طهران: فاتن قبيسي|
غصت احدى القاعات في مجمع “تشارسو” السينمائي وسط طهران بالصحافيين من مختلف دول العالم، لتغطية وقائع المؤتمر الصحافي الذي عقده امس الممثل الايطالي- العالمي فرانكو نيرو، الرجل السبعيني الذي حضر بخفة وحيوية فائقة للاجابة على الاسئلة المطروحة، بحضور مدير المهرجان رضا ميركريمي، رضا كيانيان، وفاطمة مطمديرية.
ولعل المناسبة شكلت فرصة للقاء هذا الفنان الذائع الصيت عالميا، لحضوره للمرة الاولى الى ايران، كضيف ذي ثقل في “مهرجان الفجر السينمائي” في دورته ال36.
يتحدث نيرو بفخر عن تجربته وهو الذي لعب أكثر من 200 دور في السينما العالمية، كما ان لديه تجربة كبيرة مع صناع أفلام عالميين من قبيل “جان هيوستن، لوييس بونويل، راينر ورنر فاسبيندر، وفرانکو زفيرلي”.
ويملك نيرو روح الدعابة، وقد تميزت بعض عباراته بخفة الظل. واذا نقل حوارا بينه وبين احد معارفه، كان يتقمص محاوره لاعطاء روايته بعدا واقعيا، فكأنما اصبح فن التمثيل جزءا لاواعيا من تركيبته العضوية.
وبينما كان يتحدث نيرو عن تجربته، كانت الشاشة الكبيرة خلفه تعرض مشاهد من عدة افلام له، ترصد المراحل العمرية المختلفة وبعض الادوار المتنوعة التي لعبها في مسيرته. ما يولد انطباعا لدى المتابع في القاعة بأن الفنان المخضرم لم يقضِ عمره في السينما فحسب، بل لكأنه عاش اعمارا في تقديم كل ما لديه الى الشاشة الذهبية التي احب.
لكن نيرو لا يشعر بالاكتفاء، بل ان عجلة العمل لديه لا تتوقف بتاتا، فهو يحضر حاليا لفيلم جديد، وسيواصل
التصوير الاسبوع المقبل. وقال: انا سعيد ومحظوظ لأنني دائما مشغول، لقد لعبت حتى الآن أكثر من 220 دورا في أفلام عالمية مهمة. ومن المثير للاهتمام أنني اعمل الآن أكثر من الوقت الذي كنت فيه شابا، حيث لدي 5 أو6 أفلام كل عام. ففي العام 2017 لعبت أدواراً في ثلاثة أفلام أميركية، فيلمان باللغة الإنكليزية، وواحد في بودابست، وواحد في إيطاليا.
واشار نيرو الى انه سعيد بقدومه الى طهران بقوله: سافرت إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وهذه المرة الأولى التي اقصد فيها إيران، وانا سعيد بذلك. وعرف عن نفسه بالقول:”انا ممثل، مخرج، منتج “.
وحول مشاركته في فيلم “جانغو” والذي لاقى نسبة عالية من المشاهدة وعلق في الاذهان حتى يومنا هذا، قال الممثل الايطالي: لعب شون كونري دور جيمس بوند، ثم لعب ادوارا في العديد من الأفلام، وانا كذلك لعبت الكثير من الأدوار في أفلام عديدة، الا ان فيلم “جانغو” كان أهمها. ومن المثير للاهتمام والذي يجب أن تعرفوه هو أن جون سيلفي ينوي كتابة فيلم “جانغو ما يزال حياً” ومن المقرر ان يخرجه بنفسه.
وأكد نيرو انه خلال ال 25 السنة الماضية، كانت 90 % من الأفلام التي لعبها هي خارج إيطاليا، وقال: كل بلد يقدم لي اقتراحا، وبما انني ممثل فضولي، أحاول التعرف على كل تفاصيل الاقتراحات، وعلى أساسها اقبل او ارفض. ومن الدول التي لعبت فيها ادواراً مهمة هي السويد، ألمانيا، روسيا، جمهورية التشيك، يوغوسلافيا، بريطانيا،الولايات المتحدة وغيرها من البلدان.
واضاف: وفي 90٪ من هذه المشاريع، يوافق المخرج أيضا على هذا الإنتاج، وإذا حدث أي نقاش حول الفيلم، تقوم الشركة بطرد المخرج. واضاف: ان هذه الأعمال يخطط لها جيداً مسبقا حتى في ما يتعلق بالأحوال الجوية والطقس.
ولفت الممثل الإيطالي الى ان صناعة الأفلام في إيطاليا تختلف عنها في أميركا، حيث يقوم المخرجون بأخذ قصتهم الى شركات الإنتاج بأنفسهم، ويقومون بسرد القصة من اجل تحفيز مشاعر المنتج حتى يقوم بتمويل الإنتاج. كما انه في الأفلام الإيطالية لا يخطط لها كما يخطط للأفلام الاميركية. الا انه في جميع الأحوال كل الأفلام الإيطالية نفذت وكتب لها النجاح ايضاً.
وفي جوابه حول مثله الأعلى في التمثيل قال فرانكو نيرو: في احدى الأفلام التي لعبتها مع لارنس اوليفير، قدم لي بعض النصائح والتي جعلتني أتقدم، وهذه النصائح كانت كالتالي: “خاطر بكل شيء واخترأصعب الطرق، والعب أصغر الادوار، ومثّل بأسلوبك حتى تصل الى القمة بسرعة”. لقد استمعت إلى جميع نصائحه ولعبت أصغر الأدوار الى ان وصلت الى ما أنا عليه الآن. فأنا الممثل الوحيد في العالم الذي لعب أدوارا جسّدت 30 جنسية مختلفة.
المنتج الفلندي يورن دانر
كما عقد بعد ذلك مؤتمر صحافي للمنتج الفلندي “يورن دانر”، المعروف عالميا بمشاركته في فيلم المخرج الكبير إنغمار بيرغمان “فانيو ألكسندر”، حيث حاز الفيلم العام 1984 على أربع جوائز ذهبية، بما في ذلك الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. ويعتبر دانر الفنلندي الوحيد الذي حصل على جائزة الأوسكار حتى اليوم.
الى ذلك، تابع اليوم السبت “مهرجان فجر السينمائي الدولي” في يومه الثالث عرض عدد كبير من الأفلام العالمية، وبلغ عددها 43 فيلما توزّعت على أقسام المهرجان الـ12.
وعرض المهرجان 19 فيلما ايرانيا في مختلف الأقسام كان أبرزها فيلم “بتوقيت الشام” للمخرج حاتمي كيا، الذي يتناول الحرب ضد تنظيم “داعش” الارهابي، و”درساج” للمخرج الايراني “بويا باد كوبه”. وثلاثة أفلام عربية منها فيلم “الكلاسيكو” للمخرج العراقي هلكوات مصطفى، بالإضافة الى فيلم “قاتل سيزار” للمخرج الروسي كارين شاخنازروف، وغيرها…
يشار الى أن بعض الأفلام تُعرض أكثر من مرّة واحدة خلال أيام انعقاد المهرجان لاشتراكها في قسمين أو أكثر في الوقت نفسه، كالفيلم العراقي “الرحلة”، والفلسطيني “الكتابة على الثلج”، والسوري “مطر حمص”، حيث تشارك هذه الأفلام في قسمين اثنين وهما: “الزيتون الجريح”، وقسم “ملامح الشرق”.
شاركنا النقاش