اختتام “فجر السينمائي”.. مهرجان فوق العادة!

طهران: فاتن قبيسي|

بعد اكثر من اسبوع من عروض الافلام العالمية، اسدل امس الخمس “مهرجان فجر السينمائي الدولي” الـ36 الستار على فعالياته، في حفل لتوزيع الجوائز، على خشبة مسرح قاعة “وحدت” وسط العاصمة طهران.

هكذا تحول مجمع “تشارسو” على مدى الايام الماضية، الى ما يشبه قرية عالمية صغيرة، تجد فيها كل الجنسيات والاعراق، كل اللغات والثقافات، وينشط المترجمون بصحبة الضيوف الاجانب، وتتحول الشاشات الكبيرة الى ملتقى فكري وروحي يجمع الشرق بالغرب.

اختصر صانعو الافلام الطريق سريعا من خلال هذا المهرجان، فقد جمعت لهم طهران 78 بلدا في مكان واحد، واختصرت الجغرافيا، واختارت خلاصة التجارب السينمائية. تعلم البعض من تجارب الغير، واتفق البعض الآخر على انتاجات مشتركة مستقبلية تعكس هوية اكثر من بلد. وبين عرض وآخر، كان المقهى في الطابق السادس في المجمع بمثابة استراحة للرواد على انغام حية من موسيقى الاورغ التي اصبحت جزءا من المشهد الثقافي في المكان.

130 فيلما تم عرضها، بعضها يحمل الهوية الايرانية، فالسينما عمرها 120 عاما في هذا البلد الذي يمتهنها من باب الشغف. باتت حرفته وصناعته، وبعض هذه الافلام حصل على جائزة امس مثل فيلم “ما وراء الغيوم” للمخرج الايراني الكبير مجيد مجيدي. وتميز المهرجان بتنظيم لافت. لا مجال لاخطاء هنا. فعمر المهرجان بعد 36 عاما من انطلاقه، اكسبه المزيد من الاحترافية. الفريق التنظيمي خلية نحل لا تهدأ. وثمة تعاط موحد على قدر من المسؤولية بين الجميع، بدءا من المخرج الاميركي اوليفر ستون والفنان الايطالي العالمي فرانكو نيرو، وحتى آخر ضيف.

ويقول مدير العلاقات الدولية احد ميكاييل زادة ل”شاشات” ان حوالى مئة وكالة انباء عالمية غطت فعاليات المهرجان، وان ايران تعتبره نشاطا سنويا اساسيا حيويا. ولا يهتم بصانعي الافلام فحسب ، بل بالاطفال ايضا لتربية جيل جديد يعشق السينما.

ويشرح مدير صالات سينما الاطفال فكرته بالقول: هناك 1600 طفل شاهدوا عددا من الافلام في اطار المهرجان. وبعدها نطلب منهم كتابة تعليقات حول ما شاهدوه لنربي فيهم روح النقد. من هنا، تتعاون معنا وزارة التعليم والتربية التي تستفيد من المهرجان لتضع مشاريع تربوية وتعليمية من خلال السينما. علما ان وزرة الثقافة هي الداعم الاساسي, كما تهتم بالمهرجان وزارة الرفاه.

ويلفت ميكاييل زاده الى ان الدعوات التي وجهها المهرجان، تتوزع بين صانعي الافلام (مخرجون، منجون، وممثلون) لعرض افلامهم ضمن مسابقة تنافسية، وموزعي افلام في العالم، ورؤساء قنوات يريدون شراء افلام، واساتذة جامعيين للمشاركة في ورش تعليمية.

اما بخصوص الجوائز، فقد تم تسليمها امس للفائزين ضمن الحفل الختامي، الذي اقيم بحضور وزير الثقافة الايراني عباس صالحي، ومدير المهرجان رضا ميركرمي، ونخبة من أبرز نجوم السينما من بينهم اوليفر ستون، ومجيد مجيدي، وريتي بانه. وهي توزعت كالتالي:

– جائزة السلام الخاصة بالمهرجان للمخرج الكمبودي العالمي “ريتي بانه”، قدمها له المخرج الاميريكي اوليفر ستون.

– الدبلوم الفخري لفيلم “عامل المنجم” للمخرجة “حانا اسلك”، إنتاج سلوفينيا وكرواتيا.
– جائزة نتبك لفيلم “هندي وهرمز” للمخرج الايراني عباس أميني.
– جائزة بين الاديان لفيلم “القمح” للمخرج “سميح كابلان أوغلو”، إنتاج تركيا، ألمانيا فرنسا، السويد وقطر.
– جائزة أفضل فيلم لـ “درساج” للمخرج الايراني “بويا بادكوبه”.
– جائزة محمد أمين (ص) لـ فيلم “ما وراء الغيوم” للمخرج الايراني مجيد مجيدي، إنتاج الهند.

الجوائز الآسيوية

أفضل فيلم قصير لـ “الطفل الرضيع” للمخرج الايراني “محمد كارت”.
أفضل مخرج ل مريم بحر العلومي عن فيلم “باسيو”، إنتاج ايران.
جائزة أفضل فيلم آسيوي ل “الأب والابن” للمخرج “دونغ دينغ لونغ”، إنتاج فيتنام.

جوائز المسابقة الدولية

لوح التقدير لفيلم “السيد غوزن” للمخرج الايراني “مجتبى موسوي”.
جائزة أفضل فيلم قصير لـ “الولاء” للمخرجة الروسية “تاتيانا فدوروسكايا”.
جائزة لجنة الحكام الخاصة لـ “ريتشارد كندريك” عن أفضل تصوير في فيلم “لحن غرانيت”، إنتاج ايرلندا وكندا.
جائزة أفضل ممثلة لـ “ماهور الوند” التي مثلت في فيلم “هت تريك”، من إنتاج ايران.
جائزة أفضل ممثل لـ “ليئون لوتشف” الذي مثل في فيلم “عامل المنجم”، إنتاج سلوفينيا وكرواتيا.
جائزة أفضل سيناريو لـ “رامتين لوافي” عن فيلم “هت تريك”، إنتاج ايران.
جائزة أفضل مخرج لـ “الكسي غرمن جونيور” عن فيلمه “دولتوف”، إنتاج روسيا، بولندا وصربيا.
جائزة أفضل فيلم لـ “ميلكو لازاروف” عن فيلم “أغا”، انتاج كل من بلغاريا وألمانيا وفرنسا.

وأشرف على التحكيم في قسم المسابقة الدولية (سينما السعادة): جيوفاني إسبانولتي، ومحمود كلاري،وجوانا كوس كاروز، وميلكو مانتشيفسكي، وماريلازاري، وأدور جوبالاكريشنان، وديمتري أتينيتيس.
في حين كان حكام قسم ملامح الشرقي (بانوراما على السينما في البلدان الآسيوية والإسلامية) عمار جمال، فرهاد أصلاني ، سالومي ديموريا ، سوهان بنشا،وأحمد بواشوغلو.
وشملت قائمة حكام أفضل فيلم “محمد علي باشهأهانغر، وبارماك أكرم، وفييرا لانغروفا”.
اما حكام قسم بين الأديان فهم: توماسکرول، محمدرضا زائري، والري بو دو مارناك.
وحكام جائزة النت باك هم: رامان تشاولا، حبیباحمدزاده، آصیف رستم‌اف.

وذيل حفل الإختتام بحفل موسيقى اقامه “شهراموحافظ ناظري”.