[sam_zone id=1]

فاتن قبيسي|

“الهيبة- العودة” هذا العام ليس “كالهيبة” قبله. رغم وجود نقاط مضيئة في العملين. ابرزها ضخامة الانتاج، واداء ابرز الممثلين، والجانب الإخراجي الذي ما زال يحافظ على المستوى ذاته. لكن شيئا أساسيا خفت في العمل بموسمه الحالي. انه عنصر التوقع.

على مدى اسبوع، نشاهد بعين الإعجاب وليس التشويق. الإعجاب بالاداء، وخصوصا اداء الفنان تيم حسن، افرد هالته على من حوله، بدا حضوره طاغيا. في مقابل تراجع حضور شخصيات اخرى مثل أويس مخللاتي (صخر) على سبيل المثال..

غير ان المشكلة الفعلية هي في غياب التشويق. في “الهيبة-العودة” عودة الى الوراء. الى ما قبل احداث “الهيبة”. ليس زمنيا فحسب، بل دراميا ايضا. نعلم مسبقا الى أين ستفضي الأحداث. لا مفاجآت منتظرة. كما ان السيناريو قائم في جزء منه على شخصيات ميتة، مثل والد جبل (عبد المجيد مجذوب) وخصمه ( احمد الزين) وشاهين ( عبده شاهين)، ونضال (سلطان ديب)، وعادل ( يامن فيومي). نشاهدها وندرك مسبقا بان وجودها ظرفي. ننتظر موت شخصية تلو اخرى.. انه انكشاف السيناريو وقتل عنصر المباغتة فيه!

كان يمكن فتح خطوط درامية جديدة في العمل لخلق عناصر جاذبة. وجعل الخطوط المعروفة ثانوية، او على الأقل اقل حضورا. وهو ما يبدو غائبا حتى اليوم.

واللافت هو نسبة الأكشن العالية (قتل، معارك، مشاهد الجثث ) وهو نوع من الإبهار البصري لاستقطاب المشاهد، على حساب تراخي الحبكة الدرامية.

من ناحية اخرى، كان يمكن تجنب اعتماد اللهجة البقاعية بالمطلق، بعدما بدا ان كل ممثل يجتهد في نطقها. فبتنا نسمع اللهجة ذاتها بطرق ولكنات مختلفة في العمل الواحد. ولعل عبده شاهين اكثر من أحسن نطقها لكونه ابن البيئة الفعلي. ولكن يحسب للعمل انه جمع عددا من المنتمين الى الجيل الذهبي أمثال عبد المجيد مجذوب، واحمد الزين، وجهاد الاطرش .. حشد الكثير من الممثلين لأدوار صغيرة.. ولكنها لافتة.

وعموما، يبدو العمل ( انتاج “شركة الصباح”، سيناريو وحوار باسم السلكا) “رجاليا” اذا جاز التعبير، على حساب الظهور النسائي. باستثناء الحيز المعطى للفنانة القديرة منى واصف. القضية العشائرية والاخذ بالثأر ربما اوحت بذلك لصناعه! ولا نتوقع ان يكون دور الفنانة نيكول سابا في الحلقات المقبلة دورا اساسيا في العمل، خصوصا واننا نعلم مسبقا مآلاته والى اين سيصل.. فلا بطولات نسائية في “الهيبة”!

العمل الذي تعرضه اليوم محطات عربية عدة، منها MTV و MBC ، وتعود قصته لهوازن عكو، والاخراج لسامر برقاوي، كان حقق في العام الماضي جماهيرية كبيرة، كان يمكن التمعن اكثر في كيفية الخروج بموسم ثان من العمل، حتى لا يُحرق رصيده. فكرة “الفلاش باك” التي فرضها انسحاب الفنانة نادين نسيب نجيم، (وربما اعاد “احياء” شخصية “شاهين” بعد موتها، تأسيسا على نجاحها في الموسم الاول)، غير محسوبة زمنيا ودراميا بشكل صحيح. كما حصل في بعض الاعمال العالمية مثل العراب وغيرها. بل انها هنا توطئة لسيناريو مكشوف ليس الا..  ولكن مع ذلك نقول نتمنى ان تفاجئنا الحلقات المقبلة بما يدحض انطباعاتنا الأولية.

 

 

في هذا المقال

شاركنا النقاش