ردت الفنانة السورية شكران مرتجى بكلمات مؤثرة على ما كان كتبه الفنان مكسيم خليل، بعد خسارة المنتخب السوري أمام نظيره المنتخب الأوسترالي في سيدني، وعدم تأهله لنهائيات كأس العالم لكرة القدم. حيث كان تحدث عن مشاعر متناقضة، اذ انه في الوقت الذي كان يتمنى فيه الفوز للمنتخب، كان في الوقت نفسه يريد له الخسارة، لكي لا ينسى سنوات حرب مرت على سوريا…
وجاء رد الفنانة مرتجى عبر صفحتها على “فايسبوك” كالتالي:
“هيه أستيقظ من سباتك الطويل
من قال أن دمشق لم تحزن؟؟؟؟ من قال؟؟؟؟ أحصي لك أحزانها أم أنك لا تعلم وويل للذين لا يعلمون.
من قال لك أننا نزرع البطاطا ؟؟؟؟
تعال تعال إن أستطعت وأنظر كيف كل البيوت تزرع على نوافذها صور الشهداء والنساء يرتدين السواد في القلب ويتكحلون بالليل في إنتظار عودة الأحبة.
تعال لأخذك إلى بيت في ضواحي دمشق الأم العظيمة زرعت ابنها في حديقة المنزل شهيداً تزفه عريساً كل يوم
تعال …من قال لك ان حزن دير الزور وحلب لا يعني سكان دمشق والعكس صحيح. نحن سوريون يا هذا ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة أكبر. أعلم أن كثرا سيقولون من هذه اللاسورية التي تتكلم ردي لهم سوريتي هوى وليست هوية، أجورنا ليرات سورية وليست يورويات أوروبية.
دعك هناك تأمل برج إيفل
والشانزليزيه
وأترك لنا قاسيوننا ونسورنا وشهدائنا ولنزرع شقائق النعمان
صيفنا في الزبداني وبلودان وبقين وعين الفيجة
ودع صيفك في الشواطئ اللازوردية وعواصم الموضه
وتعطر أنت من أفخر العطور الباريسية ودعنا نتعطر من تراب عجن بمطر ودماء طاهرة
اذا كنت مصاب بشيزوفريينا نحن مصابون بالوجد أعلى درجات العشق لسوريتنا
اذهب
يا من كنت صديقي”.
رسالة مكسيم خليل
وكان الممثل السوري مكسيم خليل وجه رسالة الى الشعب السوري عبر حسابه الشخصي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي، بعنوان:” شيزفرونيا في حضرة العارضة”. جاء فيها:
عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً. و كوميدياً بشقيها السوداوي و التهريجي..
قد يسخف البعض العنوان وقد يغضب البعض الاخر..
لكني لم أكن اتخيل يوماً ان حدث ارتطام كرة في عارضة..
سيجعلني ارتطم بعد سقوط حر دام سنوات.. ارتطم بين جدران ضمائر، منها من مات ومنها مِن يعتقد انه على قيد الحياة ..حدث ما كان لينقصني حتى يكتمل ذاك الانفصام ..ذاك الشرخ .. ذاك الجنون..
بأجزاء من الثانية مر شريط حياة كاملة ..رأيت نفسي واقفا على الشباك المطل على ارض الديار ..اهتف بين اهلي للبرازيل التي طالما مثلتنا في كأس العالم .. وانتصرنا وانهزمنا من خلالها.. مروراً بتلك الأيام التي كنّا نساند منتخبنا على امل تأهل لم يكن ليكتمل يوماً..
كان سريعاً جداً .. يحمل في داخله مشاعر متضاربة .. وأسئلة وجودية ممزوجةً بعناية الهية يصعب على احد فهمها او حتى إدراكها ..
تحمل حزنا غلفه فرح غلفه حزن غلفه فرح ليغلفه حزن ..
وضميرا قتله اللا ضمير و لاضميرا قتله ضمير..
تتلاحق فيه الانفاس وتتناسب عكسا مع ضربات قلب كاد يخرج من مكانه ببطء.. ليحملني الى نفق عبره كثيرون قبلي .. برغبة او بدون رغبة ..بذنب او بدون ذنب .. سواد قاتم لاينتهي ..لا بياض هنا .. ولا شي سوى السواد ووقفت انتظر ذاك اللقاء.. لأعترف ..
نعم اردتهم ان ينتصروا .. بكل سوريتي اردتهم ان يربحوا ..
أردت سماع ذاك الهدير “سوريا ..سوريا” يعبر القارات بحنجرتي..
أردت لذلك الطفل العابر في تلك الشوارع ان ينتصر..
أردت للعائلة المتسمرة حول الشاشة ان تنتصر …
أردت لمن عاش سنوات من الفقر والخوف والذل ان ينتصر..
لذاك الموظف.. لذاك الفلاح …لذاك العامل ..
يحق للشعوب ان تنتصر لشيء .. يحق للشعوب ان تفرح..
يحق للشعوب ان تعيش على امل ما ..يحق لنا ان نحقق حلماً ما… فكثيرون خسروا احلاماً.. يحق لنا.. نعم يحق “لنا”..
فدمي سوري . .دمي سوري.. دمي سوري..
ولذا اعترف اني خفت هذا الفوز..
نعم خفت ان يربحوا.. فتفرح دمشق على احزان وركام دير الزُّور وادلب وكل المدن السورية المنكوبة.. مدينة مدينة..
خفت ان يربحوا فيفرح أولئك الذين نسيوا زكي كورديللو وعدنان الزراعي وكل المغيبين قسرا من فنانين ورياضيين وغيرهم ممن شاركتهم دمي وجيناتي و تاريخي..
خفت “الشكر والشكور” لراعٍ لم يعرف من الرعاية سوى العصى ..خفت الامتنان المتأصل في الجينات..القادم من فراغ العبث والمنتقل بعدوى الخوف.. فيحملنا الى ذاك السرداب الظالم الذي طالما اعتقلنا وفرقنا واستغل اي انتصار ليحوله لنصر الهي لحق فصل بمقاساتنا.
ويعيدنا للصفر..
لم أتمن الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين اخرين وزرعوا مدنهم بطاطا ..لم أودّ ان تؤرق هتافاتهم المترافقة بالالقاب والكنى.. تلك المقابر الجماعية و ارواح مئات الالاف من اهلي في كل بقع وطن، بات أهله يشجعون منتخبه من الغربة..
فدمي سوري .. دمي سوري …دمي سوري..
لأجل سوريتي أردت لهم الفوز .. لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة ..
فاعذرو خيانتي أيها “السوريتين” ..
شاركنا النقاش