القاهرة: دعاء حسن|
غاب النجوم عن جنازة الفنان الراحل جميل راتب، الذي توفي صباح اليوم عن عمر يناهز 92 عاما، واقتصر الحضور على عدد قليل من الفنانين، في مقدمتهم الفنان عزت العلايلي، والفنان محمد صبحي، والفنانة سلوي محمد على ونقيب الممثلين الفنان أشرف زكي.
وشيعت جنازته من مسجد الأزهر الشريف في القاهرة . ولم تكن الجنازة تليق عموما بفنان بحجم راتب على مستوى الحضور الشعبي ايضا، وهو الذي برع في أداء الكثير من الأدوار المصرية والعالمية، حيث اقتحم السينما الفرنسية وقدم فيها العديد من الأفلام، واشتهر بإجادته كثيرا لأدوار الشر المعقدة.
وفور إعلان الوفاة كشف التهامي هاني، مدير أعمال الفنان راتب أن الراحل طلب عدم إقامة عزاء له، حيث أوصى بتشييع جنازته من مسجد الأزهر الشريف.
وكانت البداية الحقيقية لمشوار جميل راتب في مصر في العام 1946، عندما شارك في بطولة الفيلم المصري “أنا الشرق” الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية “كلود جودار”، إلى جانب نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، ومنهم جورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، ثم سافر بعد ذلك إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلة جديدة في مشواره الفني.
وفي فرنسا شاهده الكاتب الفرنسي أندريه جيد في “أوديب ملكاً”، فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس، الأمر الذي تقبله راتب ونفذه على الفور، ولكنه عاد في العام 1947، إلى القاهرة لأسباب عائلية، وشارك في بطولة العديد من الأفلام المصرية، منها “ليلة القدر”،”أنا الشرق”، “لورنس العرب”، “على من نطلق الرصاص”، و”كفاني يا قلب”.
كما قدم أيضاً عددا من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، ومن أبرزها “رحلة المليون”، “غدا تتفتح الزهور”، “الجلاد والحب”، “السرايا”، “الزوجة أول من يعلم”، “الراية البيضاء”، “ثمن الخوف”، “أبواب الخوف”، “يوميات ونيس”، “عفريت القرش”، “أصعب قرار”، “المرسي والبحار”، “فارس بلا جواد”، “وجه القمر”، “ضمير أبلة حكمت”، و”زيزينيا”.
وإلى جانب التمثيل، خاض الفنان جميل راتب تجربة الإخراج المسرحي، وقدم مسرحيات عديدة مثل “الأستاذ”، و”زيارة السيدة العجوز”، و”شهرزاد”.
وقام “مهرجان القاهرة السينمائي” بتكريم الفنان جميل راتب عن مشواره الفني الطويل، الذي قدم خلاله حوالي 67 فيلماً مصرياً، وعددا كبيرا من أفلام السينما العالمية.
ولد جميل راتب يوم 28 نوفمبر في العام 1926م في القاهرة لأب مصري وأم فرنسية، دخل مدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته.
تزوج راتب من فتاة فرنسية كانت تعمل في التمثيل الذي اعتزلته بعد ذلك، وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج ثم منتجة منفذة ثم مديرة مسرح الشانزليزيه، ويحرص على زيارتها في بيتها الريفي عندما يذهب إلى باريس .
شاركنا النقاش