القاهرة : دعاء حسن
لمناسبة مرور أربعين يوما، اقام المسرح القومي حفل تأبين للكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن، صاحب فضل كبير على الدراما المصرية. وذلك بحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، وزوجة الكاتب الراحل الفنانة سميرة عبد العزيز ونجله باسم، بالإضافة الى عدد من الفنانين والكتاب منهم رشوان توفيق، والمخرج جلال الشرقاوي، ولقاء سويدان، والمخرج حسني صالح، وهند عاكف، ورجاء حسين، والسيناريست ايمن سلامة، والموسيقار هاني مهنا.
بدأ الحفل التي سيطرت عليها حالة من التأثر الشديد برحيل الكاتب الكبير، بفيلم تسجيلي قصير بصوت الفنان الراحل، تحدث خلاله عن أبرز محطاته الفنية. بعدها قدمت عدد من الفرق المسرحية، عددا من المشاهد المسرحية التي قدمها الكاتب الراحل، والتي تزيد على 13 مسرحية بحسب ما أكده الفنان يوسف إسماعيل رئيس المسرح القومي.
ثم غنى الفنان على الحجار أغنية “أبويا الطيب” التي أهداها خصيصا لروح الكاتب الراحل، مؤكدا أن علاقته به تعود الى فترة تعاونهما في مسلسل ” بوابة الحلواني” لافتا إلى أن هذه العلاقة تحولت في ما بعد الى صداقة وأبوة.
وقدم بعدها عددا من أغاني “تترات” المسلسلات التى قام بكتابتها عبد الرحمن، حيث غني “اللى بنى مصر” من مسلسل “بوابة الحلواني”، وأغنية “هنا القاهرة”.
ثم رثت الفنانة سميرة عبد العزيز زوجها بكلمة قالت فيها : “حبيبي وزوجي وابني ومعلمي، أنت كل هؤلاء”. وبعد ان تمكنت من السيطرة على دموعها تابعت :” أقف الآن لأرثيك..لا والله فقد رحل الجسد فقط، أما روحك ترفرف في كل مكان، وصوتك في أذني بعبارة “أشكرك تسلم إيدك” بعد إعدادي فنجان القهوة لك”.
واضافت: “فضائلك علي أنا ومحبينك، ومهما عدت لن أوفيك حقك، لقد كنت تاجا من الكرامة والصدق، وكل مؤلفاتك ستظل تثري حياتنا، وتعلم شبابنا كيف يكون المثقف البسيط المصري المتواضع”.
واكتفى نجله بالقول انه لا يستطيع أن ينسي الحرية التي منحه له والده طوال حياته، وهو ما يسعى الى تطبيقه على ابنائه.
واشاد وزير الثقافة كلمة أيضا أشاد خلالها بوطنية وإبداع محفوظ عبد الرحمن ووصفه بأنه حالة انسانية نادرة، وأنه سيظل حاضرا باعماله الخالدة، مستشهدا بمسلسل “أم كلثوم”، وفيلم “ناصر” الذي رصد من خلاله لحظة تنويرية وهى تأميم قناة السويس.
وفي الختام قدم الوزير المصري درعا تكريميا لأسرة الراحل، ليختتم الحفل بتوزيع كتاب بعنوان “محفوظ في عيون هؤلاء” يتضمن شهادات لكبار الكتاب والنقاد.
وعلى هامش المناسبة، التقت “شاشات” بالفنانة سميرة عبد العزيز التي أعربت عن سعادتها بهذا الحفل، مؤكدة أنها تعتبره احتفاءً بزوجها الراحل وليس تأبينا.
وأوضحت أنها اتفقت مع يوسف اسماعيل رئيس المسرح المصري على أن يتم تكريم محفوظ عبد الرحمن بشكل مختلف، مؤكدة أنها أردات أن يكون الاحتفال كما لو كان يراه زوجها الرحل، وخاصة أنه كان محباً للحياة والفن. لذلك أرادت أن يكون حفلا فنيا وثقافيا. كما أعربت عن سعادتها بالأغنية التي قدمها علي الحجار، مؤكدة أنها تأثرت بها لحد البكاء.
وعن الكتاب الذي تم توزيعه في الحفل، اشارت إلى أنها هي صاحبة فكرته، وأنها بدأت في تنفيذه عقب وفاته مباشرة، حيث قامت بتجميع كل ما كتب عنه منذ فترة مرضه وعقب وفاته، إذ يتضمن تحليلا لأعماله وشخصيته ومبادئه وصفاته، متمنية أن يستفيد صغار الشباب من هذا الكتاب.
وعما إذ كانت تنوي بالفعل كتابة مذكرات زوجها قالت: “حتى الآن لم أنوِ ذلك، ولكن ربما أفعله لاحقا، وخاصة أن الراحل كان شخصية ملتزمة ولديه هدف قومي ووطني، ألا وهو تقديم الشخصية المصرية في أعماله بشكل عميق وعظيم “.
شاركنا النقاش