[sam_zone id=1]

ماهر منصور|

لماذا غاب كتاب دراميون كبار، مثل حسن سامي يوسف، ونجيب نصير، وأمل حنا، وحسن م.يوسف، ويم مشهدي، وممدوح حمادة، وريم حنا، وسامر رضوان، وفؤاد حميرة، وهاني السعدي، وفادي قوشقجي، ورافي وهبة…وآخرون عن المشهد الدرامي السوري في الموسم الرمضاني الفائت وما سبقه، وفي جعبة معظمهم، وربما جميعهم أعمال تنتظر الإنتاج، سواء في أدراجهم أو أدراج شركات إنتاج..؟!

هذا السؤال يستنبض احد أوجاع الدراما السورية التي تعاني منها اليوم، وهو غياب النص الدرامي الجيد، أو تغييبه بمعنى أدق. فالأسماء السابقة، من شأنها رسم مشهد درامي سوري لافت. ولكن كثيرا منهم يَغِيب طوعاً أو قسراً، ومنهم من يُغيّب. وفي الحالتين تبدو آليات الإنتاج في الدراما السورية وكواليس العمل الفني هي المتهم الأول في أسباب غيابهم أو تغييبهم، لصالح كتاب على “قياس” اليد الإنتاجية. وهو ما وجدته شركات الإنتاج في كتاب شباب يبحثون عن فرصة، حتى لو باعوا نصوصهم بالبخس، وانتظر الواحد منهم على الأبواب بانتظار سماح المخرج له بدخول مكان التصوير، ثم يجلس مثله مثل سواه من المشاهدين ينتظر عرض المسلسل، ليشاهد ما قام به الآخرون من تعديلات في مسلسله، سواء المخرج، او الممثل او المنتج…

إلى جانب هؤلاء الكتاب الشباب الجدد، ظهرت أسماء في مجال التأليف الدرامي، تَكتب ويُنتج لها بالجملة، لكن نادراً ما يمر اسم احدهم، من دون ان يرفق باسم مخرج العمل كشريك كتابي، أو يرفق باسم أو اثنين تحت مسمى معالج درامي.. وهؤلاء هم نموذج ثان للكتاب الذين هم على “قياس” اليد الإنتاجية.

ومع هذين النموذجين نجح عدد من منتجي الدراما بتقديم أعمال بلا مشاكل. فالنجم- الممثل، كما النجم-المخرج يلعبان بالنص كما يشاءان دون اعتراض، والكاتب سعيد بإنتاج عمله حتى لو تغير نصفه، والمنتج خفّض من ميزانية مسلسله، بمعدل فارق سعر النص الدرامي بين كاتب مبتدئ وآخر مخضرم … وهكذا يخرج الجميع، وكل واحد منهم راض بحصته. ويبقى الخاسر الوحيد هو الدراما السورية.

السلوك الإنتاجي ليس الوحيد الذي أثر على حضور النص الدرامي السوري. ففي الدراما السورية اليوم نصوص تعيش حالة مراهقة تحت مسميات عديدة منها الجرأة ومنها ملامسة الواقع، ومنها طرق مواضيع لم يسبق للدراما طرحها… ولكن أي معنى للنزوع نحو الاختلاف من دون أن نحفظ ألف باء البناء الدرامي لأي مسلسل..؟

بلا شك لدى الدراما السورية مشكلة بنيوية في تكوين النص الدرامي السوري، ولديها مشكلة في آليات تسويقه وتنفيذه، وتغييب أهم كتابه. وما بين المشكلتين صارت الدراما السورية بلا نص…بعد أن كان النص هو البطل!

في هذا المقال

شاركنا النقاش