دمشق: آمنة ملحم|
هي حلقة واحدة حل فيها الفنان دريد لحام ضيفا على عائلات مسلسل “ناس من ورق”، إلا أنها كانت الأكثر جاذبية بين حلقاته العشر الأولى التي عرضت إلى الان.
بعيدا عن وجع الأزمة السورية، وبالحياد كليا عن الكوميديا، جاء حضور “غوار الطوشة” هذه المرة بشخصية “ابو خالد”، رجل مسن حرمه القدر من الانجاب، ثم حرمه المرض من رفيقة دربه ليجد نفسه وحيدا في معترك الكبر. إلا أن المصادفة تضع في دربه امرأة تشبه كثيرا زوجته، وهي أم الناطور في البناية التي تدور فيها أحداث العمل.. يحاول أبو خالد انعاش حياته عبر طلبها للزواج، لكن القدر يحمل لها نفس المصير ليبقى وحيدا بلا رفيقة درب.
بالورد تسلح لحام طيلة الحلقة، فكانت تلك الورود تسبق كلماته وتعبر عنها أحيانا، وبالوفاء تأصلت روحه لتكون دمعاته منبع راحة لنفسه المتعبة بعبء الوحدة والقدرية، فلا المال يريحها ولا الرفاهية تجددها. دموع لحام معبرة صادقة، تذرف على خديه كل مرة لتعكس من بين تجاعيد الزمن دروسا كثيرة في الحياة، ولينتهي حضوره كما بدأ موزعا الورود على قبر زوجته.
هذا الحضور المفعم بالحب والصدق للقدير لحام، مع ذكاء متفرد في التعامل مع الشخصيات الدرامية التي يعيشها وكأنها حقيقة، جاء كحالة انعاش للعمل الذي يسير بروتين يومي، حاله حال يوميات السوريين التي تمر بهدوء ورتابة وبلا صخب قد يملا المكان. وكذلك جاء حضور الفنانة صباح الجزائزي في إحدى الحلقات، والتي لا زالت تأسر المشاهد برومانسية تزداد جمالا مع العمر.
يحل “ناس من ورق” الذي ألفه أسامة كوكش وأخرجه وائل رمضان ضيفا خفيفا على الشاشة. فهو اجمالا من النمط الدرامي الاجتماعي الخفيف مع مواقف طريفة تمرر بين شخصياته الثابتة وضيوف الحلقات. ولكن أسلوب المعالجة جاء نمطيا روتينيا. فالنهايات شبه متوقعة، لا سيما أن تيمة العمل فرضت منذ الحلقة الأولى نمط انتهاء وجود الضيف مع نهاية كل حلقة، ما جعل توقع النهايات سهلاً على المتابع، مما يغيّب عنصر التشويق الذي قد يحمل المتعة وجذب الانتباه.
يعرض المسلسل على قناة “سوريا دراما” في السادسة مساء، وقناة فلسطين في الثانية عشرة والنصف ليلا.
شاركنا النقاش