[sam_zone id=1]

“برامج الاثنين الإجتماعية الحوارية متهمة بالغرق في لعبة الإثارة والتسويق السطحي بعيدا عما تدعيه من تقدمية ورصانة، وتطلق أحكاما وإدانات مسبقة، وتحابي السلطة والمجتمعات النافذة”.

هذا ما أورده تقرير “شبكة حقوق الانسان” الصادر في آذار 2019 . والمستهدف فيه بالطبع برامج “طوني خليفة” على “الجديد”، و”هوا الحرية” على lbci الذي يقدمه جو معلوف، و”بدا ثورة” الذي تقدمه غادة عيد على mtv.

وفي هذا الاطار، ناقش الزميل زافين قيومجيان تحت عنوان “الإسفاف على الشاشات اللبنانية”، موضوع “تحول البرامج الاجتماعية اللبنانية في السنوات العشر الأخيرة من حمل قيم المسؤولية الاجتماعية الى صناعة الإثارة الإعلامية. وبدلا من أن يكون اسمها برامج إجتماعية، صار اسمها “برامج الاثنين”. وبدلا من أن تكون في فئة البرامج الجادة، صارت في فئة البرامج الترفيهية بمظهر جدي. وقد حظيت هذه البرامج بنسبة عالية من النقد في تقرير صدر مؤخرا عن “شبكة حقوق الانسان”، حول “الوصمة الإجتماعية في البرامج التلفزيونية اللبنانية”، ضمن ندوة بعنوان “الحد من الوصمة والممارسات التمييزية في البرامج التلفزيونية الاجتماعية تجاه الفئات الأكثر تهميشاً في لبنان”. علماً أن “شبكة حقوق الانسان” تضم تحالفاً من أربع جمعيات ومنظمات أهلية هي: “سكون”، “دار الامل”، “جمعية العناية الصحية”، و”المعهد العربي للمرأة في الجامعة اللبنانية الأميركية”.

واستضاف زافين في برنامجه “بلا طول سيرة” المسؤولة عن قسم السياسات المتعلقة بالمخدرات في جمعية “سكون” ساندي متيرك، والناشطة النسوية والأستاذة الجامعية في مادة الإعلام ناي الراعي. واكدتا أن مقاربة الاعلام للقضايا الاجتماعية بمعظمها تجارية وفضائحية، وان رفع نسبة المشاهدة والترويج للبرنامج هو الهم الاول، في ظل استغلال الاشخاص المهمشين الذين يستضيفونهم.
وردا على سؤال حول سبب عدم استضافته ايضا لأحد مقدمي “برامج الاثنين” في الحلقة لعرض وجهة نظره وتوخيا للموضوعية المهنية، ، قال زافين ل”شاشات” ان “صيغة برنامجي

الحالي ليست قائمة على مواجهة بين طرفين حول موضوع محدد، وإنما هو حوار مع طرف واحد يقدم وجهة نظره وانا أناقشه. والبرنامج منفتح لكل طرف لديه فكرة أو طرح أو رأي”.

واضاف: “لا أريد أن يقنع أحد أحد. ولست في معرض تنظيم مناظرات. اعتقد ان التلفزيون اليوم يحتاج الى مساحة آمنة ليقدم الناس افكارهم بطريقة مريحة، بعيدا عن ضغط وحوار المواجهات”.

وكانت ساندي متيرك قد اعتبرت في “بلا طول سيرة” أن “برامج الاثنين تحمل من خلال التقديم واللغة التي تستعملها وصمة تجاه الفئات المهمشة، وتستخدم مقاربة فضائحية، تشخصن الموضوع ولا يهمها الحل. وبهدف الاثارة تقع في فخ يجعلها لا تلعب دور المناصر للقضايا الاجتماعية. ويتحول البرنامج الى كاسح لحياة الضيوف بهدف تحسين نسبة المشاهدة”. واشارت الى ان “المسؤولية في ذلك تقع على الاعلامي والمؤسسة الاعلامية وعلى الدولة اللبنانية”.

اما الأستاذة الجامعية ناي الراعي فقالت ان “مقاربة التلفزيونات للقضايا الاجتماعية في غالبيتها تجارية. فهم يتطلعون الى مجموعة ناس يتعاملون معهم كمواد قابلة للفضيحة، لأن لديهم حالات صعبة او مشاكل، ويعدونهم بحلول او مساعدات معينة. وفي هذه الحال، لا نستطيع ان نسأل كيف قبل هذا الشخص بالظهور على الشاشة”. ورأت ان “هناك استغلالاً لهؤلاء الاشخاص. وهناك مسؤولية مشتركة من الجميع، واعتقد ان العاملين في الاعلام يعرفون تماما ماذا يحصل، لكنهم يتقصدون عدم المعرفة”.

ورأت أن هذه البرامج هي “صناعة محكومة بمن يأتي بمشاهدة أعلى. هناك اقتناع بأن أي شي فضائحي يؤمن نسبة مشاهدة مرتفعة، وكأن الاشخاص يتحولون الى فضيحة نتابعها، وليسوا اناسا لديهم حياتهم. ويتحول الاعلامي المقدم الى محقق وهذا ليس مطلوبا منه. وللاسف، هذه الصناعة تشجع على التنافس الحاد على حساب حياة الناس ومشاكلهم”.

واعتبرت أن “المشكلة في البرامج الاجتماعية اللبنانية انها لا تقارب القضايا الاجتماعية بشكل صحيح. فالموضوع ليس ترفيها او تمضية وقت، انها قضايا تهم اشخاصا معينين، ومن الضروري أن نتعامل مع الموضوع على هذا الاساس”.

وأشارت ساندي متيرك الى أن “مقاربة الجمعيات مختلفة كليا عن مقاربة “إعلاميي الاثنين”. فهؤلاء لا يمكن أن يتصرفوا وكأنهم جمعيات، ولا يمكن ان يسموا أنفسهم جمعيات. هناك برامج تقول ان هدفها المساعدة وتتحول من برامج يمكن ان تكون حقوقية الى قضايا ريعية. يعدون الناس بالمساعدة ليأتوا بهم الى البرامج. وبعض البرامج تشكل تهديدا لحياة الضيوف وحياة عائلاتهم. وللاسف، هناك أحكام مسبقة من البرامج والمجتمع على هؤلاء المهمشين”.

وقالت أن “بعض البرامج يأتون برجال دين الى الحلقات لمواجهة وضع معين، واحيانا يأتون برجال دين متطرفين، يمكن ان يعرضوا بفتاويهم حياة الضيف للخطر، لأن كل هدف الإعلامي هو الترويج لبرنامجه”!

وأسفت ناي الراعي “لأننا في لبنان ما زلنا محكومين بمنطق تجاري. والايجابية التي حصلت في هذا المجال هي وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تمارس بعض الرقابة والضغط على هذه النوعية من البرامج”. وقالت أن “على الإعلامي ان يخرج ببرنامجه من هذه الطريقة. فالصحافي عليه مسؤولية، ولأنه يعرف ان الملايين يستمعون اليه، يجب أن يتمتع بأخلاقية معينة وألا يستغل الأشخاص الذين يستضيفهم”.

“بلا طول سيرة” تعرضه شاشة “المستقبل” في الثامنة والنصف مساء الجمعة بتوقيت بيروت.

في هذا المقال

شاركنا النقاش