[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

انتهى مسلسل “بالقلب (طارق سويد وجوليان معلوف، انتاج G8- مي ابي رعد) بلا مطبات. مرت 33 حلقة بلا عثرات تذكر. صنع العمل على مهل، وقدم وجبة رمضانية حلوة المذاق، صحية ومتوازنة، وبلا دهون مضرّة. سعراتها تلائم حرارة القلب.. وتغذي الروح.

حمل العمل (عرضته LBCI) نهايات سعيدة. ربما المشاهد يحتاج لمثلها في ظل الجو المحكم الخناق. احتفى بلقاءات الاحبة بعد مخاضات. انتصر الحب، واستفاد الناس من تجاربهم، ورسموا اقدارهم بانفسهم.

العمل لا يركن الى ضخامة انتاجية، بل الى شحن عاطفي وانساني. تناول قضايا الرصاص الطائش ووهب الاعضاء، ومواجهة المجتمع واحكامه المسبقة. والنقطة الاخيرة هامة جدا. شخصية “ديانا” (سارة ابي كنعان) قدمت مثالا جيدا، فيه قوة الضحية وليس استسلامها، بنت منذ البداية جدار الفصل بين وبين امها. تحررت من عبئها وعارها. تصرفت وفق الآية القرآنية “لا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى”، لعلها الرسالة الاهم في مجتمع لا يرحم.

كذلك موضوع الرصاص الطائش لم يحتمل كلاما كثيرا. رغم خطورته. اضيء على نتائجه المديدة عبر الوجع، وبلا تنظير . كما بررت الاحداث سبب امتناع “الهيئة الوطنية لوهب الاعضاء” الكشف عن هوية المانح، عبر توليفة مشغولة.

غير ان الموسيقى التصويرية لم تخدم المَشاهد دائما. جاءت خافتة وباردة احيانا. تخفّض من حرارة المشهد بدل التواطؤ معه. بعض المشاهد (بما فيها التي يسود فيها الصمت والمحملة بالعواطف) لم تجارِها الموسيقى البتة.

“بالقلب” عمل غير متكلف، انسيابي، رقيق وعميق، ورشيق الى حد ما. اذا ما هبط نبضه يسارع النص الى انعاش “قلبه” عبر ضخ الاحداث في عروقه. حواراته ذكية، فيها نضج التجربة. قضاياه حملها بلا ثقل، ورسائله اوصلها بلا ادعاء. نقل جو القرية ونفس المدينة. شخصياته نابضة وحقيقية. بصمات جوليان معلوف في ادارة الممثل واضحة. صنع بطولة جماعية. والسيناريو بالطبع لم يتحيز للابطال فحسب.

نجح كل من سارة ابي كنعان، وسام فارس، بديع ابو شقرا، نوال كامل، غبريال يمين، نجلاء الهاشم، ودينا الجندي… واستثمرت كارمن لبس بجدارة فرصة حقيقية. وشكل معها محمد عقيل ثنائيا موفقا. وتجدّدَ دوري سمراني مستبدلاً عباءة الشرير برداء العاشق. وتألقت ستيفاني عطالله بموهبتها المزدوجة أداءً وغناءً. ونجحت سمارة نهرا بنثر طرافتها غير المتكلفة. يجدر استغلال خفة ظلها بأعمال كوميدية لاحقا.

عندما تسنى لنا (قبل العرض) مشاهدة الحلقات الثلاث الاولى من العمل، تساءلنا وقتها: هل يكمل “بالقلب” بالجودة نفسها؟ واثبتت النتيجة ان العمل كسب الرهان.

في هذا المقال

شاركنا النقاش