فاتن قبيسي|
طارق سويد “مسبع الكارات”. لعل هذا التعبير يختصر حراكه حاليا. حراكا لم يحد منه كسر قدمه بعد سقوطه في الشارع منذ عشرة ايام. لا وقت للألم لديه، ولا للراحة، ولا حتى للجبصين الذي يمكن ان يعني تجميد اعماله، التي جلها تصوير للشاشة. لذا وضع مكنة بلاستيكية في قدمه ليتحايل على العلاج الانسب، او ليؤخره الى حين انهاء التزاماته المهنية.
اربعة اعمال يقوم بها سويد دفعة واحدة. ثلاثة كان مخطط لها سلفا لصالح lbci، وهي تصوير الجزء الثاني من مسلسل “الحب الحقيقي”، وبرنامجه “مطرحك” وكتابة عمل درامي، ورابع استجد لصالح mbc. كيف؟
كان متوقعا ان تمر اجندة mbc الرمضانية بلا برنامج “الصدمة”، لكن احدهم في شركة الانتاج المعنية اتصل بالفنان والكاتب طارق سويد قبل حوالى اسبوعين سائلا اياه: “بدك تجن؟”. فاستفهم سويد عن الامر ، ليخبره محاوره بانه مطلوب منه تسجيل معظم حلقات “الصدمة” مع حلول اول ايام رمضان.
ويقول سويد في حديثه ل”شاشات”: كان علي خلال ثلاثة اسابيع فقط ان انهي مهامي بين اختيار ممثلين غير معروفين وتدريبهم، والتصوير والمونتاج… وصرت اقتطع الوقت بين تصوير “الحب الحقيقي” (ينهي تصويره في 20 الجاري) و”مطرحك” لانجاز حلقات “الصدمة”، نظرا لشغفي بهذا البرنامج، فلا يمكنني ان اشاهده على الشاشة من دوني. فانا احب “الصدمة” لكونه برنامجا ايجابيا، بمعنى انه يسلط الضوء على الانسانية وليس العكس.
وردا على سؤال يقول: “اقسم بان لا شي مركبا في المشاهد التي صورتها في لبنان. وقد صُدمت (بالمعنى الايجابي) عندما لمست الانسانية لدى الكثيرين من حولي، كردة فعل على المواقف التمثيلية التي يصادفونها، وذلك بعدما كنت على وشك ان اقطع الامل في هذا المجال. و”الصدمة” كان الاول عربيا، واراهن انه سيبقى الاول في موسمه الثالث. وثمة جهد كبير مبذول هذا العام في الدقائق الخمس التي تبث من لبنان في كل حلقة، دقيقتان فقط اطل من خلالهما على الشاشة. وقد يكون الضغط الذي نعمل في ظله شكل حافزا “لنطلّع احلى شي عنا”.
ولكن ثمة عملا رمضانيا آخر لسويد، انه الجزء الثاني من “الحب الحقيقي” الذي خرق لديه قرارا سابقا بالتوقف عن التمثيل نهائيا، والتفرغ للكتابة. لكن الدور الذي عرض عليه في المسلسل المنقول عن عمل مكسيكي شكل له نقطة ضعف، وهو دور رجل يعنف زوجته. ويقول: “تروقني الادوار التي لا تشبهني، وسبق وقدمت دور رجل خبيث في “الطاغية”. وكثر هم الممثلون الذين لا يقبلون بأدوار شريرة حفاظا على صورتهم امام الجمهور. وقد سبق ان عرض على بعضهم دوري في “الحب الحقيقي” ولكنهم رفضوه. انا درست التمثيل لتأدية كل الادوار، وليس لأجسد دائما دور الشاب “الآدمي”.
ويضيف: انا الشخص المعنِف في هذا المسلسل هو ذاته الذي كتب حلقات ضد العنف، بالتعاون مع جمعية “كفى”. انا افصل المواضيع عن بعضها، ولا افكر اذا كانت بعض ادواري ستربحني أم ستخسرني جمهورا. ودوري في الجزء الثاني من “الحب الحقيقي” أساسي واأكثر صعوبة.
وعن حظوظ العمل في المنافسة الرمضانية، يتوقع سويد بان يكون هناك منافسة قوية، ويتابع: “لن اقول بان “الحب الحقيقي” سيتصدر في رمضان كما كان خارجه. طبعا هناك جمهور متعلق به، والأرجح ان يتابعه خلال رمضان. ولكن اعلم ان هناك مسلسلات “قوية” ايضا، وانا لست من النوع الذي يلغي غيره، بل اعترف بجهود الجميع. واتوقع ان يحقق “الهيبة- العودة” مثلا نجاحا، كذلك بالنسبة الى “تانغو” وجوليا”، خاصة وان بطلته الفنانة ماغي بو غصن نجحت في “كاراميل” في العام الماضي”.
في الموازاة، يستأنف سويد تصوير “مطرحك”، البرنامج الذي سبق وعرضت محطة lbci حلقة منه، ولاقى صدى ايجابيا. وقد انهى تصوير سبع حلقات، ومن المتوقع ان تعرضه القناة في برمجتها الجديدة ما بعد رمضان.
اما المحطة الرابعة، فهي كتابة مسلسل درامي جديد، يتحفظ سويد عن اعطاء معلومات حوله، مكتفيا بالقول بأنه يقوم على قصة واقعية، ويشبه خط مسلسل “اماليا” (بطولة نادين الراسي، اخراج سمير حبشي). وقد سلم منه احوالى سبع حلقات حتى اليوم، على ان يبدأ التصوير في آب المقبل مع المخرج جوليان معلوف. وقد وقع عقدا بشأنه مع المنتجة مي ابي رعد، لذا فهو لن يلتزم باعمال جديدة خلال الصيف بداعي الكتابة.. المهنة التي ربما سيتفرغ لها فعلياَ.. يوما ما.
شاركنا النقاش