اثار منع الرقابة اللبنانية لعرض فيلم “The Post” للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، جدلاً إعلامياً وثقافياً في لبنان، بعد اعلانها ان سبب المنع هو تبرع سبيلبيرغ لإسرائيل أثناء حرب لبنان 2006 بمبالغ ضخمة- مع العلم أنه تمت الموافقة على عرض عدة أفلام له في السنوات التالية- بالإضافة إلى أن اسمه مدرج على قائمة “حملة مقاطعة إسرائيل”.
ولكن ماذا عن الفيلم؟
الفيلم الذي يحقق المرتبة الثانية في شباك التذاكر الأميركية بإيرادات وصلت إلى 28 مليون دولار، كان قد حصل على 73 ترشيحاً لجوائز مختلفة، حاز منها على تسع جوائز حتى اليوم.
ويندرج الفيلم تحت فئة أفلام السيرة الذاتية، ويجمع لأول مرة توم هانكس وميريل ستريب. ويتناول المعركة القضائية التي قادتها صحيفة “واشنطن بوست” ورئيستها كاثرين جراهام ضد الحكومة الأميركية، وتتعلق بنشر وثائق سرية، عبارة عن دراسة تمت بطلب من وزير الدفاع الأميركي روبرت ماكنمارا العام 1967 تبحث تورط أربعة رؤساء أميركيين في استمرار الحرب في فيتنام، وكذب الحكومة الأميركية بخصوص دورها في الحرب، وقام المحلل الاستراتيجي في وزارة الدفاع دانيال إلسبيرغ بتسريبها في العام 1971.
في البداية وصلت الوثائق الى صحيفة “نيويورك تايمز” ونشرتها، وتم إصدار قرار بوقف النشر بحجة تهديد الأمن القومي، لتتمكن صحيفة “واشطن بوست” من الحصول على الوثائق، واتخاذ القرار من قبل رئيس التحرير بن برادلي على النشر بعد موافقة كاثرين، رغم خطر المحاكمة أو حتى دخول السجن، معتبرةً أن “الصحيفة مخصصة لتقديم الأخبار المذهلة ولمصلحة الأمة وتعمل وفق مبادئ الإعلام الحر”. وفعلاً تقدمت الحكومة إلى المحكمة بطلب لمنع “واشنطن بوست” من استكمال النشر، لتقوم بعدها عدة صحف أخرى بنشر باقي الوثائق. فتتحول القضية إلى المحكمة العليا، وتتخذ قرارها بفوز صحيفة “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” تطبيقاً لقانون حرية الصحافة. وكما جاء في نهاية الفيلم:
“الآباء المؤسسون أعطوا الحماية للحرية الإعلامية التي لا بد وأن تحصل عليها، لتقوم بدورها الجوهري في ديمقراطيتنا. دور الإعلام هو أن يقود لا أن يُقاد”.
شاركنا النقاش