فاتن قبيسي |
لعل “ام تي في” أصبحت ممهورة بوجه الزميل فادي شهوان، اطلالته تألفها الشاشة كثيرا، وكأنه يجمعه بها حبل سرة. فقد ولدا معا منذ الافتتاح الثاني للمحطة في نيسان في العام 2009. فيما مهرها هو بحضوره الرصين وأسلوبه المتمكن وأدائه السلس.
بعد عمل استمر في أميركا لخمس سنوات، في قناة “الحرة”، اتصلت إدارة ” ام تي في” بشهوان عارضة عليه التعاون، والانطلاق معا في اول يوم من البث، بعد إغلاق قسري دام لسنوات. وهو اليوم كبير المذيعين في “ام تي في”، يقدم اربع نشرات أخبار، وثلاث حلقات من برنامج “بيروت اليوم” أسبوعياً.
ومؤخرا كرمت “نقابة محترفي الغناء والموسيقى”، الزميل فادي شهوان، ومنحته بطاقة النقابة كعضو شرف لدوره في التأثير الإيجابي على المجتمع. ولكن ما المقصود بالعبارة الاخيرة يقول شهوان ل” شاشات”بإمكان الاعلامي ان يؤثر ايجابا في الناس، حتى ولو كان الوضع العام سيئا، وذلك من خلال حضوره الإيجابي، واشاعة الأمل قدر الإمكان . ومن المهم ايضا ان يطرح مقدم البرامج اسئلة الناس ومطالبهم، التي تتمحور حول وجعهم، وحول القضايا السياسية والمعيشية ومكافحة الفساد، وان يمتع بالمصداقية والبساطة، بعيدا عن التزلف والشد العصبي. وأتمنى ان اكون انا واحدا من الذين يؤثرون ايجابا، ولو نسبياً، في المشاهد.. وأشكر النقابة لأنها كرمتني بهذا التصنيف”.
وحول برنامج “بيروت اليوم” الذي انطلق مع انطلاق المحطة في 6 نيسان من العام 2009، يشير شهوان الى انه برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي، وانه يسعى دائما لاستضافة شخصيات جديدة عبره، لتقديم مادة جديدة للمشاهدين، بعيدا عن التكرار او استعراض المواقف.
ولكن الا تفكر ببرنامج خاص بك؟ يجيب شهوان بالقول: كل إعلامي يتمنى ان يكون له برنامجه الخاص به. سواء كان “توك شو” سياسي او غيره. ولكن محطاتنا ليست محطات اخبارية، وبالتالي فإنها لا تستوعب اكثر من برنامج “توك شو” سياسي اسبوعي واحد. كما ان المعلن، وكذلك الكثير من المشاهدين، يفضّلون برامج الرقص والاستعراض وطق الحنك.. او برامج الفضائح والاثارة، علما ان الاعلام لا يختصر بمثل هده البرامج، بل ان دوره أسمى من ذلك بالطبع، فمهمته الإضاءة على مكامن الخلل والتصويب والتصحيح.
في حال اتيحت لك الفرصة، الى اي نوع من البرامج تميل؟ يرد بالقول: أميل جدا الى تقديم برنامج تتطرق حلقاته الى ملفات او قضايا، مثل قضية الكهرباء، والطرقات، والضمان الاجتماعي وغيرها.. لاخلص منها بنتائج معينة. لا افضل ان تنتهي الحلقة من حيث تبدأ!
اذا عرضت عليك احدى الفضائيات التعاون معها، هل تغادر “ام تي في”؟ يرد شهوان بالقول: “انا مرتاح في “ام تي في” واشعر انني بين عائلتي. ولكن افكر بالمغادرة في حال كان العرض جيدا على المستويين المهني والمادي.
بعد تراجع اوضاع الصحافة الورقية في العالم، ما هو مستقبل المحطات التلفزيونية؟ يكسر شهوان ردا على هذا السؤال الفكرة السائدة بان التلفزيونات ذاهبة نحو تقليص دورها، اذ يقول: “لا شك ان المحطات تمر بصعوبات مادية كبيرة، ولكن هل سيحل الاعلام الالكتروني مكانها؟ بالطبع لا. بدليل ان الصحافة الورقية تأفل، ولكن الكتاب ما زال موجودا. خصوصا وان الاعلام الالكتروني يمر بفترة ضياع، فالمواقع و”السوشيل ميديا” تضيّع الناس، فتتلاعب بالعناوين بطريقة لا اخلاقية او استخفافية احيانا، هدفها جذب اكبر نسبة ممكنة من القراءة او المشاهدة. فالعنوان، هو درس بحد ذاته، وله قواعد مهنية لم تعد موجودة، حتى اصبح اعلانيا ولم يعد اعلاميا، ونسبة معينة من الصحافة الالكترونية يصفرّ لونها مع الايام. ولكنني اتصور ان هذه المرحلة لا تدوم طويلا”.
ويضيف: “صحيح ان الصحف والتلفزيونات تمر بفترة صعبة، ولكن التلفزيون ليس نحو افول، بل سيستمر كمؤسسة، وان كان ليس بالشكل الذي كان عليه قبل العام 1994. ومواكبة التطور العلمي لناحية الانترنت السريع و”السكايب” تقلص من كلفته العالية. ولم يعد للاقمار الصناعية اهمية كبيرة، بحيث ان ال”4G” و”السكايب تكسران احتكارها. اذاً التلفزيون له دوره، ولا يمكننا الاستغناء عن الوجوه الاعلامية والمخرجين والتقنيين.. ثم ان الحفلات الضخمة والمباريات الرياضية الهامة التي تكلف ملايين الدولارات، كيف نشاهدها؟ عبر “الايفون” مثلا؟ لماذا اذاً تعمل اهم الشركات على تطوير جمالية الصورة؟!”
وبعيدا عن التلفزيون، ينظم شهوان دورات تدريبية في مجال الاعلام لطلاب الاختصاص، ودورات في فن الخطابة والإطلالة التلفزيونية لرجال الاعمال وسياسيين..مع الإشارة الى انه خريج كلية الاعلام، ولديه خبرة إذاعية من خلال عمله سابقا في اذاعة جبل لبنان ( أقفلت في لعام 1994)، وفي اذاعة “صوت لبنان” ( ضبية)، حيث قدم فيها برنامجي “وين صار؟”، و”نحن الشباب”.
شاركنا النقاش