دمشق: آمنة ملحم|
ما بين الأحياء الفقيرة والفارهة، مرورا بالنوادي الليلية ومكاتب ضباط الشرطة، يتنقل فريق عمل مسلسل ” أولاد الشر ” مع المخرج طارق سواح، عاكسا وجوها تلائم ملامحها الشخصية والاجتماعية كل مكان تحل فيه، ليتشكل من خلال ذلك خليطا مجتمعيا قد يجمعه المكان، لكن تفرقه بذور النشأة المجتمعية والظروف المحيطة.
وللتعرف على تفاصيل العمل زارت ” شاشات” مواقع التصوير، حيث التقت مخرجه وأبطاله. وقال سواح بأنه “مسلسل اجتماعي بوليسي، يعكس عبر شخصياته المتعددة خفايا الإنسان التي تنبت معه منذ الصغر، نتيجة مواقف مر فيها بمراحل حياته المختلفة. وسنرى فيه علاقات الحب والفشل والمصلحة والكوميديا اللايت. كما يدخل في عالم الجريمة في إطار تشويقي أقرب “للأكشن” من مشاهد الدماء التي يحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان، هي جرائم قتل وخطف ونهايات خفية للبعض تدور أحداثها في الزمن الحالي، ولكن بعيداً كلياً عن الأزمة السورية”.
ويؤكد سواح حرصه على الابتعاد عن الجرأة الجسدية التي تجعل العمل موجهاً لكل فئات المجتمع، وقابلاً للمتابعة من مختلف المراحل العمرية.
شخوص العمل متنوعة وكل منها يحمل خطاً درامياً منفصلاً، حيث يجسد الفنان أندريه سكاف شخصية ” أبو شادي” الذي قد يبدو للبعض بأنه شخص مصاب بالجنون، إلا أن تجربة احتراق أبنائه أمام عينه وحالة اللوم التي يلقيها على نفسه ها هنا، تجعله يعيش حالة كآبة داخلية وحزنا دائما. ورغم محاولات جارته ليلى “شكران مرتجى” احتضانه كعائلة له بحكم مشاعر الحب التي تحملها له، إلا أن النهاية لن تكون كما تتمنى.
ومع شخصية ” كارول” جاءت عودة الفنانة نادين سلامة إلى الدراما بعد غياب عدة سنوات، لتقديم وجه مختلف في الشكل والمضمون عما قدمته سابقا، وهي الفتاة التي ستبدو شريرة في البداية، وتعتقد سلامة أن الجمهور سيكرهها لما تحمله من سلبيات، ولكنه ربما سيتعاطف معها في نهاية العمل.
ويشارك في العمل الفنان اللبناني مايكل كبّابة عبر شخصية جود، الذي يحمل ايضا الشر والقسوة، إلا أنه بين أصدقائه سنجده محبا وطيب القلب. جود هو الطالب الجامعي غير الملتزم جامعيا سوى بشلته، وبالفتيات اللواتي يلاحقهن.
ومن ضمن “شلة” الجامعة سنجد الفنانة عهد ديب تجسد دور “عبير”، وهي تحب جود كثيرا وتسعى دائما لكسب قلبه إلا أنها لا تنجح، منوهة بالخط التشويقي والمثير في العمل المستمر بكافة حلقاته حتى النهاية.
ويستمر أيضاً الفنان يحيى بيازي في تقديم النمط السلبي من الشخصيات، إلا أنه يؤكد اختلاف الشكل والأداء عن أدواره الأخرى، فهو “مروان” الشاب الفقير الذي يسعى باستمرار نحو المال وبمختلف الوسائل التي تتاح أمامه.
ومع ” أولاد الشر” يحقق الفنان يزن السيد ظهورا مختلفا هذه المرة، حيث اختار الخروج من عباءة الشاب “الدنجوان” ليجسد شخصية الضابط ” مهيار”، الذي يلاحق الجرائم التي ترتكب في العمل سعيا لكشفها وفك ألغازها، حيث سنراه بالخط البوليسي المشوق.
وتشكل الفنانة ميريانا معلولي خطاً رئيسيا في العمل، حيث ستكون مفتاحا للكشف عن بعض الجرائم فيه، وهي تجسد دور “عفاف” المرأة المطلقة التي ترعى أمها المريضة وأبناءها، وتحاول العمل في مكان غير مقبول اجتماعيا عن طريق سائق التاكسي “رضا”، إلا أنها لا تنجح في كل مرة فيطلق عليها لقب ” المنحوسة “. وفي آخر محاولة لها تكون ضحية جريمة قتل، ومع اكتشاف فاعلها تتكشف خيوط جرائم أخرى .
وترى معلولي ضرورة نقل صورة هذا النمط من الشخصيات في الحياة، علها تكون درسا اجتماعيا قد تنعكس نتائجه إيجابا على المجتمع .
ومع هذه الشخصيات وشخوص أخرى، يواصل العمل رحلته ليكون جاهزا في شهر رمضان. وهو عن نص للكاتب علي خياط، سيناريو وحوار ربا الحمود. ومن إنتاج “شركة رشاء الدولية” كباكورة لأعمالها الدرامية.
شاركنا النقاش