[sam_zone id=1]

دمشق : آمنة ملحم|

ودعت السينما السورية أمس الكاتب والمخرج والناقد صلاح الدين الدهني، الذي وافته المنية في احدى المستشفيات في أبو ظبي، إثر مرضه الذي لم يستسلم له حتى لحظاته الأخيرة .

“ترجل فارس السينما ورجل الأدب والتعليم، وقبل ذلك الأب المتفاني والرجل النظيف قلبا ولسانا وعملا “.. بهذه الكلمات نعى المخرج السوري فراس دهني عبر صفحته الشخصية على “فايسبوك” والده الكاتب والمخرج والناقد وصاحب الحلم السينمائي السوري، واستاذه ومعلمه وقدوته ومرجعيته وصديقه، وفق تعبيره.

ولفت دهني في منشوره إلى أن جثمان والده سينقل إلى دمشق مدينته المفضلة والمحببة أبدا.

بدورها وزارة الثقافة السورية نعت المخرج السينمائي دهني في بيان لها، وقدم العديد من الفنانين والإعلاميين والنقاد تعازيهم بالفقيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب السيناريست والكاتب حسن م يوسف: “الناقد والمبدع الكبير صلاح دهني يعود إلى مدينته دمشق .. الرحمة والخلود لصلاح دهني شغيل الثقافة والمبدع الوطني السوري الذي يشكل فقده خسارة كبرى للمقاتلين على جبهة الخير والحب والجمال”.

وعرج مدير البرامج في قناة “سوريا دراما” منصور ديب على ما قدمه دهني للسينما السورية فكتب: “أسس صلاح دهني نمطا من التعاطي مع السينما لم يسبقه إليه أحد في سوريا. وكان لهذا النمط تأثيره الكبير على وجدان كل مثقف سوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فصارت السينما السورية تتعامل مع ما كتبه وقدمه في الإذاعة والتلفزيون كواحدة من المرجعيات الهامة في أسلوب التفكير بالسينما وقراءتنا للفيلم، لروحه الرحمة”.

كما كتب الإعلامي والناقد ماهر منصور “خسارتي شخصية برحيل استاذي وقدوتي صلاح دهني، تعلمت النقد الفني بتقفي خطاه، ومنه تعلمت النقد بأخلاقه وبمبدئه، مبناه ومعناه، وشغف الحب الذي فيه”.

وبعبارة “أحد آهم أباء النقد السينمائي السوري، وذاكرة توازي أكاديمية بأجنحة كاملة” نعى الكاتب سامر رضوان دهني حيث تابع: “برحيلك ننقص كثيرا، ممتنون لكل ما قدمت أيها المعلم، وحزينون لأن السينما اليوم تبكي من دون شك”.

صلاح

يشار إلى أن الراحل من مواليد درعا العام 1925، تلقى تعليمه في دمشق وتخرج في معهد الدراسات السينمائية العالية في باريس العام 1950، ومعهد الفيلمولوجي “علم الفيلم” في جامعة السوربون. عمل مخرجاً سينمائياً ومحرراً وناقداً سينمائياً ورئيساً لدائرة السينما والتصوير في وزارة الثقافة، ومديرا لادارة الشؤون الفنية في المؤسسة العامة للسينما. وهو عضو في جمعية القصة والرواية في “اتحاد الكتاب” وفي “نقابة الفنانين”.

ولصلاح دهني العديد من الكتب منها رواية “ملح الأرض”، وقصة “حين تموت المدن”. بالإضافة الى ترجماته، ومنها مسرحية “المفتش العام” للكاتب الروسي غوغول، وفي السينما “قصة السينما”، و “قضايا السينما والتلفزيون في العالم العربي”. أخرج في العام 1977 الفيلم الروائي الطويل “الأبطال يولدون مرتين”، وأفلاما وثائقية قصيرة عديدة منها “بصرى”، و”الآثار العربية في سوريا”، و”زهرة الجولان”، و”الفن العربي الإسلامي”، وغيرها.

تتقدم “شاشات” بالتعازي بالفقيد، ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

في هذا المقال

شاركنا النقاش