بعد حوالى خمسين حلقة قدمها الفنان القدير أحمد الزين في مسلسل “للموت” بأجزائه الثلاثة، طويت شخصية “عبدالله” مع وفاتها مؤخرا.
شخصية قدمها الفنان اللبناني بصدق لتلامس القلوب، وهي التي تحمل بذور الحب والخير، منذ كان يبحث عن حب حياته “حنان” (رندة كعدي) ، حيث كان يملك قلب شاب، فيحسّن هندامه، ويرش عليه العطر، ويحمل اليها باقة ورد. كما كان يملك قلب أب لم ينجب، بتبنيه وزوجته “حنان” لبنت الشارع “خلود” (تالين أبو رجيلي)، وصولا الى احتضانه لمن حوله وخاصة “رشيد” (منير شليطا).
و”عبدالله” الذي كان يبحث طوال الوقت في الجزء الثالث عن أمه الراحلة، طرح موضوع الـ”ألزهايمر” من خلال مشاهده المؤثرة، ولعل مشهده ما قبل الأخير وهو يصرخ “يا إمي” على سطح المبنى كمن يتحرق للقائها، شكل فعلاً جواز عبور اليها، حيث أنه لم يصمد في المستشفى في رحلة وداعه الأخيرة.
جميل أحمد الزين في أدائه، في عفويته وصدقه، في حبه لفنه الذي لا يشيخ، ولا يخفت وهجه. يشكل الفنان المخضرم اضافة معنوية كبيرة للعمل الذي يشارك به، فهو برَكة المسلسل، (كما ذكرنا في مقال سابق) وأدواره في السنوات الأخيرة وصولاً الى “للموت” تشكل عصارة تاريخه الفني العريق وتجربته الغنية في الدراما. هو الذي بدأ مسيرته في عمر الـ17 عاما، ولا يزال يمارس عشقه للفن حتى اليوم بالحماس نفسه. ويقول في احدى المقابلات:
“أولا، أنا أعشق التمثيل، ثانياً، أنا من جماعة الـ “لا”، كوني أختار عملاً واحداً من بين 3 أو 4 أعمال تعرض عليّ، ثالثاً أنا أب لأربعة أولاد ( 3 شباب وصبية)، وجد لـ 11 حفيداً”.
بعد حوالى ستين عاما من العطاء.. أحمد الزين لا تتوقف.. ننتظر منك المزيد.
مسلسل “للموت” الجزء الثالث، بطولة ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، مهيار خضور، أحمد الزين، يامن الحجلي، ورد الخال، فايز قزق، محمد عقيل، كارول عبود، وسام صباغ، رندة كعدي، إخراج فيليب أسمر ، كتابة نادين جابر، انتاج “إيغل فيلمز”.
شاركنا النقاش