دمشق: آمنة ملحم|
بعيدا عن تناول واقع الفساد الذي يجذب الجمهور عبر عدسة سيف سبيعي من خلال مسلسل “مع وقف التنفيذ”، تبرز في العمل ثنائية ليست لعاشقين كما درجت العادة، بل لزوجين غاية في الواقعية، وهي ثنائية “هاشم وسكر” ( فادي صبيح وشكران مرتجى)، يميزهما أداء السهل الممتنع، وذلك انطلاقا من نص حمل شراكة متجددة للكاتبين الشريكين علي وجيه ويامن الحجلي.
هما زوجان عاركا الحياة معاً بحلوها ومرها، عاشا تقلبات الحياة الزوجية، وانجرار الزوج نحو زواج ثانِ، ومحاولة الأخت تفريقهما بدافع الانتقام من “سكر” التي أبعدتها عن حبيبها المدمن، وذلك في اطار تغييرات جذرية طرأت على حياتهما قبل الخروج من “حارة العطارين” التي تدور أحداث العمل فيها، وبعد العودة إليها، إلا أنهما بقيا عائلة لم تشتتها قسوة الحياة، بل زادتها تماسكا ليكون كل منهما سندا للأخر. والفضل يعود بذلك للزوجة “سكر” التي تغض الطرف عن كل ما يمكنه تشويه تلك العلاقة، أو يمسها بسوء.
“سكر” التي “دوزنتها” شكران مرتجى بأداء العارفة بتفاصيل المهنة ومتطلبات الشخصية، بدت مغرية على الشاشة لتتبع ردات فعلها المنضبطة لأقصى حد، والتي لم تخرج إلى الآن عن إطار المرأة المحافظة على عائلتها لآخر نفس، المسامحة، الحاضنة لشمل الأخوة في وجه امواج الحياة، وهي دائما على استعداد لتلقي الضربات بصلابة.
تلك الزوجة لا تبدو خانعة بقدر ما تبدو صلبة. فالعفو عن “عتاب” (صفاء سلطان) أخت “هاشم”، وتربية ابنة ضرتها “أوصاف” (حلا رجب) بعد طلاقها من زوجها كإبنها تماما، ونصرة الزوج في الخطأ والصواب، كل ذلك لا يمكن إلا أن تحمله امرأة أمدتها الحياة بقوة خاصة، وذلك بالفعل ما بدت عليه “سكر” التي تتكلم بعينيها أكثر مما تقول بلسانها.
فادي صبيح وشكران مرتجى في “مع وقف التنفيذ” يحجزان لنفسهما مكانا لبطولة متفردة في الأداء كما عوّدانا عليه هذان الفنانان، الذين متى ظهرا في عمل فني، فإنهما يقولان أنهما حاضران في الواجهة، مهما كبر الدور أو صغر .
شاركنا النقاش