في بلاد المليون والنصف مليون شهيد، تجري الإستعدادات لتظاهرة ثقافية تشكل ملتقى للعقول الفنية والأرواح الإبداعية من مختلف أرجاء الوطن العربي، إنها “الأيام المسرحية العربية لطلبة أقسام الفنون” بإسم الفنان الراحل “عبد الحليم رايس”، التي تُعقد في طبعتها الثالثة، من 3 إلى 8 حزيران 2024، ، متخطيةً حدود الوطنية إلى العربية، في تجمع فريد يضم معاهد وجامعات من مختلف دول العالم العربي.
بعد الطبعات السابقة الناجحة جمعت بين طلبة الفنون من الجامعات الجزائرية، تأتي هذه الطبعة لتُعلن عن بداية عهد جديد من التواصل الثقافي والفني بانتقالها من الطابع الوطني إلى الطابع العربي، بدعم من وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، وبالشراكة مع جمعية “فكرة” لمهن فنون العرض والسمعي البصري، مما يجعل هذه الفعالية تُعزز من مكانة الجزائر كمركز للإشعاع الثقافي في العالم العرب
وتضم هذه الطبعة برنامجا متنوعاً وثرياً من عروض مسرحية، وندوات فكرية، وورشات تكوينية، هذه الأنشطة المتنوعة تُعد فرصة للطلبة والمهتمين لتبادل الخبرات، صقل المهارات، وتعميق الفهم الفني.
الدعم المؤسسي: تضافر الجهود لإنجاح الفعالية
تُسهم مؤسسات ثقافية واقتصادية، بالإضافة إلى مؤسسات الجماعة المحلية، في توفير الدعم اللازم لإنجاح هذه الفعالية، مؤكدةً على الدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية والعربية، هذا التعاون المثمر يُعد شهادة على الإيمان بقوة الفن كوسيلة للتواصل والتفاهم بين الشعوب، وكمنصة لعرض هذا التنوع الثقافي والإبداعي الذي يزخر به العالم العربي.
عبد الحليم رايس: صوت الثورة على خشبة المسرح.
عبد الحليم رايس، الاسم الذي يُعد رمزًا للمسرح الجزائري، والذي ارتبط اسمه بالثورة التحريرية، مُسهماً بقوة في بناء الشخصية الثورية عبر الفن المسرحي، لقد كانت أعماله مثل “أبناء القصبة” ليست مجرد تمثيليات، بل كانت صرخة في وجه الاستعمار، ودعوة للتحرر والاستقلال، حيث سعى رايس من خلال فنه لإيقاظ الضمير السياسي لدى الشعب، مُستخدماً المسرح كأداة للتوعية والتحضير للثورة، وشرح رسالتها. وتكريمه في هذه الطبعة من الأيام المسرحية العربية لطلبة أقسام الفنون يُعد تكريماً لروح الثورة نفسها، وتأكيداً على الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في تغيير مجرى التاريخ.
الفن كمحرك للتغيير
جاءت الأيام المسرحية العربية لطلبة اقسام الفنون في طبعتها العربية لتؤكد على أن أنها تُمثل أكثر من مجرد فعالية ثقافية؛ بل هي رؤية لمستقبل يُعلي من شأن الفن ويُقدر الإبداع، كما تُعبر عن التزام الجزائر بتوحيد الجهود العربية في سبيل تحقيق نهضة فنية تُسهم في تشكيل وعي جديد، وتُحفز على التغيير الإيجابي في مجتمعاتنا.
شاركنا النقاش