[sam_zone id=1]

ضياء عبد الوهاب|

تم انتاج مسلسل “thirteen reasons why” (الأسباب الـ 13) لموسم ثان هذا العام، بسبب النجاح الذي لاقاه في موسمه الأول العام الماضي، وذلك رغم بساطة الفكرة التي تتلخص في إقدام “هانا بيكر” الفتاة المراهقة على الانتحار، وترك 13 شريطا تسجيليا، كل شريط مخصص لشخص من الأشخاص الذين كان لهم دور في فكرة الإقدام على الانتحار. وهو المصير الذي جاء نتيجة فشل التأقلم مع البلدة الجديدة، والإشاعات التي دارت حول “هانا”، ونقص الدعم من أصدقائها ومدرستها.

ينتهي الموسم الأول بأخذ إفادات من طلاب المدرسة، اثر دعوى يتقدم بها والدا “هانا بيكر” ضد المدرسة، التي ساهم تقصيرها في انتحار “هانا”.

يبدأ الموسم الثاني بالمحاكمة والاستماع لإفادات الشهود، الذين اختاراهم طرفا المحاكمة “والدي هانا ومدرسة ليبرتي الثانوية”. الشهود معظمهم من الأشخاص المذكورين في أشرطة الموسم الأول، أي زملاء “هانا”، بالإضافة للمرشد النفسي المدرسي، دون إدراج الأشرطة ضمن الأدلة أو حتى إعلانها للعامة.

“كلاي جنسن” صديق “هانا” المقرب والذي أحبها، ولم يتمكن من الاعتراف بحبه، يشعر أنَ المحاكمة لا تسير وفق ما يحقق العدالة لـ “هانا”، فالمتورطون في أذيتها لم يتكلموا بصدق، وشوهوا مجريات الأحداث، للتستر على أخطائهم.

ويسعى “كلاي” للبحث عن أدلة تكشف المتورطين في أذية “هانا” نفسياً وجسدياً، وأثناء ذلك يتلقى صوراً من مجهول تساعده في مسعاه، مستعيناً أيضاً بأصدقاء “هانا” الحقيقيين تعبيرا عن ندمهم لطريقة تعاملهم مع “هانا” ومحاولة منهم لتحقيق العدالة لها موتها. وعلى النقيض هناك من يحاول منع “كلاي” وأصدقاء “هانا” من خوض التفاصيل، من خلال رسائل تهديد تتجلى بطرق عدة.

يسلط المسلسل الضوء على قضايا اجتماعية مهمة جداً تواجه المراهقين، كالانتحار والتعرض للتنمر والاعتداء الجنسي وتعاطي المخدرات، حيث جاء الموسم الثاني أقوى بتفاصيله وتعاطيه مع هذه القضايا، مبيناً وجودها والطرق الخاطئة في التعامل معها، أو حتى تجاهلها سواءً من قبل الأهل أو المدرسة. وقد أضاف صّناع المسلسل موقعاً الكترونياً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون مثل هذه المشاكل والتشجيع على بدء الحديث عنها، وهي نقطة جيدة تُحسب للمسلسل وصناعه.

ومع أن المسلسل في موسمه الثاني لم يحصل على آراء نقدية إيجابية مثل الموسم الأول، حتى أنه تلقى بعض النقد السلبي، إلا أنه جاء بصورة أكثر عمقاً ووضوحاً، في تسليطه الضوء على مشاكل المراهقين، بشكل يتجاوز المسلسل بحد ذاته. وهذا ما جعله يجدد لموسم ثالث سيعرض العام القادم، كما جعله في المرتبة الأولى للمسلسلات الأكثر شعبية على مدى شهر تقريباً، بالإضافة إلى حصوله على تقييم 8.2 نقطة على موقع IMDb.

المسلسل مقتبس عن رواية للكاتب الأميركي “جاي آشر” “Thirteen Reasons Why” كتبها العام 2007، وصلت للمرتبة الأولى في قائمة “نيويورك تايمز” لأكثر الكتب مبيعاً في تموز 2011. كتبها للتلفزيون “بريان يورك”، وتم إخراجها من قبل عدد من المخرجين من ضمنهم “جريج أراكي” ، و”جيسيكا يو”. وكان لشبكة “نتفليكس” حقوق التوزيع في العالم.

في هذا المقال

شاركنا النقاش