح الصباح اخوان). فهي المرة الأولى التي تلعب فيها دور الشريرة التي تمارس الخطف والقتل من دون أن يرف لها جفن، كمن يملك خبرة في عالم المافيات، (قبل ان ينتهي مصيرها بالإنتحار). ولكنها بنفس الوقت شخصية غامضة، وخلفياتها مجهولة. وقد حصدت حديب تفاعلا كبيرا حول أدائها المتمكن، والذي كان له تبعات ذو حدّين بالنسبة لها.
وتكشف حديب لـ”شاشات” أنه في مقابل من أثنى على أدائها في “وأخيراً”، هناك من هاجمها بعنف على “السوشيل ميديا”، ممن خلط بينها كممثلة وبين شخصية “المدام” التي جسدتها، كامرأة تدير عصابة اتجار بالمخدرات والفتيات. وتبتسم وهي تشير الى ان البعض كان يدعو عليها بالموت، بسبب مشاهدها، ومن ضمنها تلك التي قامت فيها بتعذيب “خيال” (نادين نسيب نجيم).
ومن ابرز التعليقات: “انشالله تموتي”، “أنا بكرهك”، “الله ياخدك ويرّيحنا منك”، “مش انتي “نورا” اللي مع “غوار”؟ هلق انكشف وجهك الحقيقي”….
وتلفت حديب الى ان التعليقات لا تقتصر على لبنان فحسب، بل جاءت من ليبيا، تونس، الجزائر ومصر وغيرها. وتعلق بقولها: “صحيح اني زعلت على برناديت، بس انبسطت بنفس الوقت، لأن ردود الفعل هذه تُعد دليلاً على اقناعي بالأداء “.
وتعرب عن سعادتها لأنها طُبعت بشخصية تركت أثرا عند كثيرين، تماما كشخصيتي “نورا” التي لعبتها في مسلسل “عودة غوار”، و”مريم” في فيلم “لما حكيت مريم”. وتضيف: “انا اليوم امشي على الطريق، فيقول لي أحد العابرين على سبيل الدعابة: “بليز ، ما تعمللي شي، انا ما خصني “.. ويقول آخرون: “إجت المدام”.. “راحت المدام”….
وتقول انه عندما عًرض عليها الدور رحّبت به، لأنها سبق وقدمت ادوار الضحية والمظلومة وما الى ذلك، وكان من الضروري ان تقدم شيئاً جديداً، خصوصاً ان من يراني بالواقع، يعتقد أنني لئيمة، ولكن سرعان ما تتغير آراءهم بعيد الإقتراب مني”.
وعن مشاهد تعذيب “خيال”، تقول حديب: “لم تكن سهلة ابدا. فرغم كل الإحتياطات المتخذة حتى لا تتأذى نادين نجيم، الا انني بقيت مرعوبة ضمنياً من حصول شي، لأنه في حال أُفلت الحبل الذي كانت مربوطة فيه من السقف، كان يُحتمل ان يخرق رأسها الزجاج، او تتأذّى رقبتها. ولكنني جهدت لأخفي خوفي الضمني باظهار القوة واللامبالاة إزاء إحتمال أذيتها، لأعطي المشهد حقه. وهذا كان صعباً بعض الشيء”.
وردا على سؤال، تكشف حديب انها لم تشاهد “وأخيرا” ( اخراج أسامة عبيد الناصر ، قصة بلال شحادات، كتابة ورشة الصباح) وتقول: “شاهدتُ كم لقطة فقط على “السوشيل ميديا”، فأنا لا أتابع أعمالي بالمطلق، لأنني انتقد نفسي كثيرا، لذا أفضّل ان ابقى سعيدة بالعمل، فلا أتابعه. ولكن ردود فعل عائلتي كانت ايجابية جدا، حتى ان ولديْ “لولوة” (19 سنة)، و”جاد” (16 سنة) فوجىء كل منهما بوجهي الآخر، اذا جاز التعبير”.
ماذا بعد “وأخيراً”؟ ترد حديب بالقول: ” لا أعرف، لا توقعات لدي ولا آمال، لأن الفرص التلفزيونية غير مضمونة. ولكنني سأطلّ بعد شهر رمضان كضيفة في مسلسل “الغريب” من بطولة بسام كوسا وفرح بسيسو. أما مسرحياً، فأحضّر لعمل من فكرتي، ومن كتابة وإخراج عصام بوخالد، على أن يُعرض اوائل العام 2024.
شاركنا النقاش