قبل ثلاثة ايام من انطلاق “مهرجان القاهرة السينمائي”، والتي يترأسها الفنان حسين فهمي ويديريها فنياً المخرج أمير رمسيس، تشهد كواليس المهرجان أزمة بعد استبعاد مدير المركز الاعلامي محمد عبد الرحمن من منصبه، وحدوث بلبلة على اثر ذلك.
وقد بدأت الأزمة بمنشور للزميل محمد عبد الرحمن عبر “فيسبوك” اعلن فيه استبعاده عن مهام عمله في المهرجان، فرد عليه مدير المهرجان بأنه تمت اقالته ولم يستقل، وبعدها رد عبد الرحمن، لينتهي الامر ببيان موسع لادارة المهرجان تروي فيه اسباب اقالة عبد الرحمن، من وجهة نظرها. الا ان مدير المركز الاعلامي يؤكد ان القصة لم تنته بعد، وانه ينوي ايصال القضية الى وزارة الثقافة للبت فيها، بعدما يكشف مكامن الفساد في هذا المجال.
ماذا في التفاصيل؟
بدايةً، كتب عبدالرحمن في منشوره :”لم أكن أتوقع أبدا أن أكتب هذا الكلام قبل ساعات من بداية الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي، لكن لله الأمر من قبل ومن بعد، بسبب تحفظي على عدم جلوس الزملاء النقاد ورؤساء الأقسام في مقاعد مناسبة لمكانتهم وإبلاغي بذلك حتى لا يفاجأوا بالأمر الواقع يوم الأحد المقبل، وقام أمير رمسيس مدير المهرجان بإبعادي من منصبي بدون وجه حق، ورغم كل الجهد الذي بذلته على مدار خمس شهور، والأهم ما قمت به لتفادي قرارات عديدة تخص الصحفيين، أبرزها عدم دعوة أسماء عربية بارزة لأسباب غير مهنية، وكذلك طلب حرمان صحفيين مصريين من دعوة الافتتاح، بسبب خلافات في وجهات النظر، وسحب الكثير من اختصاصات المركز الصحفي”.
وتابع: «الأغرب من كل ذلك، أنني قدمت حلولا سريعة لمعالجة الموقف بعد غضب الزملاء، ومع ذلك تم إبلاغي تلفونيا بعدم الاستمرار، بدون اجتماع، بدون مناقشة، وهو ما حدث مع العديد من المسؤولين بالمهرجان على مدار الأسابيع الماضية، حيث الصوت الواحد يحكم، تم بعد ذلك ترضية الزملاء الغاضبين، بالتالي تحقيق مطلبي لكن مع إبعادي عن الصورة، يضاف لما سبق التأخر الشديد في الإعلان عن جدول الفعاليات والكتالوج وغير ذلك من تفاصيل يسأل عنها الزملاء كل يوم ،كونهم اعتادوا استلامها مبكرا في الدورات السابقة، وتحوّل المركز الصحفي لحائط صد من أجل حماية سمعة المهرجان».
واختتم عبدالرحمن: «لاحقا سيكون لي تقرير شامل أضعه تحت مسؤولية الجهات المعنية عن مخالفات عدة، لكن ما سبق هو مجرد اعتذار لأكثر من 300 صحفي مصري وعربي كنت أنتظر استقبالهم خلال الدورة سواء من مصر أو من خارجها، وكلي ثقة أن زملائي في المركز الإعلامي سيكونون على قدر المسؤولية وسط الظروف العصيبة غير المسبوقة التي يمرون بها هذه الدورة».
رد رمسيس
من جانبه، نشر المخرج أمير رمسيس مدير “مهرجان القاهرة السينمائي” منشورا جاء فيه: «الحقيقة تساؤل حول مهنية صحفي بيكتب انه اعتذر عن عمل في الحقيقة تمت إقالته منه.. عن الصحفي المُقال محمد عبدالرحمن.. بيان المهرجان بعد قليل».
رد على الرد
بدوره، رد الصحافي محمد عبدالرحمن على “بوست” رمسيس مستغربا كيف فهم الأخير كلامه خطأ عبر منشور قال فيه:
«البوست دة نموذج للأزمة اللي معظم الزملاء في المهرجان بيعانوا منها، مدير لا يسمع ولا يقرأ أي نصايح أو اقتراحات، أنا كاتب في البيان بتاعي أنه تم اعفائي من منصبي، مش اني اعتذرت، أنا بعتذر للزملاء اني مش هبقي موجود، بس أنا داخل في أزمة مع كاركاتر بيكتب اللي هو مصدقه بس، ووصلنا لمرحلة لم تحدث في تاريخ المهرجان، أن المهرجان بيطلع بيان ضد مسؤول فيه، اظن دة لوحده كفاية عشان الناس تعرف المشكلة فين، ارجو من كبار وعقلاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التدخل لوقف هذا العبث، حتى لا أجد نفسي للرد بالأسماء والوقائع والتواريخ».
بيان «القاهرة السينمائي»
بعدها، أصدر المهرجان بيانًا شرح فيه أسباب اقالة محمد عبد الرحمن، وجاء فيه:
«تابعنا ببالغ الدهشة ما نشره الصحفي محمد عبدالرحمن على صفحته فيما يخص موضوع فصله من مهرجان القاهرة، والحقيقة أننا بالرغم من أننا آثرنا عدم إعلان الخبر حتى لا يتأثر مستقبله المهني، ولكن بما أنه فضل إعلان خبر فصله، فبالتالي قررنا توضيح ما يلي حيال بيانه بالنسبة لنا،
أولها أن فصل الزميل محمد عبدالرحمن بشكل مباشر جاء بعد قيامه بإخبار الصحفيين أن المهرجان لم يخصص أي مقاعد في الصالة الرئيسية لهم بخلاف الأعوام الماضية، والحقيقة أن هذا عار من الصحة حيث أن المهرجان خصص عددا من المقاعد لكبار ضيوف الصحفيين، وتسلم الزميل الدعوات وطلب منه تحضير قائمة بالضيوف المهمين لمناقشة زيادتها بناء على الاحتياجات الضرورية، ومع مراعاة إمكانيات القاعة حيث أن المهرجان يكن كامل الإحترام لقامات الصحفيين ولدورهم.
وتابع البيان: «في نهاية الأمر قام السيد عبدالرحمن بتوزيع تلك الدعوات بشكل عاجل، وتهرب من تسليم القائمة الصحفية للإدارة حتى لا يتم استثناء أسماء وضعت لأهوائه الشخصية، وادعى لبقية الصحفيين المهمين أنه لا توجد دعوات ريد كاربت للصحافة هذا العام، ويمكن سؤال الزملاء زين العابدين خيري شلبي ومحمد قناوي عما ذكر لهم حين تسلموا دعواتهم كشهادة.
وتابع البيان: «حين تواصلنا كإدارة مهرجان مع الزميل وسؤاله، أكد أنه قال هذا بالفعل لأن الدعوات لا تكفي، فانكر أنه تسلم آيا منها للصحفيين وطالبنا بتوفير ٣٠ دعوة زائدة للصحفيين دون أن يجيب عن من الذي أخذ الدعوات المتحدث عنها، ولماذا لم يطلعنا عليها قبل مناقشة القائمة لوضعنا أمام الأمر الواقع، وهذا جزء تستطيع الشهادة فيه الأستاذة العزيزة باكينام قطامش حيث أنها كانت موجودة وقت حدوث ذلك، مما وضح لنا أنه يقوم بلي ذراع المهرجان وأننا لم نخصص مقاعد مميزة للصحفيين لمنحه المزيد من الدعاوي».
واوضح البيان:«عن إستثناء عدد من الصحفيين المهمين عربيًا، فكامل القائمة العربية تم مناقشتها مع السيد عبدالرحمن في بداية الدورة وتم الموافقة على أسماء عدد لا بأس به من الكتاب، حتى مع عدم إقتناع الإدارة بوجوب دعوتهم، وذلك لفصل التخصصات وأي إختصار حدث فهو لضغط الميزانية، ومع ذلك فقد تكون أعداد الصحافة العربية المدعوة هذا العام أعلى من السنوات الماضية، بل بالعكس بعد توجيه الدعوات اكتشفنا توجيهه عدد من الدعوات من خارج الأسماء الموقع عليها دون تفسير للأماكن التي يكتبون فيها، وتم التجاوز عن هذا الخطأ».
وأضاف :«على مستوى موقف الإدارة الحالية من الصحافة، فيستطيع أي من فريق العمل أن يدلي بعدد الدعوات المخصصة للصحفيين العام الماضي، وهو ١٢٠ صحفيا لحفل الإفتتاح، وكيف تم زيادتهم لعدد ١٦٥ هذا العام، بقرار من إدارة المهرجان تقديرًا للصحفيين».
واختتم بيان مهرجان القاهرة السينمائي: «في نهاية الأمر لم يكن من الممكن التغاضي عن الواقعة، بشأن عدم تخصيص أي دعاوي للسجادة الحمراء للصحافة وتوظيف ما تسلم من دعاوي لأهوائه الشخصية والعودة إلى ذراع المهرجان من أجل مزيد من الدعاوي، والتي كانت من المفترض أن تكون قد ذهبت لأصحابها الحقيقيين في المقام الأول».
شاركنا النقاش