دمشق: آمنة ملحم|
لم تمرر “شركة غولدن لاين للانتاج الفني” نجاح مسلسل “وردة شامية” مرور الكرام. فبعد تأن واكتمال النص قررت الاخيرة إنتاج جزء جديد للعمل. وها هو يطل اليوم على الشاشة مسلسل “سلاسل دهب”، تأليف سيف رضا حامد، واخراج اياد نحاس. وهو قائم على ذات المعادلة المتبعة مع سابقه، حيث تطغى البطولة النسائية ضمن حكاية تصلح لأي زمان وأي مكان، ولكنها اختارت تغليفها بنمط البيئة الشامية الذي لا زال يحظى بنسب متابعة عالية من الجمهور العربي، وينال رضا محطات العرض.
بالفعل، وقبيل بدء الشهر جاء إعلان عرض العمل على أكثر من محطة عربية بمثابة بشارة خير للدراما السورية. فالعمل لم يؤجل عرضه كحال “وردة شامية”، بل حظي بحضور لافت على شاشات عدة.
وبالحديث عن العمل عموما، ترتبط معظم شخصياته بحكاية صائغ نصاب يحتال على النساء وكل من يعترض جشعه. انه مهيوب (بسام كوسا) الذي لم يستطع إلى الان أحد أن يجد منفذا امام خططه الاحتيالية التي يحكمها جيدا من كل الاتجاهات بمساعدة أذرع يمدها له أينما حل، وأبرزها الداية ام فوزي (شكران مرتجى)، التي بدت طازجة المشاهد، مختلفة الملامح عما قدمته سابقا في البيئة الشامية، بعيدة عن حالات “الردح النسواني”، بل انها تشارك “مهيوب” حيله بتأن لتنال مرادها المادي منه، ولكن مكره لا يضاهى.
ومع تصاعد الحكاية، تبرز ثنائية الضرتين المخدوعتين “ذهب وزكية” (كاريس بشار وديمة بياعة)، في جو من الطرافة والتماهي مع الدور، إذ انهما ظهرتا منسجمتين كندّين يتلاقيان تارة، وتحاول كل منهما إبراز كيدها وذكائها في وجه الثانية تارة اخرى. هما الشخصيتان الاكثر فعالية في تحريك الأحداث ولفت النظر إلى الآن، مع عودة محببة لبياعة، وظهور درامي متلون عموما لبشار ، ومختلف عما قدمته في البيئة الشامية سابقا. وهي التي لطالما سجلت عبقا خاصا في هذا النمط الدرامي،عرفت اليوم كيف تنثر حضورا سيكون له وقعا في ذهن الجمهور، انطلاقا من ملامح الشخصية من حركات وغنج مع ابتسامة تستغلها لتحقيق مكاسبها، لا سيما مع “رئيس الكركون”، ومرورا بتسريحة شعر جديدة للشخصية، التي عرفت كيف تسخرها بما يخدمها بذكاء واضح لم يعد خافيا على حضور كاريس دراميا.
حسن اختيار الشخصيات عبر وجوه محببة للجمهور رفع من أسهم العمل عموما. فمكانة صباح الجزائري محفوظة في البيئة الشامية، ولكن حضورها هنا مختلف، فهي “عواطف” الأم الحنون التي لا تملك سوى خوفها على مصير ابنتها، وكان لا بد من قوة تشد ازر الشخصية. وكذلك حال ” ام سليم” (مها المصري) مع ابنها “سليم”، بحضور يحكمه الهدوء أكثر ليسجل عودة لطيفة للمصري.
وما بين الجد والطرافة، حضرت عائلة “أبو خالد” (عبد الهادي الصباغ)، الذي لم يفلت من يد “ام خالد” (سحر فوزي)، لحظة اكتشافها زواجه من زهور (جيني اسبر) في مشهد حمل الفكاهة، لا سيما مع الكنة (ريام كفارنة) التي تطارد قلب زوجها لنيل رضاه بأي ثمن، ويميل خط حضورها نحو الكوميديا أكثر .
الحدوتة عموما تسير بإيقاع درامي مقبول، فليس هناك احداثا مجانية ولا حتى ثرثرة نسائية فارغة، بل مخططات ومكائد من قبل البعض، وحضور كوميدي من قبل آخرين، ما جعله منذ حلقاته الأولى محط أنظار الجمهور .. بانتظار تصاعد أكبر نحو الذروات في الحلقات القادمة.
شاركنا النقاش