[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب|

ما زال الجدل مستمرا حول مسلسل Chernobyl (تشرنوبل)، الذي لاقى نجاحاً واسعاً في أوساط النقاد والمشاهدين على السواء، حيث تم عرض حلقته الخامسة والأخيرة الأسبوع الماضي، وقامت كل من HBO الأميركية، وSKY البريطانية بإنتاجه وعرضه.

لقد حقق العمل المرتبة الأولى كأكثر المسلسلات شعبية على منصة IMDb، متفوقاً على مسلسل “صراع العروش”، بالإضافة إلى خطفه المرتبة الأولى كأكثر المسلسلات تقييماً على مر التاريخ على المنصة نفسها بتقييم وصل الى 9.7 نقطة، متغلباً على مسلسل “Breaking Bad” والذي كان أعلى القائمة منذ وقت طويل.

الجدل سببه الخوض في أكبر كارثة نووية شهدتها البشرية، وكان لها الكثير من التداعيات الصحية والبيئية، وما تزال حتى يومنا هذا، وقد كتب لاحقا بخصوصها “غورباتشوف” بأنها ربما السبب الحقيقي وراء انهيار الاتحاد السوفيتي. كما ان سببه هو الجهد المبذول من قبل طاقم العمل على شتى الصعد في نبش العديد من المصادر لتقديم الكارثة كما وقعت، وعرض بعض الحوادث غير المعروفة المرتبطة بالكارثة، مع بعض التعديلات لتناسب البنية الدرامية للعمل، كشخصية “أولانا كوميوك” الوهمية، تم ابتكارها لتمثيل عشرات العلماء الذين ساعدوا “ليغاسوف” (بطل العمل) وعملوا معه في سبيل الحقيقة، رغم خطورة التصريح بالحقيقة آنذاك، في سبيل إنقاذ الآلاف.

ولم يسلم المسلسل من الانتقادات التي تناولت موضوع الدقة في سرد بعض الأحداث لناحية حدوثها أو توقيتها. ولكن سواء اتفقنا أو اختلفنا في ذلك، فالعمل بالاجمال متقن الصنع في مجالات التصوير والإخراج والتمثيل، وما كثرة الانتقادات إلا دليل على نجاح العمل بكل المقاييس في إيصال رسالته: “ماهي كلفة الأكاذيب؟” وهو السؤال الذي طرحه “فاليري ليغاسوف” في افتتاحية الحلقة الأولى، وفي ختام الحلقة الأخيرة، البطل الذي قرر المؤلف “كريغ مازن” تبيان مصيره منذ اللحظات الأولى للأحداث (لأن قصة “حادثة تشرنوبل” صادمة بما فيه الكفاية، هذا الرجل سيموت والمفاعل النووي سينفجر، لكن الجزء المثير للاهتمام بالقصة هو لماذا؟ وماذا الآن؟) حسب تصريحه.

كثير من هذه الانتقادات جاء في وسائل إعلام روسية، التي اعتبرت المسلسل “بروباغندا” غربية. وذكر موقع “the guardian” بأن التلفزيون الروسي سيبث قصته الوطنية (على حد تعبيره) الخاصة حول حادثة تشرنوبل، الحادثة التي لم يُعرف حجم خسائرها البشرية حتى اليوم، ولكن تُقدر بين 4 آلاف إلى 93 ألف شخص، ولكن عدد القتلى تبعا للرواية السوفيتية لم يتغير منذ العام 1987 وهو 31 شخص.

في النهاية نستعيد تصريح مؤلف المسلسل “كريغ مازن”: “عندما يختار الناس الكذب، وعندما يشارك الجميع في مؤامرة سلبية لتعزيز هذه الكذبة، يمكن النجاة بها لفترة طويلة، لكن الحقيقة لا تهتم وسوف تصلك في النهاية”.

في هذا المقال

شاركنا النقاش