فاتن قبيسي|
لا مغالاة في القول بأن الفنان أحمد الزين هو رافعة مسلسل “ما فيي” الذي يعرض عبر “mtv”. ليست النية هضم حقوق غيره من الفنانين المشاركين في العمل، ولكن الزين قدم دوره باتقان قل نظيره، ويعكس خبرته وغنى سيرته الفنية المخضرمة.
قدم الزين دور “البيك” في “ما فيي” ( كتابة كلوديا مرشليان واخراج رشا شربتجي). شخصية صعبة ودور بطولي، تمتد مشاهده على مدى حوالى 400 مشهد. أداها الفنان السبعيني كعادته بثقل درامي وحرفية. ورغم وفاة شريكة عمره في منتصف طريق التصوير، الا انه عض على جرحه واستأنف عمله بالمستوى الفني ذاته، كي لا يوقف عجلة العمل.
حمل الزين الم غياب زوجته هدى بين ضلوعه، وهو المعروف بأنه كان السند والمعين لها في اصعب ايام مرضها، الذي دام سنوات طويلة. يعيش الرجل وفاءَ لعمله تماما كوفائه لعائلته. مكان التصوير عادة هو منزله الثاني الذي يقصده حاملا اليه كل ود.. وشغف.
لا شك ان المشاعر تختلط على “ابن البلد” اليوم. فهو يقطف نجاحه في “ما فيي” وسط عبارات الاعجاب والتقدير من قبل المحيطين، وعبر تعليقات الناشطين على “السوشيل ميديا”، فيما ترك منزله مؤخرا بسبب الوحشة التي استبدت به. خاض المسلسل بمواكبة زوجته، ويحصد اليوم ثماره في غيابها.
من يعرف أحمد الزين عن قرب، يدرك أنه بقدر ما فيه من روح النكتة والطرافة، فهو عاطفي الى حد البكاء. تماما كما يجيد الكوميديا ويحترف التراجيديا على خط متوازٍ. إنه “بلدوزر” الشاشة!
في دردشة سريعة مع “شاشات” يقول الزين: “بعد 54 عاما في التمثيل، أصداء دوري في “ما فيي” جعلتني اولد من جديد”.. هذه الاصداء تتبلور أكثر فأكثر من خلال التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن النعوت التي نسبها اليه الناشطون هي من قبيل: “المبدع”، “العملاق”، “الرائع”، “العظيم”، “القدير” …
وهي من المرات النادرة جدا التي يتعاطف فيها المشاهد الى هذا الحد مع شخصية شريرة او قاسية. وهي شخصية “البيك”. وكلمة السر بالطبع هي التماهي مع الدور.. الى حد الابهار. جذب الزين شريحة واسعة من الجمهور في لبنان وبلاد الاغتراب، سيما في ابو ظبي، واستراليا، والولايات المتحدة، وكندا.. وهذا ينعكس من خلال التعليقات على موت الشخصية في العمل، ومنها:
“المسلسل لن يستحق المتابعة بعد موت بطله الكبير احمد الزين، لأنه كان رافعة المسلسل”. “مش حلو المسلسل بلا ابو فوزي”. “اكبر خطأ إنهاء دور احمد الزين لانه كان نواة القصة”. “بعدني مش مصدقة انو يتوفى ابو فوزي، على قد قساوتك رح نفتقدلك يا ابن البلد المخضرم”، “انه بطل في دور “البيك”، يقدمه بطريقة تفوق الخيال”، “بفقد لضربة عصالك يا ابو فوزي”…
هذه الأصداء وغيرها حملت الى أحمد الزين مشاريع أدوار جديدة، لكنه فضل أخذ قسط من الراحة، قبل الخوض في أي عمل جديد. فالدراما بالنسبة اليه هي عطاء وجداني، وليست مجرد مهنة للارتزاق.. او وسيلة للظهور.
شاركنا النقاش