فاتن قبيسي |
التهبت بعض الشاشات مجددا فوق جمر ملف رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل، وإعادة فتح القضية من خلال الحكم الصادر بالإعدام على حبيب الشرتوني. وخرجت رواسب الحرب من تحت الرماد دفعة واحدة. فكيف اذا كانت العلاقة اساسا بين “حزب الله” و” القوات” اللبنانية مثقلة بالخلافات العميقة والاتهامات المتبادلة؟ الحكم القضائي الاخير كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الخلاف مجددا، والنتيجة هو ما حصل امس بين رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” شارل جبور والدكتور حبيب فياض (المقرب من “حزب “الله”)، الذي اضطر الى الانسحاب من الحلقة، لتستكمل مع ضيف واحد.
ماذا في التفاصيل؟
في اطار الحديث المتشنج بين الطرفين في برنامج “بلا حصانة” على محطة “OTV”، غادر الدكتور فياض الاستديو بسبب قول جبور: “بشير الجميل هو قديس، وغصبا عن الله هو قديس..” فاستنكر الدكتور فياض قائلا: “انا إنسان متدين، والتجرؤ على الذات الالهية لا اقبل به”. فسأله مقدم البرنامج : “الا يمكن ان يكون الانسان لادينيا؟” فأجابه فياض: “بلى، ولكن ليحترم الله..وهناك فرق بين اللادينية وبين شتم الذات الالهية.. فلا يمكنني ان اكون حياديا تجاه الله “. فعلق جبور بقوله: “دعه ينسحب حتى نكمل الحلقة بشكل افضل”!
ولكن ماذا حدث في الكواليس بعد انسحاب فياض؟ هل جرت محاولات لإعادته الى الحلقة؟
يرد فياض على سؤال “شاشات” بالقول: لم يحاول احد إعادتي الى الحلقة، وأساسا انا خرجت بسرعة كي لا اضطر الى العودة. فالمسألة ليست سياسية ، بل تمس مقدسات، ولا تتعلق بشتم زعيم او ولي بل تتعلق برب العالمين. لم يكن لدي خيار الا ان اكون منسجما مع نفسي. فنحن نبذل الدم في سبيل الله، و”القوات” يشتمون الله!
وعما اذا كان يعاود الظهور مجددا مع جبور في حال اعتذر الاخير يقول فياض: هناك عشرات الاتصالات التي راح أصحابها يلومنني على الظهور معه اساسا. لا اريد اعتذارا منه. وان فعل فلن أعاود معه الظهور في اي برنامج تلفزيوني. عليه ان يوجه اعتذاره على الهواء الى المشاهدين، باعتباره مَس الذات الالهية، لأنه كان هناك ملايين المؤمنين يشاهدون القناة.
وردا على سؤال حول امكانية تفسير انسحابه خطأ، سيما وانه الثاني بعد انسحابه سابقا في برنامج ” نهاركم سعيد”، يجيب: من يعرفني شخصيا، يعلم بأنني ابعد ما يكون عن الاستعراض. انا عفوي وحساس، وضد عقلي التمثيل والاستعراض. في المرة السابقة في برنامج “نهاركم سعيد” وُضعت في موقف سخيف وغير موضوعي وفي المكان الغلط، انسحبت بلا اي افتعال. ومن بعدها أصبحت حريصا جدا على الا اُستفز حتى لا اترك الحوار ..الى ان حدث ذلك امس في ” بلا حصانة”، فالضيف تجرأ على الله، وانا لست متدينا فحسب، بل أتذوق الصوفية ايضا.
ولكن شارل جبور هل يقر بتسرعه في لفظ عبارته النافرة؟ يرد جبور على سؤال “شاشات” بالقول: انها مجرد “محط كلام” وانا لم اكنّ في مكان عبادي. وعبرت على الشاشة بهذا الأسلوب نتيجة لحظة انفعالية امام شخص يتعاطى مع كل رموزي وتاريخي ومقدساتي باستكبار واحتقار. وكأن البلد عبارة عن نهج واحد. ان عبارتي هي “محط كلام” او زلة لسان، لا اكثر ولا اقل، ولا تعكس قناعتي او مبادئي. فأنا شخص مؤمن ولست ملحدا.
وردا على سؤال حول امكانية ان يقدم اعتذارا للمشاهد، يعلق بحزم: إطلاقا، لا اعتذر لا لحبيب فياض ولا لأحد . وأستعيد مقولة البطريرك نار نصرالله بطرس صفير: “قلنا ما قلناه”. انا لم امسّ بالديانة، ولو فعلت لاعتذرت.
وحول إستكمال الحلقة بغياب فياض يقول: أصبحت الحلقة ممتازة. كنت افضل الا يكون موجودا منذ بدايتها. لم اكنّ اعرف بمشاركته في الحلقة اساسا، قيل لي بأنني سأحاور جبران عريجي، وقد فوجئت بحضور فياض، سيما وأننا شاركنا سابقا في برنامج ” بموضوعية” على محطة “ام تي في” وتشابكنا.. انه إنسان حاقد، لا يعترف بالآخر.
وردا على قولنا بان فياض رجل استيعابي ومنفتح كما يظهر في إطلالاته الاعلامية، يقول جبور: إطلاقا. انه صاحب فكر احادي وانعزالي. فاما مناصرة “حزب الله” او الخيانة والعمالة بنظره. وهذا عنصري ومرفوض. انا ضد الحزب استراتيجيا، ولكننا يحب ان نفكر لتتعايش سويا للوصول الى مساحات مشتركة.
شاركنا النقاش