ماهر منصور |
لا نذيع سراً بالقول أن كثيرا من الناس- المشاهدين اليوم مصابون بما يمكن أن نسميه “نوستالجيا دراما أيام زمان”، الأمر الذي يشهد عليه الحضور الإعلاني اللافت في عدد من المسلسلات القديمة التي تعرضها بعض القنوات التلفزيونية من فترة إلى أخرى. كما يشهد عليه اختيار عدد من القنوات التلفزيونية عرض مسلسل مثل “صح النوم” عند انطلاقتها، رغم تواضع الإمكانيات الفنية والإنتاجية لتنفيذ مثل هذا العمل. ويشهد على ذلك أيضاً قيام عدد من شركات الإنتاج بإعادة إنتاج نسخ درامية حديثة عن مسلسلات قديمة انتجت في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت، ولاقت نجاحاً كبيراً كرسها في الذاكرة. ومن هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر: مسلسل “دليلة والزيبق”، ومسلسل” أسعد الوراق”، اللذين انتجتهما شركة “عاج” السورية، والمسلسلات البدوية “رأس غليص”، و” وضحى وابن عجلان”، و”نمر بن عدوان” التي أعاد انتاجها المركزالعربي للخدمات السمعية البصرية في الأردن.
ربما يرد البعض حالة الاحتفاء بالابيض والأسود التلفزيوني إلى حالة الأسر التي نعيشها نحن العرب لنوستالجيا الماضي بكل ما فيه، إلا أن حالة الجذب التي تحدثها دارما أيام زمان للمشاهد، تتجاوز ذلك التوق لتلك الأيام، نحو الرغبة بمتابعة دراما شديدة الخصوصية والإخلاص لمحليتها، يحتل فيها المشاهد دور البطولة لا دور المتفرج، من خلال شخصياتها التي تنطق باسمه.
الدراما سواء كانت وسيلة ترفيه أو وسيطاً ثقافياً تكتسب قوة تأثيرها من حبل السرة الذي تربطه بينها وبين المشاهد، ودون ذلك ستبقى مجرد توالي صور، بتأثير تشويقي عابر. وذلك هو امتياز دراما أيام زمان بتواضع تنفيذها فنياً، على دراما المنتجة حديثاً بأحدث تقنيات الصوت والصورة. وكأن دراما أيام زمان بإعادة عرضها، وحالة الاجماع حولها تعري دراما اليوم وتدينها..!
شاركنا النقاش