دمشق” آمنة ملحم|
ان حفلا فنيا يحمل اسم الموسيقار القدير الراحل سهيل عرفة كان كفيلا بإعادة عبارة “نفذت البطاقات” إلى مسرح دار الأوبرا في دمشق.
بعد توقف سلسلة القذائف التي طالت دمشق والدار المطل على قاسيون، أطلت روح عرفة امس مع إطلالة ابنته الفنانة الشاملة أمل عرفة، التي غنت مستحضرة أجمل ما ضمت مكتبته الموسيقية برفقة الفنانة ليندا بيطار، والفنان ريان جريرة، في حفل تكريم الراحل، بدعوة من وزارة الثقافة. قُدمت الاغاني برفقة الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة عدنان فتح الله، وكورال “ألوان” بقيادة حسام الدين بريمو. فتهامس الحضور كان مسموعا بأنهم لن يفوتوا حفلا كهذا، لتكريم قامة لطالما تغنى السوريون بهويتها السورية.
سهيل عرفة هو ابن دمشق الذي وزع ألحانه على العالم العربي، مع نخبة من نجوم الغناء السوري والعربي مثل: وديع الصافي، صباح، نجاح سلام، شادية، دلال شمالي، فهد بلان…. وذلك في زمن الفن الجميل العابق بموسيقى عكست دائما عبقرية مؤلفها. وكان لأغاني الطفولة حصة كبيرة منها، وعبر بوابتها نال عرفة لقب الموسيقار بأغنية “غنوا معنا لطفولتنا” التي جالت العالم، ونالت جوائز عالمية، وحضرت بالحفل بأصوات كورال “ألوان”.
أمل عرفة اختصرت كلمتها على خشبة المسرح بالقول: “عندما كنت في المعهد العالي للفنون المسرحية، تعلمت أن من مبادىء الخشبة تخيل الجمهور شخص واحد، واليوم أتخيل الحضور كله شخصا واحدا هو أبي. شكرا وزارة الثقافة على تكريم سهيل عرفة، كنت أتمنى لو أنه ما زال على قيد الحياة ليرى سوريا وهي تتعافى”.
وفي تصريح ل”شاشات” أعربت الفنانة امل عرفة عن سعادتها الكبيرة بالحفل، وبمشاركة الفرقة الوطنية للموسيقى العربية، والفنانة ليندا بيطار وريان جريرة، وبالحضور الكبير الذي لمست بأن وجوده هو بدافع المحبة وليس بدافع الواجب.
ونوهت عرفة بأنها من الممكن أن تعيد غناء أغان من مكتبة والدها الموسيقية، التي أورثها إياها كلها.
واختارت عرفة للحفل غناء أول أغنية قدمتها من ألحان والدها “صباح الخير”، والتي شكلت انطلاقتها الى عالم الفن، وآخر أغنية قدمها لها “عليك السلام” وسجلتها بعد رحيله. كما غنت “ع البساطة” بعفوية كبيرة نالت تفاعلا من الجمهور، وقدمت “ديو” مع ريان جريرة عبر أغنية “بلدي الشام وأهل الشام”.
ومع تسلمها الدرع التكريمي باسم والدها سهيل عرفة مقدما من وزارة الثقافة، كان لدموع الفخر والفراق حضور على وجنتي عرفة، المعروفة بتعلقها الشديد بوالدها الغائب الحاضر معها بدمها وعروقها.
الفنانة ليندا بيطار غنت في الحفل”من قاسيون” والأغنية التراثية “يا طيرة طيري” لشادية والتي تلامس قلبها، فكانت خيارها الخاص وفق حديثها ل”شاشات”، معربة عن سعادتها بالحفل لتكريم قامة موسيقية كبيرة لها بصمة خاصة في الموسيقى السورية، منوهة بأن الحفل يحملها مسؤولية كبيرة عبر غناء أغان قدمها كبار المطربين وتربت عليها أجيال.
كما أكدت فخرها بمشاركة الفنانة المبدعة بكل المجالات أمل عرفة التي تعتز بصداقتها، ووجود بيطار في الحفل كان خيار عرفة الشخصي، متمنية أن يكون الحفل فاتحة لأعمال مشتركة بينهما.
بدوره اعرب الشاب ريان جريرة عن فخره بالوقوف على مسرح الأوبرا في يوم مميز لتكريم قامة موسيقية عريقة أبدعت أجمل الألحان، معتبرا الحفل بوابة للحفاظ على الفن الأصيل، والغوص فيه للتعلم منه على الدوام.
وعن خصوصية الموسيقار عرفة تحدث قائد الفرقة الوطنية للموسيقى العربية فتح الله بأن عرفة ساهم برسم هوية الأغنية السورية، وساهم بانتشارها في الوطن العربي، فغنت له نجاح سلام، وديع الصافي، فهد بلان، وأمل عرفة وكثر من أهم الأصوات العربية.
ولفت فتح الله الى أن الحفل هو حالة توثيقية لأعمال عرفة بأصوات سورية شابة، وعبر هذا التوثيق يدرك الموسيقيون إلى أين وصل الرواد ليكملوا الراية، بما يسهم بتطوير الأغنية السورية.
وما بين ولادة سهيل عرفة في العام 1935 ورحيله في الخامس والعشرين من أيار 2017 رحلة عطاء وإبداع ستبقى خالدة في ذاكرة الفن العربي.
شاركنا النقاش