[sam_zone id=1]

دمشق: آمنة ملحم|

خلافا لعنوانه، يتلمس مسلسل “الساحر” طريقه إلى الآن دون أن يترك سحرا يجذب المشاهد لأحداثه، فهي مجرد حالة ترقب للقادم بعد عرض أكثر من خمس حلقات من العمل، الذي لا تتجاوز حلقاته 15 حلقة فقط، أي أن ثلث العمل عرض دون أن يخرج من صيغة التمهيد للأحداث أو التعريف بالشخصيات وانتماءاتها المختلفة، رغم محدودية عددها إجمالا، مع كشف شبه تام للحدوتة.

والقصة تدور حول كارمن “ستيفاني صليبا” زوجة مخدوعة تتعرض للخيانة من زوجها عاطف (رودريغ سليمان) وصديقتها، وهي على يقين داخلي بوقوع تلك الخيانة، إلا أنها تبحث عما يثبت صحة إحساسها. ودون مبرر درامي واضح، تتجه نحو عالم “التبصير” ، فقط لتلتقي بـ”مينا” (عابد فهد) الذي نراه دون سابق إنذار يحول نفسه لعرّاف فقط ليرضي تلك السيدة التي دخلت بيته بحثا عن جارته العرافة “أم العبد” (فيلدا سمور)، وقد قررت الاستماع له من دون معرفتها حتى باسمه، كما انها لم تعرض المال عليه بعد انتهائه من قراءة كفها و”التبصير” لها، والذي من المفترض أنها مهنته، لنجدها مقتنعة كليا بما قاله رغم أنه لم يقل شيئا في الحقيقة، بل بدا مرتبكا أمامها وليس في جعبته ما يقدمه لها. وقد وضعته بزيارتها في مواجهة مع زوجها، في إطار حدوتة قوامها الخيانة الزوجية، بطرح لا جديد فيه إلى الآن ولا دهشة أو ابتكار.

تبدو الأحداث مركبة بشكل مشوه، فلا تسلسل منطقي ولا مبرر درامي واضح للأفعال، ولا حتى أي تصاعد إلى الآن نحو أية ذروة قد تفتح بابا للتشويق أو اقناع للمشاهد بما يشاهده. انها حدوتة قطعت شوطا مرتكزا على الأقوال لا الأفعال، والدوران في حلقة مفرغة ليبقى الجميع مكانك راوح، فلا فعل يذكر ولا ردة فعل تقلب الموازين. والحدث الذي بدأ لافتا ولو بقليل في الحلقة الأولى بات باهتا مع التقدم بالعمل، فكيف لمشاهد أن يقتنع بأن منسق حفلات موسيقية “دي جي” لاحول له ولا قوة بإقامة منتهية المدة في بلد مجاور، تنجذب له النساء دون أي تفاعل منه معهن سوى بكاريزما ربّانية يتمتع بها، ويقحم نفسه بعالم “السحر” الذي لا علم له به، بل ليتحول ربما في الحلقات المقبلة لساحر، على مقاس الكبار والطبقة المخملية.

الحكاية عموما تورط الممثلين بتقديم اللاشيء، إلا إذا استثنينا أداء الفنان عابد فهد الحاضر دائما بمكانه، رغم أنه خال هذه المرة من الطزاجة المكتسبة من الطرح الخافت، وثقل حضور الفنان عبد الهادي الصباغ، ودون وجود تبرير للباس “البصارتين” اي الفنانة فيلدا سمور وابنتها رشا بلال ولهجتهما كمنتميتين وفق ملامحهما للغجر، إلا أنهما يقطنان الحي الشعبي وذات المنزل الذي يقطنه “مينا”، وكأن حكايتهما مقحمة فقط لتبرير وصول “كارمن” ل”مينا”.
أما الفنانة ستيفاني صليبا فاقتصر ظهورها على امرأة جميلة مخدوعة بكامل أناقتها، دون أداء جسماني مقنع يحسب لها إلى الآن، بعكس الفنان محمد حداقي “جبيرو” الذي يعمل في منزلها فيبدو اجتهاده واضحا لمنح شخصيته خصوصية في اللكنة والتحركات والدهاء المفتعل لتحقيق غاياته، مع نفحة كوميدية بتصرفاته .

في الحلقة السادسة للعمل بدأ خط السياسة يظهر للعلن في حياة زوج “كارمن”، ربما هو توطئة أيضا لبدء تحركات “الساحر” في هذا الإطار، ولكنه أيضا لم يتعدَ حدود التمهيد لحدث قادم لم يأت بعد .. فهل ستبقى الحكاية تدور في هذه الحلقة الفارغة.. أم ستتقدم لتقلب الموازين في الحلقات القادمة؟!

“الساحر”: إخراج محمد لطفي وعامر فهد ، تأليف سلام كسيري وحازم سليمان، بطولة: عابد فهد ، ستيفاني صليبا، عبد الهادي الصباغ، رنين مطر، رودريغ سليمان، رشا بلال، محمد حداقي وغيرهم.(يعرض العمل على  lbci و”ابو ظبي” ومحطات اخرى).

في هذا المقال

شاركنا النقاش