فاتن قبيسي|
ربما كثر لا يعرفون أن أحد أهم أعمدة النجاح الذي تحققه شركة “ايغل فيلمز” في السنوات الاخيرة، هي سيدة تعمل بقلبها وعقلها بعيداً عن الأضواء. هي جندي مجهول يحمل العمل على عاتقه من الف الى يائه ليدفع به الى الصدارة خلال كل منافسة رمضانية. وعليه، فهي الشريكة الأساسية في تصدّر مسلسلي “للموت” و”ع أمل” تحديدا، على مدى أربع سنوات متتالية. إنها المنتج المنفذ جويل بيطار.
تستقبلك جويل بكامل حيويتها التي لا تغادرها في يومياتها، كما في كواليس التصوير. حيث رايناها سابقا خلال تصوير بعض المشاهد تراقب بعشرة عيون واكثر من أذنين. كل ما هو على الـSET من مسؤولياتها، وأي طارىء يحدث مع الممثلين او المخرج أو الفنيين، فهي المرجح الصالح لتسويته. فهي اساساً خريجة إخراج، وتقول في هذا المجال: “أي خطاً يقع من رأس الهرم الى كعبه أراه بسهولة، وأساعد من يخطىء من دون ان أشعره بذلك، حيث أجعله يكتشف خطأه بنفسه ليقوم بتصحيحه”.
وتكشف بيطار لـ”شاشات”، وفي أول مقابلة صحافية لها، عن دورها في صناعة المسلسل، وأسباب نجاح “للموت” و”ع أمل”، وكواليس صناعة المسلسل عموماً. ولكن في البداية متى بدأت جويل بيطار، تعاونها مع “ايغل فيلمز”؟
تعمل بيطار في مجالها منذ 24 عاماً، الا أن تعاونها مع “ايغل فيلمز” بدأ منذ تسع سنوات، من خلال مسلسل “الشقيقتان”(بطولة باسم مغنية ونادين الراسي وسارة ابي كنعان) كمنتج منفذ.
ولكن ربما كثر أيضا لا يعرفون ما هي مهام “المنتج المنفذ”، جويل هنا تبدو “دينامو” العمل من خلال عدة مهام تقوم بها بشكل متزامن، من مواكبة كتابة النص، الى اجراء الكاستينغ واختيار الممثلين، الى توزيع المهام على فريق الانتاج ومصمم الملابس واختيار الموسيقى التصويرية ووضع جدول للتصوير. “وكل حلقة تصور وتخضع للمونتاج، أشاهدها، وأقيمها، لتعديل اي خطأ في حال وُجد، لأنه سيكون من مسؤوليتي” تقول.
وهي ان كانت مرنة في حياتها، الا انها صارمة في عملها، بحيث انها تضع جدولاً زمنياً للإنجاز وتسليم الحلقات، لا يمكن التهاون به، او اللعب على حافة الوقت.
أحب مرحلة الكاستينغ
“أحلى شي عندي انو أعمل كاستينغ” تقول بيطار، التي تشير الى انها تعطي فرصاً للشباب في الادوار الثانية، وتقول:
“كنت أقصد الجامعة اللبنانية واعمل كاستينغ لطلاب وخريجين، واستاذي سمير حبشي كان يساعدني في ذلك. اما ادوار البطولة فتتطلب ممثلين مخضرمين، مثال على ذلك، الممثل عمار شلق فأنا لم أرَ غيره لشخصية “سيف” في مسلسل “ع أمل” . كذلك “حاربت” لتشارك سيرينا الشامي بشخصية “رهف”، لأنها كانت مرتبطة بالتزام آخر، وهذا ما حصل ايضا مع الممثل السوري محمد الاحمد الذي لعب “هادي” في “للموت”، الذي تمسكنا به انا والمنتج سنان في ظل إرتباط آخر كان لديه.
وتضيف: كذلك الأمر بالنسبة الى الممثلين كارول عبود وفادي ابي سمرا الذين اقنعتهما بالمشاركة في اعمالنا، بعدما كانا يرفضان المشاركة في الدراما التلفزيونية، لتفضيلهما السينما والمسرح.
وتتابع: مرحلة الكاستينغ هو “سوبر مسؤولية”، لذا أبقى خائفة، رغم حصولي على موافقة المنتج والمخرج، لأنني انا من اقترح اسم الممثل.
نجاح “للموت” و”ع أمل”
وعن مسلسل “للموت” تقول بيطار أنه شكّل بحد ذاته حالة، وسبب نجاحه هو وحدة الفريق من المنتج جمال سنان السخي على اعماله بشكل عام، الى الكاتبة نادين جابر والممثلين، وصولاً الى كامل فريق العمل الذي بدونه لا يستقيم اي مسلسل. بالاضافة الى تمرّس المخرج فيليب اسمر. ونجاح الجزء الاول دفع MBC لتطلب منا الأجزاء الاخرى.
وتضيف: ولكن بعد “للموت” كنت خائفة كثيرا من “ع أمل”. والثقة التي يوليها لي المنتج جمال سنان تفرض عليّ الا أخذله، فهو لا ينام لشدة حرصه على عمله. لكن الحمدلله نجح “ع أمل” بإدارة رامي حنا، كونه طرح موضوعاً جريئاً يتعلق بمعاناة النساء، وهو ما جعل المشاهدين يتماهون معه. وهو يمس ببيئتنا العربية ككل. ونحن نفكر اليوم بمواضيع درامية نجعل الناس تعيشها معنا ايضاً. كذلك من عوامل النجاح هو أننا نعمل كعائلة في “ايغل فيلمز”، وانا محظوظة جدا بوجودي بينها. واجواء كواليس مسلسل ” ع امل” تعكس ذلك، وكان يتخللها احياناً رقص ودبكة بين الممثلين، فيما كانت ماغي بو غصن توزع طاقة ايجابية على الجميع.
هل كان من الممكن جعل “ع امل” دراما لبنانية صرف؟
تجيب بيطار على السؤال: كان يمكن ذلك- مع تقديرنا للممثلين السوريين مهيار خضور وديما الجندي- ولكن MBC طلبت منا مسلسل “بان اراب”، وليس مسلسلاً لبنانياً، وهذه خلطة ما زالت الناس تحبها، علماً انني اتمنى ان تنهض الدراما اللبنانية بشكل اكبر .
هل تحقق الأعمال التي تنتجها “ايغل فيلمز” أرباحاً، خاصة وانها تتعاون احياناً مع محطة mbc?
ترد بيطار: بالنسبة الى “ايغل فيلمز” القصة نسبية. فالمنتج جمال سنان حريص على مستوى العمل وجودته قبل الارباح. لذا الموضوع يتفاوت هنا. فقد يربح، وأحياناً اخرى قد يخسر احيانا. فاذا رأى أن هناك مشروعاً معيناً يمكن ان ينجح وان كان لا يحصد أرباحاً فإنه يمضي به، لأنه يهمه النجاح ايضاً.
-هل MBC تضع عينها على عمل جديد في جعبة “ايغل فيلمز”؟
-حالياً نعقد اجتماعات لإختيار ما سنقدمه بعد “ع امل”. الأمر بات أصعب وأصعب.. ومستوى التحدي يرتفع بعد كل نجاح.
وأخيراً، اذا كان جمال سنان ربّ عائلة “ايغل فيلمز”، فان جويل بيطار هي ربّان سفينتها، تماما كما هي ربّان عائلتها المكونة من زوجها وليد بو يونس، وولديها وليد (14 سنة) ودجوي (12 سنة). ولا يفوتها هنا ان تشيد بدعم زوجها ووقوفه الى جانبها، لا سيما وان عملها يتطلب منها الغياب لفترات طويلة عن العائلة.
السيرة المهنية لجويل بيطار
درست جويل بيطار الاخراج في جامعة الكلسيك، واحتلت المرتبة الاولى على دفعتها العام 2000 ، شاركت في تنفيذ افلام وثائقية منها عن “القديس شربل” و”القديسة رفقا”… وعملت مع استاذها المخرج سمير حبشي كمساعدة مخرج، ثم تعاونت مع الكاتب الراحل مروان نجار من خلال عدة اعمال مثل “بنت الحي”، و”احلى بيوت راس بيروت”، ثم شاركت في وثائقي حول السيدة “نظيرة جنبلاط” كمخرج منفذ، كما جسدت فيه بنفسها هذه الشخصية، وتبع ذلك تعاونها مع المنتج مروان حداد من خلال “اجيال”، و”باب ادريس” و”ديو الغرام”. وبعدها افتتحت شركة إنتاج خاصة في العام 2014، ليبدأ تعاونها لاحقاً مع المنتج جمال سنان من خلال مسلسل “الشقيقتان” كمنتج منفذ. ويبلغ عدد اعمالها الاجمالي حوالى خمسين عملاً.
شاركنا النقاش