دمشق: آمنة ملحم|
اجتمع الفنان وائل رمضان على طاولة مستديرة مع فريق عمل مسلسله الجديد الذي يتولى دفة إخراجه لموسم 2019 “ناس من ورق”، عن نص كتبه السيناريست أسامة كوكش الذي حضر الجلسة.
اجتماعات الطاولة التي تسبق التصوير، والتي افتقدتها الدراما السورية في السنوات الأخيرة، جاءت تكريسا لتبادل وجهات النظر والتحضير الجاد للعمل بتفاصيله، حيث وجه رمضان ملاحظاته مطالبا الجميع بضرورة الابتعاد التام عن المبالغة في الأزياء والمكياج والبقاء على الشكل الطبيعي للفنان، الأمر الذي يجلعه أقرب الى الناس وحياتهم اليومية.
هكذا كانت الأجواء قبيل المؤتمر الصحافي الذي عقدته “المؤسسة العامة للانتاج الاذاعي والتفزيوني” المنتجة للعمل، في اطار مشروع “خبز الحياة” بإشراف المخرج زياد الريس.
المخرج رمضان عرّف عن العمل بأنه اجتماعي تراجيكوميدي، ويأتي قريبا من روح وإحساس الناس، بعيدا عن “الفزلكة”، فلا كوميديا مباشرة ولا تراجيديا عميقة. انه عمل اجتماعي لطيف متنوع جدا يعكس شرائح عديدة من المجتمع، مع كادر درامي اختاره رمضان بدقة شاملا توليفة كبيرة من النجوم السوريين، الذين لهم جمهور واسع، ويتوزعون ما بين فنانين أساسيين وثابتين، مع ضيف سيحل في كل حلقة ليغنيها دراميا.
ويؤكد رمضان بأن تجربته الإخراجية هذه لم تأت لرغبة في الاخراج فقط، فعروض كثيرة قدمت له في السنوات الاخيرة، ولكن نص هذا العمل جذبه بشدة، ووجد أنه قادر على تقديمه بما يلامس روحه ويحقق له المتعة. وقد اجتهد مع الكاتب كوكش للوصول الى صيغة مرضية لكل التفاصيل بدءا من العنوان “ناس من ورق”، والذي اختاره رمضان، اذ انه عنوان لمسرحية سابقة للسيدة فيروز، فأحب إحياءه لشعوره بأنه العنوان الأقرب لروح النص.
ويعرج رمضان على الظروف الانتاجية الجيدة التي توفرها “مؤسسة الانتاج” للعمل، آملا أن يكون على مستوى الطموحات المرجوة.
بدوره، يلفت الكاتب أسامة كوكش إلى أن العمل متصل منفصل، زمن الحكاية في كل حلقة 40 دقيقة، وهي ساعة من ساعات النهار التي نعيشها بعيدا عن الازمة بشكل كلي. فالعمل انساني وعميق جدا يسبر اغوار النفس البشرية، وهو بعيد عن القسوة في المعالجة الانسانية البحتة.
وينوه كوكش بأن أحداث العمل تدور بنسبة 80% منها في بناء يضم أربع عائلات رئيسية، مع ضيف بطل يحل عليهم في كل حلقة، مؤكدا بأن المكان هو بطل إضافي في العمل وركن أساسي فيه، انطلاقا من مدخل البناء وحتى سطحه، بما يضمه من بيوت متعددة مع أماكن أخرى من حدائق وشوارع ستشهد احتكاكا مع الاخرين.
وعن نمط الكوميديا التي يعكسها المسلسل، يوضح كوكش ل”شاشات” بأن لا وجود للكركترات فيه نهائيا والتي يراها مسألة نادرة في الحياة، بل يقوم العمل على المواقف الانسانية، المضحك فيها والمبكي، مع حلقات تحمل التراجيديا والبسمة معا، فهو عمل عن شخوص تشبه أناس من حولنا تبكي وتضحك وتحبط وتتفاءل .
أما عن عنوانه “ناس من ورق” فيرى فيه انعكاسا لحكايات أناس تكتب على ورق، وتطرز سطوره بتفاصيل تلك الحكايا. ويبقى مشروع كتاباته الانسانية هو الأهم بالنسبة له، حيث يؤكد على تقديسه للنفس الانسانية البشرية.
واجمع الفنانون الحاضرون في المؤتمر- وهم سلمى المصري، جرجس جبارة، فايز قزق، روعة ياسين، رنا العظم، معن عبد الحق، سوزانا الوز، وئام الخوص، والطفل علي رمضان- على الانسانية العالية للحدوتة التي تحمل أجواء افتقدتها الاعمال الدرامية في السنوات الاخيرة، وعلى ان أبرز ميزات العمل هو توجهه للأسرة كلها، كما انه قريب من الحياة ويعالج قضاياها بطريقة قريبة الى الطرافة والمرح، ويعيد للدراما السورية نمطا حقق بصمة وشعبية كبيرة بتوجهه للعائلة بمختلف أعمار أفرادها. وهو مناسب للشاشة الرمضانية مع أسرة فنية ابدى الجميع تفاؤله بها.
ومن الفنانين الأساسيين المشاركين في العمل: امانة والي، جرجس جبارة، فايز قزق، سلمى المصري، روعة ياسين، ولاء عزام، معن عبد الحق “ناطور البناء”، سوزانا الوز “اخت الناطور” والطالبة الجامعية، رنا العظم “الفتاة الأنانية” كنموذج لبعض الشابات.
اما عن ضيوف الحلقات فيشارك فيه : الفنان القدير دريد لحام، صباح الجزائري، نادين خوري، سلاف فواخرجي، صفاء سلطان، ديمة قندلفت، بشار اسماعيل، اندريه سكاف، سليم صبري، ثناء دبسي، حسين عباس، نورا رحال، يحيى بيازي، عبير شمس الدين… ومجموعة أخرى تتوزع على مدار الحلقات. كما ستحمل الموسيقى التصويرية للعمل بصمة الموسيقي سعد الحسيني.
شاركنا النقاش