فاتن قبيسي|
“بعدني صغيرة.. ضيعاني موت انا”. بهذه العبارة خاطبت امل حمّادة السيد حسن نصرالله. يومها وجهت له رسالة مصورة، عرّفت فيها عن نفسها: “انا المعروفة بمدام انقرضو الرجال”.
انها العبارة التي اطلقتها عبر شاشة “المستقبل” وهي تبدي رأيها بالواقع على طريقتها. وقد شهرتها لتصبح نجمة “السوشيل ميديا”، كما استضافتها على اثرها بعض المحطات التلفزيونية.
“جايي العمر قدامي”، قالت ابنة الواحد والاربعين عاما في رسالتها لنصرلله. وهو الفيديو الاخير لها. لم يصدق حدسها هنا، فقد غدرها الموت باكرا، الا انها اقتربت كثيرا في تقديرها لسبب الموت اذ قالت: “اذا بدك تاخدني لعندك عطيني خبر، احسن ما روح فيها بسكتة قلبية”.
هكذا فاجأنا خبر موتها امس بالسكتة الدماغية، وبلا مقدمات. الفتاة التي كانت تضج بالحياة، وبروح الدعابة، وبالنقد الصريح، الذي لا تجامل فيه ولا تتلون. تحوّل كلامها مع الوقت باللهجة الجنوبية الى شواهد وعبارات مختارة تُستخدم في الفيديوهات. كان البعض يعلّق على الاحداث بصوت امل حمادة، ويتهكم بلسانها، ويدعم وجهة نظره بردود افعالها.
استطاعت الراحلة ان تصبح “ظاهرة” بحد ذاتها. خفة ظلها وصراحتها الوافرة كانت تتجاوز اسلوبها النافر احيانا في الانتقاد. “القلب نظيف” قالت في رسالتها الى نصر الله وهي تعرّف عن نفسها. وهو ما كان يلمسه الكثيرون بالفعل، وهي تتحدث بلا قفازات وبلا اقنعة.
لم يسلم بعض السياسيين والفنانين من لسانها. كانت احيانا بمثابة فشة خلق، خصوصا في ما خص بعض الزعماء. لطالما انتقدت الواقع في اطار الكوميديا السوداء. اتخذت من “شرطة المشاهير” منبرا لها. شنت هجوما عبر حلقات على بعض الشخصيات، ووجهت النصائح “على طريقتها” للبعض الآخر. وهي إذ احبها متابعون وانتقدها آخرون، الا انها كانت مصدر ابتسامة للكثيرين. اليوم ووريت الثرى في مدينتها النبطية.. لتغيب عنا نهائيا تلك “الحالة” المثيرة للجدل!
أمل حمادة.. كانت فعلا تضحكنا!
شاركنا النقاش