[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب:

سعت الدول الأوروبية للبحث عن طرق تجارية جديدة للوصول إلى آسيا عن طريق الغرب لتغذية الرأسمالية في اوروبا، وذلك مع بدايات القرن الخامس عشر، حيث شكل التقدم الفكري والتقني النواة المثلى للقيام برحلات استكشافية. وفي منتصف القرن التاسع عشر كانت بريطانيا تحكم ربع سكان الأرض، وتشهد نهضة على كافة الصعد بما فيها إرسال بعثات استكشافية إلى القطب الشمالي، لإيجاد ممر شمالي غربي من شمال المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي، عبر المحيط المتجمد الشمالي.

إحدى هذه البعثات والتي دعيت لاحقاً “بعثة فرانكلين المفقودة” ألهمت الكاتب الأميركي دان سيمونز لكتابة رواية “الرعب” (The Terror) في العام 2007 ، مستنداً الى الشخصيات الأساسية في البعثة، مضيفاً احداثاً خيالية.

رُشحت هذه الرواية لجائزة الرواية الخيالية البريطانية في العام 2008، وتبنت شبكة AMC الأميركية التلفزيونية في العام 2016 إنتاجها كمسلسل تلفزيوني، وبدأت بعرضه في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ويتضمن عشر حلقات من كتابة ديفيد كاجانتش، وإخراج كلٍّ من تيم ميلانتس، وإدوارد بيرغر، وسيرخيو ميميكا جيزان.

بعد مرور أكثر من عام على إرسال سفينتين من سفن البحرية البريطانية، وهما سفينة “اربيس” ويقودها القبطان السير “جون فرانكلين”، وسفينة ” تيرور” ويقودها القبطان “فرانسيس كروزير”، بغية اجتياز القسم غير المكتشف من الممر الشمالي الغربي، فانهما تعلقان في الجليد في ظروف القطب الشمالي القاسية، لتبدأ معاناة الطاقم الحقيقية في مواجهة البرد القارس، وتدهور صحة عدد من أفراد الطاقم، واختلاف القبطانين على فكرة إرسال عدد من الرجال لطلب المساعدة من عدمه. وتزداد الأمور سوءاً مع ظهور كائن غريب يقوم بقتل أفراد الطاقم بشكل بشع ووحشي، من بينهم القبطان “فرانكلين”.

يتسلم القيادة القبطان “فرانسيس” فيرسل عددا من الأفراد للوصول إلى المياه المفتوحة وطلب المساعدة. في هذه الأثناء يموت عدد من أفراد الطاقم بعد ظهور عدة أعراض مشتركة. ويكتشف طبيب السفينة أنها بسبب وجود مادة الرصاص في الأغذية المعلبة، ويمنعه “فرانسيس” من إخبار الطاقم، لعدم إثارة المزيد من الرعب.

يقرر القبطان “فرانسيس” ترك السفينتين وبدء مسيرة 800 ميل مع الطاقم المتبقي وجر قوارب صغيرة محملة بالمؤن والذخائر باتجاه المياه المفتوحة، من دون أن يدري بخيانة عدد قليل من الطاقم، حيث يقومون بأخذ أحد القوارب والانشقاق عنهم لعدم رضاهم عن قيادة “فرانسيس”، لأن المهمة ستكون أسهل مع عدد أقل من الرجال، خاصة بعد اكتشافهم ما فعله الكائن الغريب من تشنيع بجثث الطاقم الذي أُرسل لطلب المساعدة. ويعاود هذا الكائن هجومه مجدداً، فيقتل كل من تبقى منهم ما عدا “فرانسيس”، الذي يصاب بعدة جروح، رغم ذلك يختتم حكاية المسلسل بقتله الكائن الغريب.

تتم معالجة “فرانسيس”من قبل الاسكيمو، ويقررالعيش معهم بشكل دائم، وعدم التفكير بالرجوع إلى وطنه بعد الخيبة، لعدم تمكنه من حماية رجاله وعجزه عن العثور على الممر المنشود، مفضلاً بداية حياة جديدة على العودة بالذل والعار الذي لحقه. علماً أنه بعد مرور سنتين تصل بعثة هدفها معرفة ما جرى مع السفينتين وإنقاذ من نجا.

كل شخصية من الشخصيات الرئيسية في المسلسل لها دوافعها الخاصة المبطنة التي أدت الى مشاركتها في هذه الرحلة الخطرة، من القبطان “جون” الحالم، والذي يريد إنهاء مسيرته المهنية باكتشاف عظيم يخلد اسمه، إلى القبطان “فرانسيس” المدمن على الكحول والهارب من رفض ابنة اخ القبطان “جون” الزواج منه، وصولا الى باقي الشخصيات، حيث تستمر هذه الدوافع في تغذية الأحداث تباعاً مع تقدم حلقات المسلسل.

حاز المسلسل على الكثير من النقد الإيجابي من عدة نواح، كالإخراج وأداء الممثلين والتصوير. ودخل سريعاً في قائمة المسلسلات الأكثر شعبية، حائزا على المرتبة الخامسة، ونال تقييم 8.6 نقطة على موقع IMDb، و91% على موقع “روتين توماتو”.

في هذا المقال

شاركنا النقاش