[sam_zone id=1]

القاهرة: دعاء حسن|

شهدت مسابقة “آفاق السسينما العربية” التي تندرج ضمن فعاليات “مهرجان القاهرة السينمائي” في دورته ال 41 ، مشاركة 12 فيلما عربيا، واستطاعت هذه الأفلام أن تلفت الأنظار إليها سواء بالاعجاب أو باثارة الجدل حولها، علما بأن ستة منها نالت سمعة دولية في مهرجانات كبرى توجت فيها بجوائز، أما الأفلام الستة الأخرى فقدمت في عروضها العالمية والدولية الأولى.

وخلال هذه الدورة قررت إدارة “مهرجان القاهرة السينمائي” التوسع فى مسابقة “آفاق السينما العربية”، وذلك من خلال: اولاً زيادة عدد أفلام المسابقة إلى 12 فيلما بدلا من 8 كما كان سابقا، وثانياً إضافة جائزتين جديدتين، تمنح الأولى لأفضل فيلم غير روائي، والأخرى لأفضل أداء تمثيلي، ليصل إجمالي الجوائز التى تقدمها المسابقة إلى 4 جوائز، بعد ان كانت تقدم فى الدورات السابقة جائزتين فقط هما؛ سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة والتى تحمل اسم صلاح أبو سيف.

أما القرار الثالث فيقضي بزيادة أعضاء لجنة تحكيم مسابقة آفاق عربية إلى 5 أعضاء بدلا من 3 فقط كما كان سابقا، ويترأس اللجنة الناقد والمبرمج الكندي بيرس هاندلنج، وتضم فى عضويتها كل من الممثلة المصرية هنا شيحة، والمنتج البلغاري ستيفن كيتانوف، والمنتجة المغربية لميا الشرايبي، والمؤلف الموسيقي التونسي أمين بوحافة.

وافتتحت عروض أفلام مسابقة “السينما العربية” هذا العام بعرض الفيلم التونسى “بيك نعيش” (الصورة) ، للمخرج مهدي البرصاوي، الذى فاز بطله سامي بوعجيلة بجائزة أحسن ممثل فى قسم آفاق في الدورة 76 لمهرجان فينسيا السينمائي فى ايلول (سبتمبر) الماضي. الفيلم تم اختياره ضمن 14 مشروعا للمشاركة فى النسخة الرابعة “لملتقى القاهرة السينمائي” فى الدورة 38. وتدور أحداثه بعد ثورة الياسمين فى تونس، حول أسرة تتحول عطلتها الأسبوعية إلى جحيم، بعد إصابة الابن بطلق ناري فى حادث إرهابي. وفيما يتطلب علاجه زراعة كبد، تظهر خلافات عائلية مفاجئة تهدد حياة هذا الطفل. وحظي الفيلم بالاعجاب خلال عرضه ضمن فعاليات المهرجان .

ومن الأفلام التي نالت الاعجاب ايضا الوثائقي السوداني “أوفسايد الخرطوم” للمخرجة مروة زين، وتتناول أحداثه مجموعة من النساء الشابات فى الخرطوم، يقررن تحدي الحظر المفروض من الحكم العسكري الإسلامي للسودان، وتأسيس فريق كرة قدم احترافي، فشلن فى الحصول على تصريح رسمي بتشكيله.

ولفت الانتباه ايضا الفيلم العراقي “شارع حيفا” للمخرج مهند حيال، وتدور أحداثه في العام 2006، حيث بغداد يمزقها الاقتتال الطائفي، وشارع حيفا التاريخي يتحوّل مركزًا للصراع.

ومن الأفلام التي لفتت الانتباه عند عرضها الفيلم السوري “نجمة الصبح”، للمخرج جود سعيد، والذي اثار غيابه عن حضور الفيلم جدلا واسعا داخل المهرجان، حيث تردد انه تم منعه من السفر. في المقابل ارسل جود رسالة لجمهور المهرجان أكد فيها انه لم يتمكن من الحضور بسبب تأخر حصوله على التأشيرة.

ومن الأفلام التي اثارت الجدل ايضا داخل المهرجان الفيلم العراقى “بغداد فى خيالي” للمخرج سمير عز الدين حيث يتناول المثلية الجنسية من خلال كاتب فاشل، زوجة مختبئة، ومتخصص فى تكنولوجيا المعلومات يخفي ميوله الجنسية.

كذلك اثار الجدل الفيلم اللبناني “بيروت المحطة الأخيرة” للمخرج إيلى كمال نتيجة غموض فكرته، علما بأنه يعرض لأول مرة عالميا، وشارك في ملتقي القاهرة السينمائي خلال مرحلة كتابته، ويستكشف مفاهيم الحدود والهوية والانتماء فى منطقة من العالم كُتب عليها أن تكون دائمة الاضطراب.

ومن المغرب عرض فيلمان، الأول “من أجل القضية” للمخرج الكبير حسن بنجلون. وذلك لأول مرة عالميا، ويدور حول العازف الفلسطيني “كريم” الذى يعيش قصة حب مع المغنية الفرنسية “سيرين”، ويقرر الخروج من المغرب باتجاه الجزائر، من أجل المشاركة فى حفل لفريقهما الغنائي فى وهران. لكن وبسبب قوانين الحدود العبثية يجدان نفسيهما ممنوعين من دخول الجزائر، ومن العودة إلى المغرب. أما الفيلم الثاني فهو “نساء الجناح ج” للمخرج محمد نظيف، وهو ذو طابع نسوي، يتناول حياة اربع سيدات تعشن أصعب أوقات حياتهن داخل مصحة نفسية .

واستطاع الفيلم الروائي الجزائري “باركور” للمخرجة فاطمة الزهراء زموم أن ينال الاعجاب فى عرضه الدولي الأول، وتدور أحداثه ذات صباح، عندما يتجه الجميع إلى صالة الأعراس لأسباب متباينة، منهم البائع المتجول والعاملة فى المطبخ والمغنية وغيرهم، وكلهم لديهم دوافعهم المختلفة لحضور زفاف خالد وكميلة.

كذلك الامر بالنسبة الى الفيلم الروائي السعودي الإماراتي العراقي المشترك “سيدة البحر” للمخرجة شهد أمين، وتدور أحداثه فى أجواء من الديستوبيا، وداخل قرية متعصبة. ويتناول قصة فتاة صغيرة تحتضن مصيرها عندما تقف وحدها ضد أسرتها وضد تقليد القرية.

وشهدت المسابقة ايضا عرض الفيلم التونسي “ع البار” للمخرج سامي التليلي فى عرضه الدولى الأول، ويتناول الذاكرة الجمعية التونسية للعام 1978 كونه مرتبطًا بالفريق الوطني ورحلته الملحمية إلى كأس العالم في الأرجنتين.

كما عرض الفيلم الوثائقي المصري “نوم الديك فى الحبل” للمخرج سيف عبدالله فى عرضه العالمي الأول، وهو بمثابة قصيدة لكل اللاجئين قى العالم الذين يبحثون عن الانتماء والشعور بالهوية ويكافحون للعيش والتمسك بالأمل، ومن خلال تنوع الشخصيات من السودان التي تعيش في القاهرة، نكتشف تفاصيل معقدة من حياتهم، لترسم واقعاً حيوياً حول ماهية اللاجئ.

في هذا المقال

شاركنا النقاش