ضياء عبد الوهاب|
في وقت يحصد فيه فيلم “Shape Of Water” (شكل الماء) اكبر عدد من ترشيجات جوائز الأوسكار والذي بلغ 13 ترشيحاً، وينال جائزتي “غولدن غلوب” عن أفضل إخراج وأفضل موسيقى تصويرية لهذا العام، يتعرض مخرجه غييرمو ديل تورو للمرة الثانية الى تهمة سرقة فكرة فيلمه، والذي شاركت بكتابته الكاتبة فانيسا تايلر.
وها هو مخرج “شكل الماء” ينفي مجددا تلك الاتهامات، التي ربما تعود الى النجاح الكبير الذي حققه الفيلم، وإشادات النقاد به باعتباره أفضل فيلم للمخرج ديل تورو منذ فيلمه “Pan’s Labyrinth” ( متاهة بان) في العام 2006. ناهيك عن تصدر الفيلم قائمة أكثر الأفلام شعبية لهذا الأسبوع.
تدور أحداث الفيلم حول الايزا “سالي هوكينز” الموظفة كعاملة تنظيف في منشأة حكومية سرية، في مدينة بالتيمور، ابان فترة الستينيات خلال الحرب الباردة. الايزا التي عاشت طفولتها في ملجأ للأيتام وتعرضت لحادثة في عنقها أدت إلى تضرر حبالها الصوتية وعدم قدرتها على النطق، تستخدم لغة الإشارة للتواصل، فقط مع صديقيها الوحيدين جارها جايلز “ريتشارد جنكينز”، وزميلتها في العمل زيلدا “اوكتافيا سبنسر”.
يأتي العقيد ريتشارد “مايكل شانون” بكائن برمائي غريب له قوام البشر للمنشأة لدراسته ومحاولة الاستفادة منه، في سباقهم للفضاء مع السوفيات. وحتى تلك اللحظة تعيش الايزا حياة رتيبة ومنظمة، حيث تستيقظ في الصباح، تعد الفطور لها ولجارها جايلز، تذهب إلى العمل وتقضي يومها في التنظيف والاستماع إلى صديقتها زيلدا، ثم تعود إلى المنزل وتشاهد التلفاز حتى يأتي وقت نومها.
لكن بعد وصول هذا المخلوق الغريب، ينتابها الفضول وتحاول التواصل معه خفية، حيث يكون محجوزاً ومكبلاً في إحدى حجرات المنشأة، لتتشكل رابطة بين الاثنين. فالمخلوق يجد شخصاً يتواصل معه بلا صراخ أو استخدام للعصا الكهربائية كما يفعل ريتشارد معه، والايزا تجد فيه العديد من النقاط المشتركة، فكلاهما وحيد ولا يستطيع النطق والكلام، وتصبح زيارتها له منتظمة، حتى تسمع بأنهم يسعون الى قتل الكائن البرمائي لتشريحه. عندها تفكر بمحاولة تهريبه من المنشأة بمساعدة جارها جايلز، الذي يرفض في البداية ثم يوافق بعد إصرارها الشديد.
تُحضر الايزا الكائن إلى منزلها بعد أن تورط صديقتها زيلدا أيضاً في عملية تهريبه، وتضعه في حوض الاستحمام في منزلها لأنه لا يستطيع البقاء طويلاً من دون ماء، منتظرةً موعد هطول الأمطار لتستطيع إطلاقه في قناة المجرى المائي في المدينة. ثم تبدأ قصة حب غريبة بين الايزا وهذا الكائن البرمائي، والذي يظهر قدرات عجيبة كشفاء جروح تسبب بها لجايلز، أو ظهور شعر على رأس جايلز الأصلع بعد أن لمسه الكائن. ويمتعنا ديل تورو بمشهد متخيل تؤدي فيه الايزا أغنية بصوتها، ونراها على المسرح تغني وترقص مع الكائن بكل سعادة.
في هذه الأثناء يستمر ريتشارد في محاولة استرجاع الكائن، حتى لا يتعرض للعقاب والفشل في المهمة الموكلة إليه. ويتوصل إلى الفاعل الحقيقي في نفس اليوم المقرر فيه إطلاق الكائن في القناة المائية. فكيف ستنتهي الأحداث وقصة الحب الغربية؟
يذكر أيضاً أن الفيلم شارك في مهرجان فينيسيا العالمي للأفلام ال74، وحاز فيه على جائزة الأسد الذهبي. كما عُرض في مهرجان تورنتو العالمي للأفلام. ويتم تحويل الفيلم إلى رواية تكتب من قبل ديل تورو نفسه، بمشاركة الكاتب دانيال كروس، على ان تصدر في نهاية الشهر الحالي.
شاركنا النقاش