هذا رأيي بزياد الرحباني ومارسيل خليفة
فاتن قبيسي |
سامي كليب، ذاك الإعلامي الذي تستقر صورته في الذهن كرجل يتقن فنون اللعبة السياسية، سواء كمقدم برامج، او كمحلل تستضيفه الشاشات في برامج “التوك شو”، يدخل اليوم عالم الفن من بوابة الاغنية الملتزمة. هكذا يبدو مفاجئا ان تقرأ اسم الكاتب الصحافي في “جنيريك” أغنية من الآن وصاعدا!
وبعيدا من “لعبة الأمم” وتعقيداتها، قرر كليب توظيف شغفه باللغة وصداقته معها في حياكة اغنيات وطنية. وهو في ذلك لم يتعمد ان يصبح شاعر اغنية بطبيعة الحال. فهو يتنقل بين التلفزيون والصحافة وتأليف الكتب. يقرأ الاحداث السياسية في المنطقة، يحللها، ويضيء عليها بما عنده من اسرار. الا ان هذه الاحداث ذاتها تأخذه الى وجدانيات من نوع آخر. فيكتب فيها مشاعره وينقل شجونه، من باب التفاعل الإنساني قبل أي شيء آخر.
هكذا كتب “دمشق وحلب” كلمات الاغنية التي ستؤديها بصوتها المطربة ليندا بيطار. فقد كان في زيارة الى سوريا في عز القصف، وبينما هو في طريق العودة، خرجت الكلمات لديه من وحي الاستهداف الذي تعيشه البلاد. وقد قرأتها بيطار يوما، فأعجبت بها وقررت ان تغنيها بعد ان لحنها المايسترو عدنان فتح الله، الذي يقود “الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية”، في حفلها الخميس المقبل، في جامعة القديس يوسف في بيروت. وهي الاغنية التي ستبث عبر “يوتيوب” ابتداء من صباح الجمعة المقبل.
غير ان قصائد أخرى كثيرة سبقت ولادة “دمشق وحلب” وتلتها، لم يكن يفكر صاحبها ان تصبح مغناة يوما. لذا سيصدح صوت الفنانة اميمة الخليل قريبا بقصيدة أخرى له بعنوان “حبني متل الوطن”، من تلحين زوجها الموسيقي هاني سبليني. هكذا بدأ الإعلامي محاكاة عالم الاغنية. ويقول ل “الاتحاد” في هذا المجال: “انا لا اتعدى على “الكار”. فهناك محترفون في مجال كتابة الأغنيات، اما انا فاكتب ما اشعر به، ويقوم على جرس موسيقي بطبيعة الحال، ما يؤهله ليقدم في اطار غنائي. واذا كان البعض يكتب الأغنيات ويلحنها كي يعيش من هذه المهنة، فأنا اقدم كلمات الاغنيات لاي مناضل شريف بلا أي مقابل. فانا اقدر عاليا من بقي في بلده، وصمد على التزامه، الإبداعي قبل السياسي، وبقي قريبا من الناس وهمومهم، خصوصا وان بعض الذين تربينا على اغنياتهم من اليسار، اغرتهم موجات موسيقية أخرى ومبالغ مالية، وقرروا ان ينكروا تاريخهم. واعتقد ان اميمة الخليل وسام على صدور المبدعين الذين رفضوا كل الاغراءات، وبقيت تلك الطفلة المناضلة التي تغني “عصفور طل من الشباك”.
ويشدد كليب على أهمية صوت المطربة بيطار، معتبرا ان طبيعة نصوصه تتناسب مع أصوات فنانين آخرين ايضا، من مثل جوليا بطرس، وخالد الهبر وسامي حواط. ويضيف: “قمة الاماني هي ان يلحن لي الموسيقي والمناضل العبقري زياد الرحباني، الذي ربما لن يقدر الناس فضله على موسيقانا وابداعنا قبل مئتي عام، كما هو حال الكبار مثل موزار وبيتهوفن”.
وماذا عن الفنان مارسيل خليفة؟ يجيب كليب: “الفرق بين الرجلين كبير جدا. الأول بقي في وطنه، والثاني هاجر اضطرارا او خيارا، الأول يصنف بين عباقرة الموسيقى والثاني يؤلف موسيقى صعبة الفهم على من احب أغنيات من مثل “نحنا الشوفريي”، و”هيلا يا واسع”، و”توت توت ع بيروت”. ثم ان زياد بخلاف غيره زاهد بالمال، ولم يقبل أي اغراءات تعرض لها من دول كثيرة. بالنسبة لي، زياد الرحباني هو “اله الموسيقى الحديثة”. وكنت افضل ان يبقى مارسيل خليفة، كالكثيرين غيري، فخورا بتاريخه الذي هو جزء من تاريخنا، وان تبقى المبدعة اميمة الخليل الى جانبه، خصوصا وان لها فضلا عليه، كما ان له فضلا عليها. وآمل ان يعرف الناس اكثر زوجها الموسيقي المبدع هاني سبليني”.
وتطل كل من الفنانتين ليندا بيطار واميمة الخليل في برنامج كليب “لعبة الأمم” في الثامنة والنصف مساء اليوم، عبر “الميادين”، ويغنيان معا للمرة الأولى اغنية “موطني” واغان مشتركة أخرى. ويقول كليب خاتما: “أتمنى ان نراهما يوما في “ديو” غنائي انساني- نضالي، يشبه الامل الذي نرسم لوطننا العربي”.
هنا مقاطع من اغنية “دمشق وحلب:
دقيت عالباب العتيق
ما ردوا
صار القلب
متل العشب
يعربشعالبواب
رجعت دقيت عالباب
لي الحدو
وقعدت وحدي بهاك
الصبح
انطر جواب
طل الزمن خلف
الدني
متل الندم
متل الألم
نطق دمعة وغاب
يا رب مش قصة عتب
بس ليش
بعد الفرح
لكان
بهاك الزمان
يرسم وجوه حباب
متل النغم
متل الطرب
متل دمشق وحلب
يصير اليوم
كمشة حزن تحت تراب
(الصورة تضم سامي كليب بين بيطار والخليل والمايسترو فتح الله.)
(نقلا عن “الاتحاد”)
نرشح لك:
شاركنا النقاش