دمشق: آمنة ملحم|
رحلت فراشة فلسطين ريم البنا صباح اليوم السبت تاركة أثرا، من الصعب أن يمحى من الذاكرة. فهي ليست مغنية عادية، بل تلك المرأة الفلسطينية التي نسجت فنها بصرخات أطلقتها من نور ونار لنصرة حقوق الإنسان، وبطابع غلب عليه الجانب الوطني، مع حصة للطفولة التي أخذت حيزا من صوتها وموسيقاها.
هي ريم البنا ابنة الناصرة التي أحبت الغناء منذ يفاعة سنها، فكانت تحرص دائما على المشاركة في المهرجانات والمناسبات الوطنية التي كانت تقام في مسقط رأسها، بالإضافة إلى المشاركة في احتفالات المدرسة المعمدانية حيث تلقت تعليمها. كما درست الغناء الحديث وقيادة المجموعات الموسيقية في المعهد العالي للموسيقى في موسكو.
أغاني البنا لطالما كانت مرتبطة بالتراث الفلسطيني والدفاع عن القضية، والكثير من أغانيها من تأليفها وألحانها، فكانت مزيجا بين الكلمات العربية والموسيقى الغربية .
أصيبت البنا بسرطان الثدي منذ تسع سنوات، لكن روحها المقاومة جعلتها صامدة حتى على مرضها الذي حاولت التعايش معه وتحديه، فلم تمتنع عن نشر صورها رغم فقدان شعرها عبر صفحتها على “فايسبوك”، وعرض جوانب من حياتها اليومية بلمسة إبداعية مع كتابات تعبر عن المشهد الذي تصوره، ما جعلها ملهمة للكثير من الشبان.
كما عملت البنا ايضا الى جانب الغناء، في الأشغال اليدوية والإكسسوارات التي تعبر عن التراث الفلسطيني.
تميز أسلوب البنا الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية، إلا أن شللا أصاب أحد حبالها الصوتية جعلها تفقد القدرة على الغناء في العام 2016.
لريم البنا 13 ألبوما غنائيا، أولها حمل عنوان “جفرا”. وللأطفال أصدرت ألبومين “قمر ابو ليلة و مكاغاة”، وللأطفال من اللاجئين الفلسطينيين غنت “نوار نيسان”. وألبوم “مرايا الروح” كان للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية. كما خصصت ألبوم “لم تكن تلك حكايتي” للشعب اللبناني والفلسطيني، وللحب من فلسطين كان البوم “مواسم البنفسج”.
نالت البنا تكريمات عدة في حياتها حيث حصلت في العام 1994 على تكريم “شخصيّة العام”، وحصلت أيضاً على لقب “سفيرة السلام” في إيطاليا، وجائزة “شخصيّة العام” من وزارة المرأة في تونس في العام 1997. كما فازت “بجائزة فلسطين للغناء للعام” في 2000، وجائزة “ابن رشد للفكر الحر” في العام 2013 .
رحلت البنا تاركة ثلاثة أبناء، وأما ثكلى هي الشاعرة زهيرة الصباغ التي رثتها عبر صفحتها الشخصية على “فايسبوك فكتبت: “رحلت غزالتي البيضاء، خلعت عنها ثوب السقام، ورحلت، لكنها تركت لنا ابتسامتها، تضيء وجهها الجميل، تبدد حلكة الفراق”.
شاركنا النقاش